أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، الثلاثاء، السابع عشر من مارس/آذار، تأجيل كأس أوروبا لمدة عام واحد، لتقام صيف 2021، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19″، وهي أول سابقة من نوعها في تاريخ البطولة الأوروبية الأهم للمنتخبات منذ انطلاقها في عام 1960.
وبذلك التأجيل الذي يحدث لأول مرة في كأس أوروبا على مدى 60 عاماً، تكون البطولة هي الثانية في تاريخ الكرة العالمية التي تتعرض للتأجيل أو الإلغاء بسبب ظروف غير مواتية، بعد كأس العالم للمنتخبات التي تعرضت للإلغاء مرتين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث تم إلغاء بطولتي 1942 و1946 قبل أن تعود البطولة لتستأنف عام 1950 في النسخة التي استضافتها البرازيل.
لكن اللافت هذه المرة، أن فيروس كورونا أشد خطراً على كرة القدم العالمية من الحرب العالمية الثانية نفسها رغم الدمار الهائل الذي سببته للعالم في وقتها، وخصوصاً في القارة الأوروبية.
إلا أنه رغم دمار الحرب لم تتعرض كل مسابقات الكرة وكذلك أغلب الرياضات في العالم للإلغاء أو التأجيل مثلما يحدث الآن بسبب أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، الثلاثاء، السابع عشر من مارس/آذار، تأجيل كأس أوروبا لمدة عام واحد، لتقام صيف 2021، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد سريع الانتشار.
ففي الوقت الحالي لا يوجد تقريباً أي نشاط رياضي في أي منطقة من العالم بداية من كرة القدم مروراً بالتنس التي تأجلت بطولتان من بطولات الغراند سلام هما رولان غاروس الفرنسية وفلاشينغ ميدوز الأمريكية، ودوري السلة الأمريكي NBA وغيرها من مسابقات الألعاب المختلفة.
وكانت دورة الألعاب الأولمبية قد تعرضت للإلغاء مرتين أيضاً في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها، حيث ألغيت دورتا هلسنكي 1940 ولندن 1944، وهو تقريباً نفس ما تواجهه الدورة المقبلة من الأولمبياد المقرر أن تقام في طوكيو صيف هذا العام، رغم إصرار الجانب الياباني على إقامتها في موعدها.
كما توقفت بعض البطولات المحلية في أوروبا كذلك خلال فترة الحربين، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز الذي توقف مرتين، الأولى بين عامَي 1915 و1919، والثانية بين عامَي 1939 و1946، كما توقف الدوري الألماني في فترة الحرب العالمية الأولى بين عامَي 1915 و1919، ثم في الحرب العالمية الثانية، لكنه توقف بعد أن دارت دورة الحرب ضد الألمان، حيث يلفت الانتباه إلى استمرار البطولة التي انطلقت في عام 1903، منذ بداية الحرب في عام 1939 وحتى عام 1945، قبل أن تتوقف إجبارياً بسبب سقوط هتلر وهزيمة ألمانيا واجتياحها من قِبل قوات التحالف، واستمر التوقف 3 مواسم فقط لتستأنف البطولة في عام 1948.
لكن اللافت أن هناك بعض البطولات لم تتوقف قط رغم الحرب العالمية ودمارها، مثل الدوري الإسباني الذي انطلق عام 1929 وظل مستمراً طوال سنوات الحرب العالمية الثانية، كما استمرت كذلك بطولة كوبا أمريكا لمنتخبات أمريكا الجنوبية طوال فترة الحرب الثانية التي كانت تجري بعيداً عن دول القارة، علماً أن تلك البطولة ألغيت لمدة 6 سنوات تقريباً بين عامَي 1929 و1935، بسبب الحساسيات والعداء بين الأرجنتين وأوروغواي التي كانت تملك منتخباً غير قابل للخسارة في ذلك الوقت.
كأس الأمم الإفريقية بدورها واجهت موقفاً طارئاً لكنه لم يؤدِّ إلى إلغائها، وذلك عندما تم سحب تنظيم نسخة عام 2015 من المغرب بسبب طلب الحكومة المغربية تأجيل البطولة لمدة عام نتيجة تفشي فيروس إيبولا في عد دول غرب القارة.
ولم تتعرض كأس آسيا للتاجيل نهائياً مذ بدء تنظيمها عام 1956، وإن واجهت انسحابات من الدول العربية في النسخ الأربع الأولى بسبب مشاركة إسرائيل، قبل أن ينجح العرب في إبعاد الدولة العبرية عن قارة آسيا بالكامل بداية من نسخة البطولة التي أقيمت عام 1972.
كما تعرضت بعض البطولات المحلية في عدد من الدول العربية للتوقف لأسباب مختلفة، حيث توقف الدوري المصري في أكثر من مناسبة، بسبب حربي 1967 و1973، ثم ألغي مجدداً عام 2011 بسبب ثورة يناير، وأخيرا في الموسم التالي 2012 بسبب مقتل 72 من جمهور الأهلي عقب مباراة المصري والأهلي في بورسعيد.
كذلك توقفت أنشطة الرياضة في الكويت في عام 1991 بسبب الغزو العراقي، وتوقفت مسابقات الكرة في تونس وليبيا وسوريا، بسبب ثورات الربيع العربي.