عادة ما تتركز عيون الجميع على المهاجمين الذين يسجلون الأهداف ويتوّجون جهود الفريق بالكامل بفوز، أو يخفقون فيهتز الفريق كله أيضا ويلقى الهزائم.
لكنَّ قليلين فقط هم من يتوقفون عند الدور المحوري الذي يؤديه من يلعب كـ قلب دفاع، المركز الذي يتطلّب قدرات ذهنية وجسدية استثنائية، فضلاً عن القدرة على قيادة وتنظيم خط الدفاع.
ولم يُتقِن الكثيرون تأدية هذا الدور على مرّ السنين، إنما على العكس فإن المجيدين قليلون ومشهورون للغاية بداية من الألماني فرانز بكنباور، مروراً بالإيطاليين باريزي ثم كانافارو وغيرهم.
موقع 90min البريطاني أعد قائمة بأفضل 25 لاعباً في مركز قلب الدفاع في أوروبا في الوقت الحالي من وجهة نظر فريقه التحريري بالطبع.
25. تشالار سوينجو
عانى المدافع التركي كثيراً من أجل الارتقاء إلى مستوى التوقعات خلال موسمه الأول، وذلك في أعقاب انتقاله بـ24 مليون دولار من فرايبورغ إلى ليستر. واستغرق وقتاً من أجل الوقوف على قدميه، لكنّ مستواه تطوّر كثيراً تحت قيادة بريندان رودغرز، وشارك لـ90 دقيقة في كافة المباريات خلال هذا الموسم الاستثنائي، باستثناء مباراة واحدة.
وهو الآن واحدٌ من أفضل اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أنّ عمره لا يزال 23 عاماً.
24. روبن دياز
لا شكّ في أنّ دياز كان يستطيع الانتقال إلى أقوى أندية كرة القدم الأوروبية، رغم أنّه ما يزال في الـ22 من عمره فقط. وقد شارك في أكثر من 100 مباراة لصالح بنفيكا رغم صغر سنه وصار بالفعل لاعباً أساسياً في صفوف البرتغال، وقد ثبّت أقدامه بقوةٍ على الأرض (إلّا حين يرتقي لتسديد الركنيات برأسه) وبدأ يحصد نتائج ذلك.
وفاز اللاعب بالدوري البرتغالي الممتاز مرةً واحدة في لشبونة، وربما يفوز بالدوري مرةً أخرى في الموسم الحالي، بالتزامن مع وصول أسهمه إلى أعلى مستوياتها، واستمرارها في الارتفاع.
23. فيليبي
لم يكُن من المتوقع إطلاقاً أن يصير أكبر صفقات أتلتيكو في الصيف، حيث وقّعوا مع جواو فيليكس وماريو هيرموسو وثمانيةٍ آخرين، لكنّ فيليبي أثبت أنّه الصفقة الأكثر أهميةً من بينهم.
ولم يكُن العثور على بديلٍ للقائد الخبير دييغو غودين في قلب الدفاع مهمةً سهلة على الإطلاق، لكنّ فيليبي أثبت نفسه منذ وصوله في أكتوبر/تشرين الأول وشارك في كافة مباريات الروخي بلانكوس مساهما في كونه ثاني أفضل دفاع في الدوري الإسباني.
22. أنطونيو روديغر
منذ عودته من الإصابة، صار روديغر جزءاً حيوياً من تشكيلة المدرب فرانك لامبارد في تشيلسي. وكان خط الدفاع من حوله ضعيفاً لدرجة أنّه احتل المركز الثالث من حيث استقبال الأهداف بين فرق النصف الأعلى من جدول الترتيب بعد توتنهام وبيرنلي، لكنّه قدّم مستويات رائعة للغاية رغم ذلك.
21. جيروم بواتينغ
قبل وقتٍ ليس ببعيد، كان بواتينغ على وشك الخروج من الباب الكبير لبايرن ميونيخ، ولكنّ ذلك بات أمراً صعباً الآن. وربما أسفرت بعض المشكلات البدنية والإيقافات عن مشاركته في 24 مباراة فقط بكافة المسابقات، ولكنّه يصير واحداً من الأسماء الأولى على قائمة هانزي فليك حين يكون متاحاً.
وبهذا المعدل، ستكون مفاجأةً كبيرة إن لم يجرِ اختياره للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، وهذا خير دليلٍ على الانتعاشة التي يمُرّ بها في ميونيخ.
20. ستيفان دي فري
كان اللاعب مثالياً في تشكيلة أنطونيو كونتي الرامية إلى إعادة إحياء مجد فريق الإنتر. ورغم أنّ لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي يُفلِت منه سريعاً، لكن لاعب لاتسيو السابق ما يزال واحداً من أفضل لاعبي قلب الدفاع في الدوري، وفي أوروبا بالطبع.
19. إينيغو مارتينيز
عانى نادي أتلتيك بيلباو في الدوري الإسباني هذا الموسم، ولكنّ سجله الدفاعي لم يكُن السبب في ذلك. ويقبع النادي في المركز العاشر حالياً، لكنّ شباكه استقبلت 23 هدفاً فقط -وهو رقمٌ لا يتفوّق عليه سوى فريقي مدريد ريال وأتلتيكو. وذلك بفضل مارتينيز القلب النابض لخط الدفاع الذي لا يُقهر، وربما لا يُعتبر أكثر قلب دفاعٍ مُهيمن في إسبانيا، ولكنّه بالتأكيد واحد من أكثرهم فاعلية.
18. ماتس هوملز
ظهر اسم هوملز على قوائم من هذا النوع منذ بدء مسيرته الكروية، وسيُواصل ظهوره هنا في المستقبل القريب. وبعد انتقاله من بايرن إلى دورتموند، ثم عودته إلى بايرن، قبل الانتقال إلى دورتموند مرةً أخرى؛ ليس المهم هنا ارتداءه للقميص الأحمر والأبيض أو الأصفر والأسود، فهو واحدٌ من أفضل المدافعين الموجودين ولا يُبدي أيّ علامات على تراجع مستواه مع دخوله الثلاثينيات من عمره.
17. دايوت أوباميكانو
لا يستطيع الكثير من لاعبي قلب الدفاع إثارة هذا القدر من الضجة والاهتمام طوال مسيرتهم الكروية كما فعل أوباميكانو، مدافع لايبزيغ، خلال أقل من ثلاث سنوات داخل الدوري الألماني.
ويحتفل اللاعب بعيد ميلاده الـ22 في أكتوبر/تشرين الأول، لكنّه يستطيع الآن اختيار فريقه المفضل للانتقال إليه من بين أكبر أندية القارة. ورغم ذلك، فهو ليس في عجلةٍ من أمره لمغادرة ألمانيا حالياً، خاصةً أنّ الألقاب المحلية ودوري الأبطال قريبان منه للغاية.
16. لوكاس هيرنانديز
كان اللاعب جزءاً أساسياً من فوز منتخب فرنسا بكأس العالم عام 2018. وربما عانى هيرنانديز بعض الشيء لتثبيت أقدامه في البايرن بسبب الإصابة، ولكنّه أثبت نفسه بشدة حين شارك في المباريات -سواء كانت مشاركته في مركز الظهير الأيسر أو قلب الدفاع. وهو واحدٌ من أعلى المدافعين الموجودين تقييماً، ولن تكون هناك قيودٌ على ما يستطيع تقديمه في اللعبة حين يتخلّص من مشكلاته البدنية إلى الأبد، خصوصاً أنّه في الـ24 من عمره فقط.
15. جو غوميز
لا شكّ أن فريق ليفربول مُثيرٌ للإعجاب هذا الموسم، في وجود غوميز أو غيابه. لكن شباكه لم تستقبل سوى أربعة أهدافٍ فقط في الـ14 مباراة التي شارك بها في الدوري هذا الموسم، مقابل 16 هدفاً في الـ15 مباراة التي لم يُشارك بها.
ولا شكّ أنّ سرعته -وطاقته الشابة- كانت حيويةً في قلب دفاع الفريق، وجزءاً لا يتجزأ من نجاحه. ولا يُمكننا مقارنته بديان لوفرين أو جويل ماتيب الآن.
14. ماركينيوس
عادةً نجد أنّ لاعبي قلب الدفاع الماهرين في التحكُّم بالكرة يأتون مع تحذيرٍ من براءة اختراع ديفيد لويز، والتي تكمُن في كونه عرضةً للأخطاء القاتلة العرضية في الخط الخلفي (أو غير العرضية في حالة لويز). ولكن لاعب باريس سان جيرمان ماركينيوس يستطيع تحقيق ذلك التوازن بشكلٍ رائع.
ويتمتّع اللاعب برشاقةٍ كبيرة في التعامل مع الكرة، وعين ثاقبة في التمرير، ولكنّه لا يفتقر إلى المزايا الدفاعية اللازمة. لذا فهو لاعبٌ يستطيع فعل كل شيء.
13. ليوناردو بونوتشي
ما يزال بونوتشي في الـ32 من عمره فقط، رغم أنّه يبدو وكأنّه يلعب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي منذ تأسيسه عام 1898، ولا يُبدي مع ذلك أي علامات على التقدُّم في السن.
والمثير للدهشة هنا هو أنّه تخلّف عن 12 مباراة فقط بسبب الإصابة، رغم أنّه شارك في قرابة الـ650 مباراة بقميص الفريق والمنتخب. ويبدو الرجل وكأنّه رجلٌ آلي مُبرمج على شيءٍ واحد فقط: الدفاع بأسلوبٍ رائع للغاية.
12. تياغو سيلفا
إليكم لاعباً آخر يبدو خالداً، وهو سيلفا الذي لا يزال يلعب بنفس القوة وهو في الـ35 من عمره، بالتزامن مع تقدُّم باريس سان جيرمان بكل أناقة في اتجاه حصد لقب الدوري الفرنسي مرةً أخرى. ويُعتبر قائد منتخب البرازيل واحداً من أكثر المدافعين إثارةً للرهبة في العالم، ورغم أنّ الإصابات بدأت تتمكّن منه بعض الشيء، لكنّه ما يزال يُقدّم أفضل العروض حين ينزل إلى أرضية الميدان.
11. نيكلاس زوله
أثّرت الإصابات على موسم زوله 2019/2020، وخير دليلٍ على الانطباع الذي تركه هو أنّه لم يظهر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي لكنّه ما يزال يُعتبر واحداً من أفضل المدافعين الموجودين على نطاقٍ واسع.
وسيُقدّم إضافةً كبيرة لصفوف بايرن ميونيخ حين يعود في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري، في حين ستكون صفوف المنتخب الألماني في انتظاره بفارغ الصبر ليعود إلى كامل مستواه قبل بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020.
10. كاليدو كوليبالي
اعتبر الكثيرون هذا اللاعب من صفوة لاعبي قلب الدفاع، ورغم أنّ مستواه تراجع قليلاً مع نابولي في الموسم الجاري، لكنّه لا يزال من أفضل المواهب الموجودة، وواحداً من الأعمدة الرئيسية لنابولي.
وربما يُوجد بعض اللاعبين الذين يُعتبرون أكثر هيمنةً وقيادة من الدولي السنغالي، الذي عانى من الإصابات كثيراً، ولكنّه لن يُعاني من أجل العثور على عروض حين يُقرّر الرحيل عن نابولي مستقبلاً.
9. ماتياس دي ليخت
كانت قصة انتقاله هي حديث وسائل الإعلام في الصيف. ورغم أنّ مشواره القصير مع يوفنتوس لم يكُن يسيراً حتى الآن، لكنّه احتفظ بثقة المدرب ماوريسيو ساري. وما يزال مدافع أياكس السابق موهبةً واعدة نظراً لصغر سنه.
وهو حالياً في العشرين من عمره فقط، لكنّه يمتلك نضجاً وذكاءً في التمركُز يُضاهي الكثير من اللاعبين الذين بلغوا ذروة مستواهم. في حين أنّ مواصفاته الجسدية تتفوق على الكثيرين، رغم حقيقة أنّه ما يزال يمتلك وقتاً طويلاً لتطويرها.
8. هاري ماغواير
كان فريق مانشستر يونايتد حاسماً بشأن تعاقده مع قائد ليستر السابق في الصيف. ولكنّهم لن يندموا على قرارهم رغم شعور البعض بأنّهم دفعوا مبلغاً أكبر من اللازم للحصول على خدماته.
وكان اللاعب أشبه بحاجزٍ حديدي في الخط الخلفي للفريق طوال الموسم حتى الآن، وسُيؤدي دور الأساس الثابت الذي سيبنون عليه خطوطهم في السنوات المُقبلة.
7. ميلان سكرينيار
هذا اللاعب هو أحد المستفيدين من ثورة كونتي في الإنتر، إذ كان بالفعل واحداً من أفضل مدافعي العالم قبل وصول الإيطالي، لكنّه وصل إلى آفاقٍ غير مسبوقة في الموسم الحالي.
ويبدو متمكّناً للغاية في مركزه على يسار ثلاثي الدفاع، ليُشكّل علاقةً لا تُقهر مع دي فري. ولا شكّ أن مستواه سيرتفع من الآن فصاعداً مع اقترابه من ذروة مسيرته.
6. إيمريك لابورت
خير دليلٍ على تأثير لابورت هو تراخي قبضة السيتي المُمسكة بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز كثيراً بعد أن أبقته إصابة الركبة على دكة البدلاء. وكان باستطاعته في السابق اعتبار نفسه أفضل المدافعين المُتاحين. ورغم أنّ القليلين أطاحوا به من الخمسة الأوائل منذ إصابته، لكن لا أحد يُنكر مقوماته بوصفه واحداً من أفضل المدافعين على الإطلاق.
5. جورجيو كيليني
يُعتبر نجم يوفنتوس واحداً من أعظم المدافعين في التاريخ، ويكفينا القول إنّه لاعب مُصاب في الـ35 من عمره -ولم يُشارك سوى في بضع مباريات هذا الموسم- وما يزال يحتل هذا المركز على القائمة دون أن يُثير دهشة أحد، إنّها أسطورةٌ إيطالية أصيلة، ولم تنتهِ بعد.
4. جيرارد بيكيه
هل هو لاعب لا بديل عنه في برشلونة بقدر ليونيل ميسي؟ ربما يبدو رأياً غريباً في ظاهره، ولكنّه منطقيٌ تماماً حين تُفكّر في الأمر.
إذ كان بيكيه بمثابة القوة الضاربة والجزء الثابت طوال سنوات في برشلونة، فضلاً عن تأثيره الحيوي الثابت وسط موسمٍ غير مستقر لعملاق كتالونيا. ومع 500 مباراة في مسيرته حتى الآن، فسوف تتطلّب الإطاحة به من عرشه جهداً كبيراً حين يُقرر الاعتزال.
3. رافائيل فاران
مع امتلاك ريال مدريد لهذا العدد الهائل من النجوم المعروفين، فمن الصعب تكريمهم جميعاً بالقدر الذي يستحقونه. لكن فاران هو واحدٌ من اللاعبين الذين لا يُمكن تجاهلهم.
فعلاوةً على قدراته الدفاعية التي لا مثيل لها تقريباً، يُعتبر الفرنسي من الأوراق الرابحة باستمرار. إذ فاز بكل الألقاب المُمكنة في مدريد، فضلاً عن الفوز بكأس العالم عام 2018. ولم يفُز بكأس الأمم الأوروبية بالطبع، لكنّه من أقرب المرشحين للفوز بها هذا الصيف دون شك.
2. سيرجيو راموس
بالحديث عن اللاعبين الذين فازوا بكل شيء، إليكم اللاعب الذي أحرز جميع الألقاب. ولا شكّ أنّه حظي بأعداءٍ أكثر من الأصدقاء نتيجة أسلوبه العنيد والعنيف دائماً.
وبغض النظر عن رأيك في قائد منتخب إسبانيا، فلا مجال للخلاف حول مدى فاعليته -بوصفه قائداً استثنائياً ومدافعاً لا يُقهر. ولن ينجح الكثيرون في مضاهاة قائمة البطولات التي حصدها في العاصمة الإسبانية، في حين أنّ مستوياته الثابتة طوال مسيرته الكروية المُطوّلة لا يُضاهيها سوى ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو فقط تقريباً.
1. فيرجيل فان دايك
رغم كل ما سبق، لا يُوجد سوى لاعب واحد يستحق صدارة هذا الترتيب. وكان من المتوقّع أنّ فان دايك سيُعاني لإثبات استحقاقه لمبلغ الـ 75 مليون جنيه إسترليني الذي دُفع في صفقة انتقاله إلى ليفربول في يناير/كانون الثاني عام 2018، ولكن بعد مرور سنتين تقريباً يبدو وكأنّ مبلغ انتقاله الصادم سابقاً بات أقل مما يستحقه الآن.
ولا شكّ أنّ التحسُّن السريع والمُفاجئ الذي طرأ على دفاعات الريدز منذ وصوله كان مذهلاً، ولم يكُن لحظياً في الوقت ذاته، إذ واصل الإبهار بمستواه منذ ذلك الحين. ورغم بعض المنخفضات العجيبة على مدار العامين، لكنها تتضاءل عند مقارنتها بالمستويات المذهلة التي قدمها.
وهو بالطبع يستحق الثناء مثل باقي زملائه بسبب فوزهم بدوري الأبطال الأوروبي في مدريد عام 2019، كما أنّه يُؤدّي دوراً كبيراً في مشوارهم موسم 2019/2020 والذي سيشهد على الأرجح فوز الريدز بلقب الدوري الإنجليزي إلى جانب كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
هذا هو المدافع الأفضل بلا مُنازع، وستتطلّب إزاحته عن عرشه جهداً كبيراً.