فجأة وجد آلاف من نجوم كرة القدم في العالم أنفسهم في إجازة إجبارية، بسبب تفشي فيروس "كورونا المستجد"، وتوقف كل المسابقات الكروية المحلية والقارية والدولية في معظم أنحاء العالم.
ومن الإرهاق البالغ والانشغال المستمر، استيقظ نجوم الكرة في أوروبا ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى البقاء في منازلهم، بعدما أقدمت أغلب أندية الكبرى في القارة العجوز على إغلاق ملاعبها ومنع التدريب أو إقامة المباريات عليها، فكيف يقضي هؤلاء النجوم أوقاتهم بعيداً عن كرة القدم؟!
كثير من النجوم التزموا الحملة التي انطلقت في معظم دول أوروبا التي ضربها وباء كورونا، وشاركت فيها الأندية الرياضية وحملت عنوان "خليك بالبيت"، ومن أجل تأكيد مصداقية التزامهم الحملة، تبارى أغلبهم في تصوير أنفسهم داخل منازلهم وهم يمارسون التمارين الرياضي للحفاظ على لياقتهم البدنية بأوامر من المديرين الفنيين لتلك الأندية.
لكن اللافت كان الغياب شبه الكلي للنجوم العرب البارزين أمثال محمد صلاح جناح ليفربول، أو رياض محرز لاعب مانشستر سيتي، أو حكيم زياش لاعب أياكس المقرر التحاقه بتشيلسي في الصيف المقبل، سواء بنشر فيديوهات لهم وكيفية قضائهم أوقات فراغهم، أو حتى المشاركة برسائل لتشجيع متابعيهم وهُم بالملايين ورفع معنوياتهم في تلك الأوقات الصعبة التي ينتشر فيها فيروس كورونا .
ونشر الفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد، فيديو لنفسه على حسابه الرسمي على تويتر، وهو يمارس تدريبات الجري على جهاز الجري في صالة اللياقة البدنية بمنزله، وهو نفس ما فعله قائد ريال مدريد والمنتخب الإسباني، المدافع سيرخيو راموس، بحسب ما ذكره موقع ESPN الرياضي المعروف.
كما نشر البرازيلي نيمار دا سيلفا، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، صورة له وهو جالس في استراحة قصيرة داخل صالة اللياقة بمنزله، وكتب فوقها: "استمر بالتقدم، كورونا في الخارج".
لكن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، أسطورة فريق برشلونة، اختار أن ينشر صورة له وهو يحمل طفلين من أطفاله الثلاثة بينما يجلسون في منزله، وكتب تحتها على حسابه في إنستغرام: "إن من الواجب أن يتصرف الإنسان بمسؤولية ويلازم منزله، ويقضي وقتاً مع أهله، قد لا يكون متاحاً له في الأوقات العادية".
أما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب يوفنتوس الإيطالي، فقد كان أكثر تحفظاً، واكتفى بنشر كلمة موجهة لمتابعي حسابه على إنستغرام، تقول: "لكل الموجودين على صفحتي.. رجاء اعتنوا بالأشخاص الذين تحبونهم، واتبعوا تعليمات الجهات المسؤولة"، ونشر صورة للوحة تقول: "ابقَ سالماً".
ونشر زميل رونالدو، الأرجنتيني باولو ديبالا الملقب بـ"جوهرة" اليوفي، صوراً له وهو يتدرب داخل غرفة بمنزله ويمارس أنشطة مثل تمرينات الإطالة والقرفصاء بالأوزان وتمارين عضلات البطن.
كما نشر فيديو لنفسه وهو يساعد في إعداد بعض الفطائر التقليدية ببلاده الأرجنتيني في مطبخ منزله كنوع من قضاء الوقت في عمل مفيد مع أسرته.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أصبح كثير من اللاعبين يتلقون "فروضاً منزلية" من قِبل مدربيهم كي ينجزوها بالبيت، مثل تدريبات العضلات واللياقة اليومية، كي يكونوا في أفضل حالة بدنية ممكنة مع استئناف المنافسات.
أما لاعبو نابولي، الذين يقبعون في بيوتهم أيضاً، فقد بثوا على حساباتهم بالشبكات الاجتماعية صوراً ومقاطع فيديو لتدريباتهم، ويبدو في خلفية بعض المشاهد بركان فيزوف الشهير الذي يقع في المدينة الجنوبية.
ونشر الإسباني فابيان رويز، أحد أكثر لاعبي نابولي لياقة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت إيقاف الكالتشيو، مقطع فيديو يداعب فيه لفافة من المناشف الصحية؛ نظراً إلى عدم توافر كرة حقيقية لديه.
بينما اتجه لاعبون آخرون مثل البوسني إدين دجيكو، مهاجم روما، إلى ممارسة تدريبات اللياقة البدنية من نوعية "كروس فيت"، في حين فضَّل آخرون مثل الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والسلوفاكي ميلان سكرينيار، لاعبَي إنتر ميلان، اللجوء إلى الدراجة وجهاز المشي.
ولم تغب الابتسامات والضحكات بالطبع في هذه الأوقات التي تخيم الطوارئ عليها؛ من أجل الإبقاء على الروح المعنوية، حيث عبَّر لاعب ريال مدريد السابق وميلان الحالي تيو هرنانديز عن اشتياقه "للخروج من المنزل" ولمس عشب الملعب، بمقطع فيديو مضحك على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن تيو وزملاءه لم يكتفوا فقط بروح الدعابة، بل إنهم والجهاز الفني وموظفي الميلان تبرعوا مؤخراً بأجر يوم من رواتبهم السنوية لصالح مؤسسة (آريو) التي تعمل على الأرض في إقليم لومباردي شمال البلاد، الأكثر تضرراً من الوباء على مستوى إيطاليا.