نجح نادي أتلتيكو مدريد الإسباني في توجيه صدمة كبيرة لنادي ليفربول الإنجليزي وكل عشاقه حول العالم، عندما فاجأ الجميعَ بإسقاطه على أرضه أنفيلد ووسط جماهيره بنتيجة 3-2، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتأهل إلى ربع النهائي بمجموع المباراتين (4-2)، ويقصي حامل اللقب في العام الماضي، ويحقق كبرى المفاجآت بالكأس ذات الأذنين.
ورغم أن الريدز امتلك زمام المبادرة بالتسجيل في اللقاء الذي امتد للأشواط الإضافية، وكان الأفضلَ حتى تسجيله للهدف الثاني في الشوط الإضافي الأول، والذي كان كفيلاً بتأهله للدور المقبل، فإن حارسه الإسباني أدريان كان له رأي آخر، حيث ارتكب أخطاء فادحة تسببت في تلقي الريدز هدفين مجانيين أطاحا به من المسابقة.
ولذلك نقدم لكم في العوامل الآتية، تحليلاً لأسباب هذه الخسارة المفجعة لليفربول، وكيف نجح سيميوني ورجاله في إذلال حامل اللقب على ملعبه والظفر ببطاقة الصعود إلى ربع نهائي البطولة العريقة:
أدريان الكارثي وأوبلاك العظيم
تسبب الحارس الإسباني البديل لأليسون بيكر أفضل حارس بالعالم، والذي غاب عن المباراة للإصابة، في توديع ليفربول للبطولة والخسارة في هذا اللقاء بشكل يتحمَّل مسؤوليته بمفرده بنسبة كبيرة للغاية، حيث تسبب خطؤه الساذج في إحراز الروخي بلانكوس هدفهم الأول المباغت عن طريق ماركوس لورينتي، بعد تمرير كارثية من أدريان لزميله جواو فيلكس، الذي مررها له وسددها على يسار أدريان في الشباك الخالية.
ولم يكتفِ الحارس الإسباني بهذا الخطأ؛ بل شارك مع زملائه بدفاع الليفر، في تسجيل اللاعب نفسه للهدف الثاني القاتل لأتلتيكو في الشوط الإضافي الأول، حيث لم يتمكن من التصدي لكرة سهلة بالطريقة نفسها تقريباً التي سجل بها الهدف الأول، لتنتهي المباراة عملياً على الفريق الإنجليزي الكبير، قبل أن يسجل موراتا رصاصة الرحمة في الشوط الإضافي الثاني ويُنهي اللقاء بالهدف الثالث لفريقه.
أسلوب سيميوني القبيح
كعادته نجح المدرب الأرجنتيني سيميوني في لعب أسلوبه المعروف بغلق المساحات تماماً والاعتماد على الهجمات المرتدة المباغتة، وكان له ما أراد، نجاح سيميوني في لعب "الكرة القبيحة" كما يوصف أسلوبه، حيث يقتل متعة كرة القدم تماماً، بغلق كل مساحات الملعب على الخصم والدفاع بعشرة لاعبين أمام حارس مرماه، حتى يخرج بمراده من اللقاء وعدم استقبال أهداف كثيرة.
أسلوب التشولو الذي كان متوقعاً، نجح في تحقيق مراده بالنهاية به، فكان ليفربول المسيطر والأفضل ولكن بشكل سلبي، خاصة بعد تلقيه الهدف الأول في الشوط الإضافي الأول، لتنجح مرة أخرى الكرة القبيحة أمام الكرة الهجومية الممتعة في دوري أبطال أوروبا.
إهدار فرص غريب وتعامل سيئ لكلوب
خلال الشوط الثاني من المباراة أهدر لاعبو ليفربول فرصاً عديدة لإحراز الأهداف، خاصة روبرتو فيرمينو وساديو ماني، الذي كان بعيداً كل البعد عن مستواه، ورغم تسجيل البرازيلي فيرمينو هدفاًً في اللقاء، فإنه أهدر هدفين آخرين على الأقل لصالح فريقه، رعونة مهاجمي الريدز ولاعبيه في إنهاء الفرص بشباك أتلتيكو مع تألق أوبلاك الكبير، أسهمت في تلك النتيجة غير المتوقعة.
ورغم أسلوب سيميوني المتوقع فإنه لم يجد المعاملة الأفضل من الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، ورغم سيطرة الريدز على كل مجريات اللعب وإهداره عديداً من الفرص، فإنه لم ينجح في إحكام دفاعه مع هجمات أتلتيكو المرتدة التي تسببت في هدفين قاتلين، كما أن تغييراته كانت متأخره وقليلة، ولم يتعامل مع أحداث المباراة في الأشواط الإضافية بالشكل الأمثل، ليفوز سيميوني بأسلوبه وبالمباراة.