هناك مثَل يتداوله العامة في بعض الدول العربية، يفيد بأن رسول السلام لا يحصل إلا على المهانة، وهو ما ينطبق على حالة لاعب فريق تيرفيل الذي كاد يفقد ذكورته، بسبب شهامته ومحاولته التدخل لإنهاء شجار بين زميل له في الفريق ولاعب من الفريق المنافس.
الواقعة -كما ذكرت صحيفة Republicain-Lorrain الفرنسية- حدثت في السابع عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عقب نهاية مباراة في دوري الدرجة الثانية لمنطقة شمال شرقي فرنسا، والتي كانت تجمع فريقي تيرفيل وسوتريش على ملعب الفريق الأول.
وفي موقف السيارات خارج ملعب المباراة تصادف مرور الضحية الذي لم تكشف الصحف الفرنسية عن اسمه، متوجهاً لاستقلال سيارته حين شاهد مشادة عنيفة بين زميله بالفريق ولاعب من الفريق المنافس، فاقترب منهما لمعرفة سبب المشاجرة وتهدئة الأمور بينهما، خصوصاً أن المباراة انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، ومن ثم لا يوجد سبب وجيه لهذا التوتر البادي على حوار اللاعبين.
لكن يبدو أن تدخُّل اللاعب الشهم لم يكن محموداً من طرف لاعب سوتريش، الذي ظن -فيما يبدو- أن الضحية ينوي الانحياز إلى زميله، فما كان منه سوى أن عضَّ العضو الذكري للاعب تيرفيل، قاصداً إعاقته، وهو ما حدث بالفعل، حيث سقط الضحية على الأرض يتلوَّى من الألم حتى تم نقله لمستشفى قريب.
الغريب أنه رغم وضوح ظروف الاعتداء كما روتها مؤخراً الصحيفة الفرنسية وعديد من الصحف والمواقع الأخرى، ورغم أن الضحية احتاج عشر غُرز؛ من أجل استعادة كبريائه الذكورية، فإن الرابطة المشرفة على البطولة في حي موسيل قررت معاقبة المعتدي والضحية في الوقت نفسه!
فقد صرح إيمانويل سالينغ، رئيس الرابطة، بأن اللجنة التأديبية التي تم تشكيلها، خصوصاً للتحقيق في الواقعة، أوصت بإيقاف المعتدي 5 سنوات عن ممارسة أي نشاط له علاقة بكُرة القدم، وكذلك إيقاف الضحية 6 أشهر، بسبب ما قالت إنه دوره في المشاجرة، دون أن يقدم مزيداً من التوضيح حول ما فعله الضحية.
ولأن مصائب نادي تيرفيل لا تأتي فرادي كما تقول الحكمة العربية، فقد عُوقب الفريق على أكثر من مستوى، منها افتقاد جهود اللاعب المصاب والموقوف في الوقت نفسه حتى نهاية الموسم، هذا إذا استطاع نفسياً العودة للملاعب بعد الحادث البشع.
كما عوقب النادي، بسبب فشل إدارته في توفير مستلزمات السلامة العامة للاعبين، وتصرفها غير الملائم في الواقعة المشار إليها، دون الكشف أيضاً عن التقصير الذي يعاب على إدارة نادي تيرفيل الوقوع فيه.
لكن الغريب أن العقوبة قضت بتغريم النادي مئتي يورو وخصم نقطتين من رصيده، علماً بأن نقطة التعادل التي حصل عليها الفريق في تلك المباراة المشؤومة كانت الأولى له في المسابقة التي يتذيل جدول ترتيبها، وهو ما جعله في وضع مأساوي، لكونه بات يتذيل الترتيب ولديه رصيد سلبي بنقطة واحدة!
ومن المقرر أن يلتقي الفريقان بالدور الثاني من المسابقة في السابع عشر من مايو/أيار المقبل، وهي مواجهة يتوقع كثيرون بفرنسا أن تكون هادئة في غياب طرفي الأزمة، المعتدي والضحية عن أحداثها.