بعد أن أثيرت شكوك كثيرة هذا الموسم حول قدرة أتلتيكو مدريد على استرجاع أمجاد الماضي، قام فريق المدرب دييغو سيميوني بالعودة إلى جذوره والتصدي لسطوة ليفربول في دوري أبطال أوروبا، مساء أمس الثلاثاء، بفوزه 1-0 في ذهاب دور الـ16، ليستحضر أتلتيكو كل العوامل التي جعلت فترة سيميوني مميزة على مدار 8 أعوام.
ورغم كل ذلك، لم يرد سيميوني مناقشة التهديد الذي ينتظره في أنفيلد في لقاء العودة، حيث من المعروف صعوبة ملعب الريدز في لقاءات الإياب دائماً، وربما ريمونتادا برشلونة الساحرة بالنسخة الماضية والفوز 4-0 في نصف النهائي خير مثال على ذلك.
لكن المدرب الأرجنتيني رفض التفكير في ذلك، قائلاً لصحيفة As الإسبانية: "نريد الاستمتاع بهذه اللحظة بعد عناء، صدقاً لا أفكر في هذا، ولا في لقاء العودة أيضاً، ولا أشغل بالي الآن سوى بانتصارنا الثمين في واندا".
وكان جمهور أتلتيكو بمثابة الرقم الصعب في لقاء الأمس، بدءاً من استقبال حافلة الفريق بالألعاب النارية، وازدادت الأجواء سخونة عند تسجيل ساؤول نيغيز الهدف في الدقيقة 4، كما ألهب سيميوني المدرجات بحماسه ومطالبته للجماهير دائماً بالهتاف.
قال يورغن كلوب، مدرب ليفربول، عن ذلك، معبراً عن الحيرة والكثير من الإعجاب أيضاً: "لا أعرف إن كان شاهد سيميوني الكثير من المباراة، لأنه كان يحمس الجماهير باستمرار".
ومن المعروف عن فريق كلوب السابق، بوروسيا دورتموند، الأجواء الحماسية في الليالي الأوروبية بملعبه، لكن المدرب الألماني بدا منبهراً في مدريد، وأوضح: "نتحدث عن أنفيلد وقوة الاستاد، والليلة شاهدنا هذه القوة".
فيما ردّ سيميوني: "لا يمكن نسيان مباريات كهذه، يأتي أحد أفضل الفرق إليك وتهزمه، أتذكر بعض الليالي المماثلة خلال 8 أعوام هنا. كان هذا مثيراً بالفعل".
وخاض أتلتيكو موسماً كارثياً، وخسر من فريق بالدرجة الثالثة في كأس الملك، كما يعاني من إصابات عدة، ويبتعد بفارق 13 نقطة خلف المتصدر ريال مدريد في الليغا.
قالت الصحيفة الإسبانية: "حتى أبطال مثل ليفربول يتوسلون الرحمة عند مواجهة طبيب أسنان مثل أتلتيكو"، فيما كانت الاحتفالات صاخبة بعد صافرة النهاية، لكن الروخي بلانكوس يدرك أن الجزء الأصعب سيكون خلال 90 دقيقة بملعب ليفربول.
وستبقى ذكرى خسارة برشلونة 0-4 في ليفربول بعد انتفاضة مثيرة بالدور قبل النهائي، العام الماضي، في أذهان أتلتيكو، الذي خسر أيضاً 0-3 من يوفنتوس في الموسم الماضي بعد فوزه 2-0 ذهاباً في مدريد.