لم يكتفِ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالجدل الذي يثيره في عالم السياسة وبما يكتبه على وسائل التواصل الاجتماعي، فقام بترك بصمة من "النحس" على سباق دايتونا ، أول سباقات ناسكار الذي يعد أشهر سباقات السيارات في أمريكا، بعدما تسببت زيارته غير المتوقعة لحلبة السباق في وقوع حادث مروع لأحد السائقين المتنافسين على اللقب، تركه في حالة صحية حرجة.
وكان السباق الذي أقيم على حلبة دايتونا ويحمل اسم "دايتونا 500" مقرراً الأحد، لكنه أرجئ إلى الإثنين بسبب الظروف المناخية والأمطار الغزيرة، علماً بأن السباق هو الأول في موسم "ناسكار"، ويشارك فيه نحو 40 سائقاً، يتنافسون على مدى 200 لفَّة حول الحلبة.
لكن السباق شهد حدثاً استثنائياً قبل موعد انطلاقه الأصلي يوم الأحد، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قام بجولة حول الحلبة على متن السيارة الرئاسية المصفحة، والمعروفة باسم "ذا بيست" (الوحش).
وتسببت الزيارة في الحادث المروِّع الذي أدى إلى إصابة السائق المخضرم راين نيومان بإصابات خطيرة بعد اصطدام سيارته عدة مرات، ليفقد السائق تصدُّره للسباق الذي انتهى بفارق ضئيل لصالح ديني هاملين للعام الثاني توالياً.
ودفع حادث نيومان، كما ذكرت صحيفة Mirror البريطانية، إلى إلغاء الاحتفالات التقليدية في ختام السباق الذي أقيم الإثنين السابع عشر من فبراير/شباط، ويعد من الأشهر في منافسات السيارات الأمريكية، خاصة أن السائق تعرَّض لإصابات بالغة، لكن الأطباء أكدوا أن حياته ليست في خطر.
وكان نيومان (42 عاماً) متصدراً في اللفة الأخيرة على متن سيارته "فورد موستانغ"، لكنه فقد السيطرة عليها بعد احتكاك مع سيارة منافس، لتلتف السيارة على نفسها وتصطدم بالجدار الجانبي، وتعود إلى مسار حلبة "دايتونا سبيدواي" في ولاية فلوريدا، لتصطدم مجدداً بسيارة أخرى، ما أدى إلى انقلابها واندلاع نيران فيها.
وسارعت سيارات الإسعاف ورجال إطفاء لنجدة نيومان، ورفع المسعفون عوائق سوداء اللون خلال العمل على إخراج السائق من سيارته، بينما انتظر السائقون الآخرون لنحو ساعتين قبل معرفة مصير زميلهم.
وأكد الرئيس التنفيذي لسباقات "ناسكار" ستيف أودونل للصحفيين أن نيومان في حالة صحية حرجة بعد نقله إلى المستشفى، لكنه سينجو.
كما أفاد فريق نيومان "راوش رايسينغ"، في بيان، بأن السائق "في حالة خطرة، لكن الأطباء أشاروا إلى أن إصاباته لا تشكل تهديداً لحياته".
وأعادت الحادثة على الحلبة البيضاوية التي تتنافس فيها السيارات على سرعة عالية تناهز 300 كلم/ساعة، التذكير بمقتل السائق دايل إرنهاردت في حادث خلال اللفة الأخيرة لسباق "دايتونا 500" في عام 2001، على الحلبة التي تتسع مدرجاتها لنحو 100 ألف متفرج.
وأبدى السائقون قلقهم على مصير نيومان. وقال الفائز هاملين: "كنت أعرف أن الحادث سيئ"، معتبراً أن السباق بالنسبة إليه كان "مزيجاً غريباً من الحماس والسعادة لنفسي، لكن في الوقت عينه صحة شخص والقلق على عائلته أمر أكبر من أي انتصار في الرياضة".
كما تقدم مدير فريق هاملين، جو غيبز، بالاعتذار عن مظاهر احتفال عدد من أفراد الفريق بعد عبور سائقهم خط النهاية، قائلاً: "كنت أركز على سيارتنا، وبدأ الجميع من حولنا بالاحتفال. ربما رآنا البعض وقالوا انظروا، هؤلاء يحتفلون بينما ثمة حدث جلَل على أرض الحلبة".
وتابع: "لذا أتقدم بالاعتذار من الجميع، لكننا فعلاً لم نكن نعرف ماذا جرى، بعدما بدأنا بالاحتفال علمنا بالأمر".