التعادل المحبط مع سيلتا فيغو على ملعب سانتياغو برنابيو، وتقلص فارق النقاط الذي يفصل ريال مدريد متصدر الدوري الإسباني عن وصيفه وغريمه التقليدي برشلونة الى نقطة واحدة، لم يكن الألم الوحيد الذي شعر به زين الدين زيدان، المدير الفني الفرنسي لفريق ريال مدريد.
فقد تعرض زيزو لركلة مؤلمة في وجهه خلال المباراة التي أقيمت مساء الأحد 16 فبراير/شباط، في مدريد في ختام الجولة الرابعة والعشرين من الليغا الإسبانية، حسبما ذكرت صحيفة The Sun البريطانية.
وكان زيدان قد ترك مقعده ليعطي بعض التعليمات من أجل تنظيم صفوف فريقه، بينما كان التعادل بهدف لكل فريق يهيمن على مجريات اللقاء، وحينها وقع الحادث، حين اندفع الغاني جوزيف أيدو مدافع سيلتا فيغو، محاولاً السيطرة على الكرة قبل أن تخرج خارج خط التماس في الدقيقة 61 من عمر المباراة.
لكنه بدلاً من اللحاق بالكرة انزلق على الأرض ليسقط على ظهره بشكل مؤلم، في المنطقة المخصصة للجهاز الفني لريال مدريد، وارتفعت قدمه ليصطدم الحذاء بوجه زيدان الذي كان واقفاً في نفس المكان لمتابعة المباراة.
وأظهرت الصور المنتشرة للحادث لحظة الاصطدام، حتى إن المشاهدين يمكنهم مشاهدة وجه زيدان وهو متأثر بالركلة.
ويعد هذا الحادث هو الثاني الذي يقع للنجم الفرنسي خلال أسبوع واحد بعد تعرض المدرب الفرنسي لحادث آخر قبل أيام قليلة، حينما اصطدم بسيارة مدير لإحدى محال الأثاث في مدريد بينما كان يسرع للحاق بموعد تدريب المرينغي.
غير أن أسطورة كرة القدم البالغ من العمر 47 عاماً والحاصل على بطولة كأس العالم 1998، تحمل ركلة مدافع سيلتا فيغو كالأبطال، حيث وقف بسرعة على قدميه بمساعدة النجم الغاني أيدو.
وسرعان ما خرج مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي ليعلقوا على لقطة إصابة زيزو، حيث قال أحدهم مشيراً إلى الصورة التي تظهر لحظة الاصطدام: "تلك الصورة قاسية". فيما قال مستخدم آخر ساخراً "ألن يحصل على بطاقة صفراء؟ مخالفة واضحة من جانب أيدو ضد زيدان".
ومن الواضح أن التعليمات التي كان يوجهها زيدان أتت بثمارها، في ظل نجاح المدافع الإسباني سيرجيو راموس في إحراز هدف التقدم لريال مدريد من ركلة جزاء بعد ثلاث دقائق فقط، لكن ذلك لم ينفع الريال في نهاية المباراة بعدما نجح سيلتا فيغو في تسجيل هدف التعادل قبل دقائق من صافرة النهاية.
كان كروس قد نجح في إحراز هدف التعادل للملكي في الدقيقة 52 بعد تقدم سيلتا فيغو في الدقيقة الثامنة بفضل هدف اللاعب الروسي فيودور سمولوف. لكن الإسباني سانتي مينا أبى أن يخرج فريقه خالي الوفاض بعد هدف راموس، ليحرز لاعب الأزرق السماوي هدف التعادل قبل 4 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للقاء.
وعقب اللقاء أعرب زيدان، عن ضيقه الشديد من الخطأ الدفاعي الذي كلف الفريق استقبال الهدف الأول قائلاً "من الطبيعي أن تشعر بالإحباط عندما تفقد نقطتين على ملعبك، وبعد كل هذا المجهود من اللاعبين. ارتكبنا خطأ في الهدف الأول، وواجهنا خصماً دافع جيداً في مناطقه. وجدنا صعوبة كبيرة في الشوط الأول، بينما تحسنت الصورة في الثاني، ولكن التفاصيل الصغيرة هي دائماً ما تحسم الأمور، وأي لعبة مثل التي جاء منها هدف التعادل قد تجعل الأمور صعبة عليك".
وأضاف "متألم لأننا في النهاية بذلنا مجهوداً كبيراً، وقلبنا النتيجة لصالحنا، ولكن التعادل جاء قبل خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي".
وحول عودة النجم البلجيكي إيدين هازارد للملاعب بعد غياب نحو 3 أشهر، والذي تسبب في الهدف الثاني الذي سجله سيرخيو راموس من ركلة جزاء، أوضح: "سعيد بعودته، والـ70 دقيقة التي قدمها. نعلم قيمته كلاعب، ولكن الأمور ليست سهلة بعد 3 أشهر من الغياب وفي مباراة كهذه. سعيد بعودته لنا مجدداً".
ورغم حزنه على التعادل، كشف زيدان عن روح رياضية رائعة حينما أثنى على التمريرة الذكية من دينيس سواريز التي جاء منها هدف التعادل القاتل لسيلتا بقدم سانتي مينا.
وقال في هذا الصدد "الهدف الثاني جاء بسبب تمريرة دينيس سواريز الرائعة، لست قلقاً، لأن كرة القدم بها منافسون، وسيلتا يمتلك لاعبين جيدين لا يستحقون التواجد في هذه المكانة المتأخرة في الترتيب".
وأهدر الميرينغي نقطتين ثمينتين في سباق تأمين الصدارة مع الغريم التقليدي برشلونة، ليتقلص الفارق معه إلى نقطة وحيدة قبل صدامهما الأسبوع بعد المقبل في "كلاسيكو الأرض" على ملعب البرنابيو.