تستمر كرة القدم في الازدهار في جميع أنحاء العالم، سواء بالنسبة لمنافسات الرجال أو السيدات، حتى أصبحت الرياضة الأولى على مستوى العالم من حيث عدد المتفرجين والتفاعلات على شبكات التواصل الاجتماعي وأرقام الانتقالات وغيرها، إضافة إلى أنها تدر أرباحاً طائلة، فعلى سبيل المثال بلغت قيمة انتقالات اللاعبين في موسم 2018-2019 أكثر من 6.6 مليارات يورو.
مع ذلك، فإن ما تستفيده دول العالم من رياضة كرة القدم يتفاوت من بلد إلى آخر، وبخلاف إنجلترا والبريميرليغ، لا تزال القارة العجوز هي القلب النابض لكرة القدم للمحترفين. وخير دليل على ذلك توجه 105 ملايين مشجع إلى الملاعب لحضور المباريات في 54 دورياً أوروبياً خلال الموسم الماضي فقط، وجلبت كرة القدم للمحترفين في أوروبا خلال موسم ( 2018-2019 ) أرباحاً تقدر بـ21 مليار يورو (23.18 مليار دولار)، بينما في أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا، فإن الأشياء تمر مرور الكرام.
وعلى المستوى الاقتصادي، ذكرت مجلة France Football الفرنسية أن أوروبا تمارس هيمنتها، ووفقاً لإحصائيات الفيفا، فإن نسبة عمليات انتقالات اللاعبين في الميركاتو داخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بلغت 68.1% من إجمالي الصفقات على مستوى العالم. وحققت الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا ما نسبته 68.7% من تكاليف الانتقالات خلال موسم 2018-2019.
لقد ولت أيام الثمانينيات عندما كانت المباريات تُذاع بالكاد. ومنذ مطلع القرن الحادي والعشرين، ومع انتصار الثورة الرقمية، تسارعت وتيرة الأشياء بشكل لا يمكن تصوره. وإذا كانت كرة القدم هي الرياضة الأولى التي جرى تدويلها، تُعد أوروبا مركز تسونامي الرياضي الذي يأكل الأخضر واليابس.
فقد بلغت تفاعلات المستخدمين مع كرة القدم الأوروبية عبر شبكة الإنترنت 8 مليارات، وتحولت كبرى الأندية الأوروبية إلى شركات ترفيهية تتمتع بعلامات تجارية عالمية وذات قيمة غير مسبوقة مثل مانشستر سيتي بقيمة تصل إلى 2.4 مليار يورو، ويوفنتوس بقيمة تصل إلى 1.5 مليار يورو، وبرشلونة بقيمة تصل إلى 2.6 مليار دولار، وذلك وفقاً لتقرير European Champions Report 2020.
وحقق أول 20 نادياً على مستوى العالم، وجميعها من قارة أوروبا، عائدات تقدر بـ9.3 مليارات يورو، وفقاً لآخر تقرير أصدرته شركة ديلويت الأمريكية الخاصة للاستشارات الضريبية والاستشارات المالية، بزيادة قدرها 11٪ عن الموسم الماضي.
وبالتالي فإن الإيرادات التشغيلية لكرة القدم الاحترافية الأوروبية تُعد في حالة جيدة، بإيرادات بلغت 839.5 مليون يورو، كما أن برشلونة نجح في تحقيق رقم قياسي.
ووفقاً لتقرير شركة الاستشارات الرقمية Iquii، وصل عدد متابعي الـ 238 نادياً في أكبر 6 دوريات أوروبية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى 1.5 مليار شخص. فضلاً عن أن أكثر 10 أندية تشهد أعداداً كبيرة من المتابعين على الإنترنت، هي أندية كرة قدم.
بينما جاء فريق ليكرز الأمريكي لكرة السلة في الترتيب الـ11 مع 39.9 مليون متابع، طبقاً لإحصائية Sporting Intelligence.
وكل تلك الإحصائيات تؤكدها شعبية اللاعبين أمثال البرتغالي كريستيانو رونالدو أو البرازيلي نيمار أو الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي وصل عدد متابعيه على إنستغرام إلى 124 مليون شخص.
وطبقاً لتصنيف فوربس، فقد ارتفعت قيمة فريق باريس سان جيرمان بنسبة 992٪ خلال عشر سنوات لتصل إلى 1.09 مليار يورو، وبلغت إيراداته (635.9 مليون يورو) خلال الموسم الماضي مما أوصله إلى المركز الخامس على المستوى الأوروبي.
أما بالنسبة لشعبيته على مستوى المتابعين فجاء في المرتبة السابعة أوروبياً مع 74.9 مليون متابع.
بشكل عام تشهد البطولات الأوروبية هيمنة القارة العجوز على ألقابها سواء كانت بطولات للأندية أو للمنتخبات باستثناء عام 2012 الذي شهد تتويج فريق كورينثيانز البرازيلي بكأس العالم للأندية.
كذلك فمنذ عام 2002، لم تستطع أي دولة غير أوروبية التتويج ببطولة كأس العالم للمنتخبات، إذ إن سطوة القارة العجوز على تلك المسابقات ليست مثاراً للشك.
وبالرغم من تطور دوري كرة السلة الأمريكية، تظل كرة القدم الأوروبية هي المهيمنة بحسب الأرقام والإحصائيات مع أن حقوق التلفزيون أو البث تمثل 40٪ من إيرادات الأندية.