اكتشاف 28 حالة مؤكدة في اليابان.. هل يمكن تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 بسبب فيروس كورونا؟

لا تزال هناك 5 أشهر تفصلنا عن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، لكن مع استمرار انتشار فيروس كورونا بالصين، هناك أسئلة حول ما إذا كان يؤثر على إقامة الدورة الأولمبية

عربي بوست
تم النشر: 2020/02/14 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/03/22 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش

لا تزال هناك خمسة أشهر تفصلنا عن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية (أولمبياد طوكيو)، لكن مع استمرار انتشار فيروس كورونا بالصين، هناك أسئلة حول ما إذا كانت حالة الطوارئ الصحية في العالم قد تؤثر بنهاية المطاف في الدورة الأولمبية.

وكان يوشيرو موتو، رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، قد صرح للصحفيين الأسبوع الماضي، بأنه "قلِق للغاية"، من أن فيروس كورونا يمكن أن يعوق الدورة المقرر عقدها في الفترة من 24 يوليو/تموز إلى 9 أغسطس/آب 2020. لكنه كان متعقلاً في تصريحاته في اليوم التالي، حيث أضاف أن دورة الألعاب سوف "تُقام في موعدها كما هو مقرر".

أولمبياد

في غضون ذلك يواصل المسؤولون مراقبة الموقف، ويحاولون تقديم إجابات منطقية ومقنعة لعدد من الأسئلة التي تثار في الوقت الحالي، منها: كيف أثر تفشي فيروس كورونا في اليابان؟

فقد حدثت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا، الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، في مدينة ووهان بالصين. ورغم وجود حالات مؤكدة منذ ذلك الحين في 24 دولة أخرى، فإن 99% من الحالات التي يزيد عددها على 45 ألف حالة، لا تزال موجودة في الصين.

ووفقاً لأحدث الأرقام التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء 12 فبراير/شباط 2020، كانت هناك 28 حالة مؤكدة من فيروس كورونا الجديد في اليابان، وضمن ذلك 24 حالة تشمل أشخاصاً سافروا إلى الصين.

هناك أيضاً 175 حالة مؤكدة، على متن السفينة "أميرة الألماس" التي تخضع للحجر الصحي قبالة ساحل يوكوهاما باليابان على بُعد نحو 30 دقيقةً جنوبي طوكيو.

وقالت إليزابيث تالبوت، الأستاذة بكلية غيزل للطب في جامعة دارتموث والمتخصصة بالأمراض المعدية، للقسم الرياضي بصحيفة USA Today الأمريكية، يوم الثلاثاء 12 فبراير/شباط، إنها مطمئنة، على الأقل حتى الآن، إلى أن غالبية الحالات المؤكدة يمكن ربطها مباشرة بالسفر إلى الصين.

أولمبياد
يوشيرو موتو، رئيس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية

وعما إذا كان الوضع مشابهاً لمخاوف فيروس زيكا في عام 2016، فإن الواقع يقول إنه قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 2016 في ريو دي جانيرو، كانت هناك مخاوف من فيروس زيكا الذي انتشر من آسيا وإفريقيا إلى الأمريكتين، وضمن ذلك البرازيل، في عام 2015.

وفي حين يمكن أن يثير فيروس كورونا مخاوف مماثلة مع اقتراب هذه الألعاب، فإن الفيروس نفسه مختلف للغاية.

إذ إن فيروس زيكا ينتقل إلى حد كبير عن طريق البعوض، وتأثيره يكون أخطر على النساء الحوامل. بينما ينتقل فيروس كورونا من شخص إلى آخر، ويُعتقد أنه يؤثر في كل الأشخاص، وفقاً لتالبوت.

وقالت تالبوت إنه نظراً إلى أن الفيروس ينتقل "بكفاءة عالية" من شخص إلى آخر، فإن فيروس كورونا يطرح بعض التحديات الإضافية التي لم يفعلها فيروس زيكا.

وقالت تالبوت: "بالتأكيد يَصعب أكثرَ منعُ شخص من لمس مقبض الباب الخاطئ أو التعرض لشخص مريض يجلس بجوارك أكثر من تجنُّب التعرض للبعوض".

وعن الخطوات التي يتخذها منظمو دورة الألعاب الأولمبية القادمة، قالت اللجنة المنظِّمة لأولمبياد طوكيو 2020، الأسبوع الماضي، إنها شكَّلت "فريق عمل لتدابير مكافحة فيروس كورونا الجديد"، برئاسة موتو رئيس اللجنة المنظِّمة للأولمبياد.

وقالت اللجنة في بيان قدمته إلى وسائل الإعلام: "ستواصل لجنة طوكيو 2020 تعاونها مع جميع المنظمات ذات الصلة، التي تراقب بعنايةٍ أي حالات للأمراض المعدية، وسنراجع أي تدابير مضادة قد تكون ضرورية مع جميع المنظمات ذات الصلة".

وأضافت اللجنة أن الحكومة اليابانية وحكومة طوكيو قد شكلتا مجموعات لرصد المسائل المتعلقة بفيروس كورونا والرد عليها.

وصرح رئيس مجموعة برودستون، دوغ أرنوت، الذي كان يعمل في فرق الإدارة التنفيذية ست دورات أولمبية سابقة، واستشارياً مع اللجان المنظمة للدورات الأولمبية الأخرى، بأن التحدي الأكبر الذي تواجهه اللجنة المنظمة في طوكيو بهذه المرحلة هو التواصل.

أولمبياد

وقال أرنوت: "ينبغي أن يعمل الجميع من منطلق الحقائق بدلاً من التخمين أو العواطف. يمكنك أن تتخيل في ظروفٍ مثل هذه، فإن خيال الناس يذهب إلى أبعد الحدود ويميلون إلى الذهاب إلى أسوأ سيناريو ممكن دون الحصول على حقائق جيدة. لذا فإن أكبر تحدٍّ تواجهه اللجنة المنظِّمة الآن هو (الحصول) على معلومات صحيحة، والتأكد من أن الآخرين يعملون بناءً على هذه المعلومات".

وأضاف أرنوت أن اللجان المنظِّمة للألعاب الأولمبية أصبحت لديها خطط تفصيلية على نحوٍ متزايد، مع التخطيط للطوارئ في السنوات الأخيرة، وأن لجنة طوكيو من المحتمل أن تخطط لكل الاحتمالات، وضمن ذلك ما يشبه حالة الطوارئ الصحية العالمية.

في غضون ذلك لم يُبدِ المسؤولون باليابان ومع اللجنة الأولمبية الدولية، حتى الآن، أي مؤشرات على أن ألعاب طوكيو يمكن تأجيلها أو إلغاؤها بسبب فيروس كورونا.

وقال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، للمشرعين الأسبوع الماضي: "أود أن أوضح أنه لم تكن هناك محادثات أو خطط يجري النظر فيها بين المنظمين واللجنة الأولمبية الدولية منذ إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ"، وفقاً لصحيفة Japan Times.

قالت اللجنة الأولمبية الدولية، في بيان، إنها على اتصال بمنظمة الصحة العالمية وخبرائها الطبيين، "ونحن على ثقة تامة بأن السلطات المعنية، لا سيما في اليابان والصين ومنظمة الصحة العالمية، سوف تتخذ جميع التدابير اللازمة لمعالجة الوضع".

ما التهديد الذي يشكله فيروس كورونا على الأولمبياد؟

من المتوقع أن يجتذب أولمبياد طوكيو أكثر من 11 ألف رياضي من نحو 200 دولة، بالإضافة إلى نحو 600 ألف زائر من الخارج. وبعدها تبدأ فعاليات الألعاب الأولمبية للمعاقين في الفترة من 25 أغسطس/آب إلى 6 سبتمبر/أيلول، حيث يُتوقع أن ينافس نحو 4400 رياضي.

مع وجود كثير من الأشخاص في منطقة صغيرة نسبياً، هناك دائماً احتمال لانتشار الأمراض المعدية. جدير بالذكر أن فيروس نوروفيروس أصاب مئات الأشخاص قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 في بيونغ تشانغ، على سبيل المثال. 

وقال كازوهيرو تاتيدا رئيس الجمعية اليابانية للأمراض المعدية، في مؤتمر صحفي، الأسبوع الماضي، وفقاً لوكالة رويترز: "في مثل هذه التجمعات، تزيد المخاطر من إمكانية انتقال الأمراض المعدية والبكتيريا المقاومة".

وتشتبه تالبوت في أن تأثير فيروس كورونا الجديد سيكون ملموساً في دورة الألعاب الأولمبية بطريقة أو بأخرى، سواء كان ذلك متمثلاً في إجراءاتٍ أكثر جدية مثل قيود السفر أو أكثر دقة، مثل الخوف من فيروس كورونا الذي يدفع بعض المشجعين إلى تخطي الألعاب.

تحميل المزيد