في غضون بضعة أشهر، سيكشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عن سلسلة من التدابير بشأن استخدام الرأس خلال المباريات إذ يُشتبه في أن إفراط اللاعبين في ضرب الكرة برؤوسهم يسبب "شيخوخة الدماغ" .
وذكرت دراسة نشرتها جامعة غلاسكو في إسكتلندا العام الماضي أن احتمال وفاة لاعبي كرة القدم بسبب أمراض عصبية يزيد بمعدل ثلاثة أضعاف ونصف عن غيرهم. ويزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بمعدل خمسة أضعاف لدى لاعبي كرة القدم السابقين.
فضلاً عن ذلك، ذكر موقع pourquoidocteur الفرنسي أن خطر إصابة لاعبي كرة القدم بمرض الخلايا العصبية الحركية يرتفع بأربعة أضعاف، ويتضاعف لديهم أيضاً خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش.
وتحوم الشكوك حول أن ارتطام الكرة بالرأس يمكن أن يكون مسؤولاً عن شيخوخة الدماغ. ومع ذلك، "لم تحدد الدراسة ما إذا كانت الصدمات التي يتعرض لها لاعبو كرة القدم أو الارتجاجات الناتجة عن اللعبة أو استخدام الرأس أو اللعب أو حتى نمط الحياة الشخصي للاعبين أو غيرها من العوامل الأخرى هي السبب لهذه الظاهرة أم لا، وذلك على حد قول الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الذي طلب إعداد تلك الدراسة.
ومع ذلك، كإجراء احترازي، ظهرت مطالبات للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتدخل للحد من استخدام الرأس في المباريات في غضون بضعة أشهر، ويستهدف هذا الإجراء الناشئين، الذين تقل أعمارهم عن 11 عاماً.
لا تكمن الفكرة في منع استخدام الرأس خلال المباريات، بل في طريقة الاستخدام السليمة. وقال إيمانويل أورهانت المدير الطبي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم إن استخدام الرأس خلال المباريات يجب أن يكون بطريقة فنية سليمة". ويعتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم صنع كرات أقل حجماً للأطفال.
ومن المتوقع أن تبدأ فرنسا تنفيذ هذه التدابير بحلول هذا الصيف. وتوشك إسكتلندا أن تصبح أول دولة أوروبية تمنع استخدام الرأس كلياً خلال التدريبات للاعبين الأقل من 12 عاماً.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد جرى تطبيق هذا الإجراء منذ عام 2015، في أعقاب فضائح لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين الذين يعانون من الخرف، وخاصة في كرة القدم الأمريكية.
وهناك أسئلة حول الحد الأدنى للسن المسموح له باستخدام الرأس، ووفقاً لتكهنات البعض سيكون 12 عاماً. وهذا يعني أن الطفل البالغ من العمر 13 عاماً يمكنه أن يلعب الكرة بالرأس دون مخاطرة.