رغم الهزيمة المفاجئة والصاعقة أمام ريال سوسيداد على ملعب سانتياغو برنابيو في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، فإن المحللين مقتنعون بأن ريال مدريد يعيش أفضل أوقاته هذا الموسم في الدوري الإسباني.
صحيح أن الهزيمة الثقيلة أمام الفريق الباسكي مساء الخميس السادس من فبراير/شباط برباعية كاملة، كانت ثقيلة الوطأة على جمهور البرنابيو، وربما على زيدان نفسه، لكن لا يمكن تجاهل غياب الحارس الأساسي، البلجيكي تيبو كورتوا، والمدافع الفرنسي رفائيل فاران، والظهيرين داني كارفخال وفيرلاند ميندي عن ذلك اللقاء، وهم رباعي له دور مهم في البناء الدفاعي لريال مدريد، بدليل أن الفريق الملكي استعاد توازنه الدفاعي الطبيعي في لقاء أوساسونا يوم الأحد مع عودتهم إلى التشكيل الأساسي.
وبعد معاناة واضحة عاشها المدرب زين الدين زيدان منذ عودته لتدريب الفريق قبل نهاية الموسم الماضي، قدم الفرنسي خلطته السحرية لعودة ريال مدريد إلى الواجهة مجدداً، وتمثلت هذه المرة في تعزيز الصلابة الدفاعية للفريق والتي باتت أحد أهم العوامل التي تفسر اللحظات الجيِّدة التي يعيشها. فالريال هو أقل فريق هُزم في الدوري الإسباني، وتلقت شباكه 13 هدفاً في 22 مباراة، وهو رقم لم يحققه أي فريق آخر في أي من البطولات الأوروبية الكبرى.
كذلك لم يتلق ريال مدريد سوى 3 أهداف خلال ثماني مباريات منذ بداية عام 2020، زادت بعد مباراة سوسيداد في الكأس إلى 7، مع الإشارة إلى أن البلجيكي تيبو كورتوا غاب عن تلك المباراة التي ذاد فيها عن مرمى الملكي، الحارس الفرنسي أريولا.
في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، كما ذكر موقع El Español الإسباني لا يوجد فريق أقوى على المستوى الدفاعي من ريال مدريد. الأقرب هو باريس سان جيرمان، برصيد 14 هدفاً سُجِّلت في مرماه خلال 22 مباراة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ثم ليفربول الذي يتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز منذ بداية الموسم وتلقى 15 هدفاً في مرماه خلال 25 مباراة.
تلقى مرمى إنتر ميلان (الذي يقع في المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، 18 هدفاً على مدار 23 مباراة، أمام البايرن وبروسيا مونشنغلادباخ، فقد استقبلت شباكهما 23 هدفاً خلال 20 مباراة في البوندسليغا.
اللافت أن الفريق بدأ الموسم بشكل مهزوز سواء بالخسارة الهائلة ودياً أمام أتليتكو مدريد بنتيجة 3-7، ثم الهزيمة أمام باريس سان جيرمان (3-0) ومايوركا (1-0) خلال المراحل الأولى من دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني.
هذه الهزائم كشفت عن فريق ضعيف في الجانب الدفاعي، لكن زيدان واصل العمل على مساره المميز لتعزيز القدرات الدفاعية، وهو ما يبدو أنه نجح فيه حتى الآن، برغم أن الجانب المتعلق بإحراز الأهداف لا يزال مادة قابلة للتحسين، إلا أن ركائز الفريق لا تزال متراجعة.
لكن الخسارة الثقيلة أمام ريال سوسيداد في كأس ملك إسبانيا، يمكن أن تدفع زيدان تحديداً لإعادة تقييم الصلابة الدفاعية لفريقه قبل اللقاء المرتقب أمام مانشستر سيتي الذي يملك أحد أقوى خطوط الهجوم في أوروبا.