من جديد عاد التنافس العلني بين أبرز نجمين قدمتهما الكرة العالمية في القرن الجديد: البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، مع بداية عام 2020 بعدما كان قد خفت فترةً عقب رحيل رونالدو عن الدوري الإسباني صوب يوفنتوس الإيطالي.
وبعد بداية مهزوزة للنجمين في الموسم الحالي، عاد ميسي أولاً للتألق قبل أن توقفه عثرات برشلونة الفنية والإدارية، للدرجة التي بات معها اسم البرغوث الأرجنتيني يُذكر في الأخبار مرتبطاً بمشكلة جديدة في كامب نو، بدلاً من أن يُذكر بإنجازاته الكروية الفذة.
أما رونالدو فقد اشتعلت بطارياته منذ بداية العام الجديد، وتألق كأنه شاب في العشرين من عمره، دون أن يتأثر مستواه العالي بمردود يوفنتوس الذي لا يعيش أفضل أيامه مع المدرب ماوريسيو ساري.
ورغم بلوغه الخامسة والثلاثين يمر كريستيانو بواحد من أفضل أوقاته على الصعيد الكروي، بعدما سجل الهدف الـ20 له في "الكالتشيو" مع "السيدة العجوز"، ليصبح هذا الموسم هو الـ11 له الذي يسجل فيه هذا العدد من الأهداف أو أكثر بالدوريات التي لعب فيها.
كذلك أصبح "الدون" بعد تسجيله هدف فريقه أمام هيلاس فيرونا والذي خسره "البيانكونيري" بهدفين لواحد، اللاعب الوحيد في تاريخ اليوفي الذي ينجح في هز الشباك طوال 10 مباريات متتالية، في رقم لم يكرره قبله أي لاعب على الإطلاق.
وسبق أن كرر النجم البرتغالي هذا الرقم في موسم 2014-2015 مع ريال مدريد حين سجل في الجولات من الثالثة وحتى الثانية عشرة.
كما حافظ على رقمه المميز بالتسجيل في كل المباريات التي خاضها مع يوفنتوس منذ بداية العام الجديد، بداية من لقاء كالياري في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، مروراً بلقاءات روما وبارما ونابولي وفيورنتينا وفيرونا في الدوري، ولقاء روما بالكأس.
ويحتل "الدون" الترتيب الثالث في السباق على جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في دوريات أوروبا، برصيد 40 نقطة (20 هدفاً)، متأخراً بعشر نقاط خلف شيرو إيموبيلي (لاتسيو)، متصدر هدافي الدوري الإيطالي برصيد 25 هدفاً، وأربع نقاط عن روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونيخ) الذي سجل 22 هدفاً مع الفريق البافاري.
ونجح كريستيانو بمباراة فيرونا في أن يعزف منفرداً، حيث احتفت به الصحف الإيطالية والمواقع الرياضية بأوروبا رغم هزيمة يوفنتوس من مضيفه والتي جعلت الفريق يتراجع لوصافة الكالتشيو بفارق الأهداف عن إنتر ميلان، المنافس بقوةٍ هذا الموسم على اللقب.
في المقابل تراجع مردود "البرغوث" مع ناديه برشلونة خلال الفترة الماضية، رغم أنه لا يزال يحتل صدارة هدافي "الليغا" لكن بفارق ضئيل عن بقية منافسيه في أوروبا (14 هدفاً)، متفوقاً بهدف عن الفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد.
وللمرة الأولى منذ عامين، يفشل ميسي في تسجيل أي هدف في 4 مباريات بالليغا، رغم أنه صنع 8 أهداف لبرشلونة في هذه المباريات (صنع هدفين أمام ليفانتي وثلاثة أمام بلباو، ومثلها أمام بيتيس، ولم يصنع أي هدف أمام فالنسيا)، وفقاً لخبير الإحصاء الرياضي الإسباني، أليكسيس مارتن تامايو.
ولا تبدو الأرقام الحالية تبعث على التفاؤل في الموسم الحالي لميسي، المتوَّج بكل ما يمكن أن يحلم به أي لاعب على المستوى الفردي في عام 2019، بعدما حصد جوائز الحذاء الذهبي والفيفا لأفضل لاعب، بجانب الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة France Football الفرنسية.
ويعاني ميسي هذا الموسم معاناة إضافية، بسبب عدم تقديم برشلونة أفضل مواسمه، بتوديعه بطولة كأس الملك، وتفريطه في صدارة الليغا قبل عدة جولات لصالح الغريم الملكي الذي بات يبتعد عنه بثلاث نقاط، إضافة إلى تذبذب مستوى الفريق والنتائج؛ وهو ما أدى إلى الإطاحة بمدربه السابق إرنستو فالفيردي وتعيين كيكي سيتيين مكانه.
وفي حال استمر سطوع نجم "الدون" هذا الموسم، ونجح في قيادة السيدة العجوز للفوز بالألقاب، خصوصاً دوري أبطال أوروبا، مع استمرار شمس "البرغوث" في الخفوت، فمن المرجح أن يكون كريستيانو مرشحاً قوياً لنيل الكرة الذهبية السادسة ومعادلة رقم ميسي مجدداً، في استمرار للمنافسة الشرسة بين اللاعبين طوال أكثر من عقد من الزمان.