استمراراً لمسلسل الأزمات في برشلونة، تزايدت الشائعات التي تتحدث عن رحيل أسطورة الفريق الكتالوني، الأرجنتيني ليو ميسي، عن كامب نو في الميركاتو الصيفي المقبل؛ بعدما ملَّ من تحميله أخطاء إدارة النادي وتخبُّطها.
تزامن ذلك مع انتشار تقارير عن تورُّط ميسي في مشاجرة مع زميله حارس المرمى الألماني، أندريه تير شتيغن، في تدريبات الفريق يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما يكشف أن ليو بات متوتراً بشدة ويفتعل المشكلات مع زملائه.
وكان تقرير نشرته صحيفة Marca الاسبانية قد كشف أن الأرجنتيني غير سعيد بإلقاء المسؤولية على عاتقه عن كل ما يحدث، إنه لا يحب أن يشير إليه الجميع عندما يتعلق الأمر باللاعبين المؤثرين أو "المقدَّسين"، ولعب ميسي في المباريات الأخيرة رغم إصابته.
ويملك ميسي بنداً في عقده مع برشلونة الممتد حتى صيف العام المقبل (2021)، يتيح له حق الرحيل عن النادي الكتالوني مجاناً في الصيف المقبل إذا أراد هو ذلك، وقد أُضيف ذلك البند إلى عقد ميسي تكريماً للاعب على سنوات عطائه مع الفريق، رغم أن النادي وضع شرطاً جزائياً قدره 700 مليون يورو لرحيل ميسي.
وذكرت صحيفة La Gazzetta Dello Sport الرياضية الإيطالية، نبأ غضب ميسي وإمكانية رحيله، في عناوينها الرئيسية، معتبرة أن الوقت الحالي فرصة مثالية ليوفنتوس، متصدر الدوري الإيطالي وحامل اللقب في المواسم الثمانية الماضية، للجمع بين ميسي ورونالدو، ليصبح فريق الأحلام.
كما كشفت تقارير أخرى أن 4 أندية أخرى تتأهب للانقضاض على النجم الأرجنتيني واستغلال شعوره بالغضب للحصول عليه مجاناً، منها إنتر ميلان الإيطالي الطامح إلى الفوز بلقب السيري A الغائب عن خزائنه منذ 9 سنوات، وهناك مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي لعب له رونالدو وصنع اسمه في عالم الاحتراف من ملعب أولد ترافورد.
وهناك أيضاً باريس سان جيرمان، الذي يطمح إلى الجمع بين ميسي ونيمار، لتكوين ثنائي رهيب مثلما كانا قبل سنوات في برشلونة، لكن يظل النادي الأقرب إلى الظفر بخدمات البرغوث الأرجنتيني هو مانشستر سيتي الإنجليزي.
ويملك السيتي كل ما يمكن أن يريده ميسي، بداية من كونه نادياً ينافس على الألقاب، ويضم لاعبين نجوماً يستطيعون مساعدة الأرجنتيني على إبراز موهبته، كما أن النادي يستطيع دفع الراتب السنوي الذي يريده ميسي والذي قيل إنه سيتراوح بين 50 و85 مليون يورو سنوياً.
والأهم من كل ما سبق، وجود الفيلسوف غوارديولا، الذي صنع مع ميسي ربيع برشلونة بين عامي 2009 و2012، حيث يمكن أن يجتمع الاثنان معاً على حلم تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مثلما فازا به معاً مرتين في السابق. هذا بالإضافة إلى وجود المدير الرياضي تيكسيكي بيغرستين، الذي عمِل مع ميسي في برشلونة أيضاً، والذي يملك حنكة إدارية لا تتوافر في الفرنسي إريك أبيدال، المدير الرياضي الحالي للبارسا.
وشعر ميسي بالانزعاج من تصريحات أبيدال، الذي قال: "في فترة فالفيردي، لم يكن كثير من اللاعبين راضين أو يعملون بجد، وجدنا مشكلة في التواصل الداخلي، صحيح أن العلاقة كانت جيدة بين المدرب وغرفة الملابس، لكن هناك أشياء يمكنني أن أدركها بصفتي لاعباً سابقاً".
ونشر البرغوث صورة من تصريحات أبيدال، على حسابه بموقع "إنستغرام"، وعلق عليها قائلاً: "بصراحة، لا أحب القيام بهذه الأشياء، لكن أعتقد أن كل شخص يجب أن يكون مسؤولاً عن مهامه وقراراته".
بدوره، قال لاعب برشلونة السابق فرانسيسكو خوسيه كاراسكو، إنه يرى الأرجنتيني للمرة الأولى "على بُعد خطوة من الرحيل عن النادي".
وكان رئيس النادي، جوسيب ماريا بارتوميو، قد استدعى أبيدال لعقد اجتماع طارئ، أمس الأربعاء، بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات ميسي، وتوقعت وسائل الإعلام الإسبانية أن ينتهي الاجتماع بالاستغناء عن خدمات المدير الرياضي الفرنسي، لكن بارتوميو فعل عكس ذلك تماماً، حينما خرج من الاجتماع، ليؤكد تمسُّكه باستمرار ابيدال.
هذا القرار أغضب ميسي بشدة، حيث شعر بأن إدارة بارتوميو تستمر في تخبُّطها الذي وضع الفريق بمواقف سيئة عديدة في السابق، وحرم ليو من الفوز بدوري أبطال أوروبا منذ فوزه الرابع به عام 2015، وبدأ يفكر جدياً في الرحيل عن كامب نو.
في غضون ذلك كشفت صحيفة Elpais الإسبانية الخميس، السادس من فبراير/شباط هوية لاعبي برشلونة، اللذين دخلا في شجار خلال حصة تدريبية للفريق الكتالوني يوم الثلاثاء الماضي.
وشهدت الحصة التدريبية الصباحية لبرشلونة شجارا بين اثنين من اللاعبين الكبار في البلوغرانا، ولم يتم الكشف حينها عن هوية اللاعبين للحفاظ على استقرار الفريق، الذي يعيش على صفيح ساخن هذه الأيام.
لكن الصحيفة قالت أن هذه المشاجرة كانت بين النجم الأرجنتيني قائد برشلونة وبين حامي عرينه الحارس الألماني مارك تير-شتيغن، اللذين تشاجرا بسبب خلاف بينهما على إحدى الكرات عقب الهزيمة أمام فالنسيا في ملعب "الميستايا" بهدفين نظيفين، وهي الخسارة التي أفقدت برشلونة صدارة الدوري الإسباني لصالح منافسه التقليدي ريال مدريد.
يذكر أن ليونيل ميسي (32 عاما) شارك في 17 مباراة في الموسم الحالي لليغا، وسجل خلالها 14 هدفا، إضافة إلى 8 تمريرات حاسمة.