ما إن انتقل المهاجم النرويجي الشاب إرلينغ هالاند إلى بروسيا دورتموند الألماني، من سالزبورغ النمساوي، هذا الشتاء، حتى بلغ صيته أقصى الملاعب، مستحوذاً على إعجاب الجميع، ومحققاً أرقاماً قياسية، بالإضافة إلى أن نجاحه المذهل في ألمانيا غيّر خارطة الكرة في بلاده النرويج لصالح البوندسليغا، بشكل كبير، لكنه يمثل أيضاً سلاحاً ذا حدين.
فما يحققه إيرلينغ الآن مع بروسيا دورتموند يفوق الخيال، والحصيلة 5 أهداف من مباراتين، وفي كليهما دخل المهاجم إلى الملعب كـ "جوكر"، في حدود الدقيقة 57 من عمر المباراة، ولم يسبق للاعب جديد على البوندسليغا أن سجّل 5 أهداف في أول مباراتين له بالبطولة العريقة.
حُمَّى هالاند لم تُصب عشاق ناديه الألماني دورتموند فحسب، بل تجاوزت حدود ألمانيا إلى بلده النرويج، فهناك اكتشف مشجعوه منافسات الدوري الألماني، في وقت كانت مباريات البريميرليغ تسيطر على عقولهم.
تداعيات ذلك بلغت الأندية الصغيرة في النرويج، حيث بات هالاند، البالغ من العمر 19 سنة، المثال الناجح لدى الجيل الصاعد في كرة القدم، يضاف إلى ذلك أن المنتخب النرويجي لكرة القدم صار ينتظر هالاند بذراعين مفتوحتين، من أجل احتضانه بين صفوفه.
ويؤكد المدرب النرويجي كيتيل ريكدال، لاعب هيرتا برلين السابق، أنه وبفضل هالاند فتحت الأبواب من جديد، موضحاً: "كان لدينا دائماً لاعبون في البوندسليغا، لكن عددهم قبل 20 سنة بلغ 20 لاعباً، أما اليوم فأصبح العدد قليلاً جداً".
ظاهرة هالاند ستُغير الوضع، لأنه وحسب المدافع السابق بدأت الأنظار تتجه مجدداً نحو النرويج، وهو سلاح ذو حدين، فإلى جانب الشق الإيجابي هناك مخاوف من رحيل جماعي للاعبين متميزين حتى 16 سنة، ليجد الدوري النرويجي نفسه دون مواهب لامعة، استقر بهم المقام في ريال مدريد أو برشلونة أو بايرن ميونيخ، أو غيرها من الأندية الكبرى.
وما يتناقله خبراء الكرة اليوم أنه من المؤكد أن هالاند لن يبقى طويلاً في دورتموند، بل قد يذهب إلى ريال مدريد أو برشلونة أو مانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد، غير أنه من المبكر جداً الحديث عن انتقال هالاند من دورتموند، القادم إليه للتو.
ويحذر ريكدال من الآمال العريضة، ويقول الرجل ذو الـ51 ربيعاً، إن هالاند أمامه حتماً "فترات عصيبة"، فلا بد من التوازن في تلك الأمور وعدم المبالغة، خاصة أنه مازال صغيراً في السن.