رغم أن ماوريسيو ساري، مدرب يوفنتوس، اتهم لاعبيه بالتسبب في الهزيمة المفاجئة أمام مضيفه نابولي، بالجولة الحادية والعشرين من الدوري الإيطالي (سيري A) والتي أقيمت مساء الأحد 26 يناير/كانون الثاني، فإن إحصائية نشرتها شبكة OPTA للاحصائيات كشفت عن السبب المحتمل للخسارة.
وخاض يوفنتوس المباراة بتشكيلة هجومية، في أول ظهور للمدرب ساري بملعب سان باولو، منذ رحيله عن تدريب فريق نابولي في بداية الموسم الماضي، ليتولى تدريب تشيلسي الإنجليزي، قبل عودته مع بداية الموسم الحالي لتدريب البيانكونيري.
وذكرت الشبكة الشهيرة أن فريق السيدة العجوز، لأول مرة في الموسم الحالي، لم ينجح في خلق فرصة واحدة للتسجيل طوال الشوط الأول، وهو الأمر الذي كان عاملاً في منح الأفضلية لنابولي بالشوط الثاني لتسجيل هدفين.
واحتاج يوفنتوس أكثر من ساعة حتى يسدد أول كرة نحو المرمى، قبل أن ينجح البرتغالي كريستيانو رونالدو في تقليص الفارق بالدقيقة الـ90، ليعزز رقمه القياسي الخاص، بعدما نجح في التسجيل للمباراة الخامسة على التوالي منذ بداية العام الجديد، والمرة الثامنة على التوالي في الدوري.
عقب المباراة قال ساري، الذي استقبلته جماهير نابولي بصيحات الاستهجان مع المهاجم الأرجنتيني جونزالو هيغواين لاعب الـ "غلي أزوري" السابق: "لعبنا بشكل سلبي طوال المباراة. كان أداء بلا طعم. لم يبذلوا إلا أقل جهد ممكن لهزيمتنا".
ورغم مشاركتهما في قيادة نابولي لأفضل مواسمه في العقد الماضي حين احتل المركز الثاني برقم قياسي من النقاط موسم 2017-2018، فإن جماهير فريق الجنوب الإيطالي تعتبر كلاً من ساري وهيغواين خائنَين بعدما انتقلا إلى يوفنتوس، وعبَّرت عن هذا في الملعب، كما كانت هناك عديد من اللافتات المسيئة في أماكن متفرقة من المدينة قبل المباراة.
لكن القائد ليوناردو بونوتشي اختلف مع مدربه فيما حدث خلال اللقاء، حيث قال بحسب ما نشره موقع Sport Italia، إن لاعبي نابولي قدموا مباراة رائعة وكان يقاتلون على كل كرة، "قدموا خلال المباراة 100% من مستواهم، في حين قدمنا 99% فقط، وتكبَّدنا الخسارة بسبب ذلك"، مضيفاً أن الهزيمة درس قَيِّم للاعبي اليوفي.
وتقلصت صدارة يوفنتوس، الساعي لإحراز لقبه التاسع على التوالي، إلى ثلاث نقاط فقط، مُضيِّعاً على نفسه فرصة تعادل إنتر ميلان، في وقت سابق من الأحد، مع ضيفه كالياري بهدف لمثله، في حين كان يستطيع مضاعفة الفارق إلى 6 نقاط في حالة فوزه.
وكسر فريق الجنوب الإيطالي بهذا الفوز سلسلة سلبية تمثلت في خسارته آخر 4 مباريات خاضها على أرضه بالدوري، وكذلك عدم الفوز في آخر 6 مباريات، وهو الأمر الذي أطلق فرحة المدرب غينارو غاتوزو، الذي قال عقب المباراة: "علينا الاستمرار بهذه الطريقة، ونركز على نابولي 24 ساعة في اليوم. لست هنا منذ فترة طويلة، لكن هذا الفريق أساء إلى نفسه ببعض التصرفات".
وكان غاتوزو قد انتقد الأداء "المشين" لفريقه على أرضه خلال خسارته 2-صفر أمام فيورنتينا في الجولة الماضية، واعتبر أن الجماهير كانت على حق تماماً أغلب الوقت عندما أطلقت صيحات استهجان وإساءات بحق الفريق.
ويقدم نابولي، الذي يحتل المركز العاشر برصيد 27 نقطة، واحداً من أسوأ مواسمه منذ سنوات، ولم يفلح تغيير المدرب السابق كارلو أنشيلوتي في تعديل الوضع، حيث خسر أول ثلاث مباريات بالدوري على أرضه منذ تعيين غاتوزو خلفاً له في يناير/كانون الثاني الحالي.
وافتتح لاعب الوسط بيوتر زيلينسكي، الذي تعاقد معه ساري بنفسه خلال وجوده كمدير فني لفريق نابولي والذي استمر ثلاثة مواسم، التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة الـ63، وضاعف القائد لورينزو إنسيني الفارق قبل أربع دقائق من النهاية.
وأشرك ساري تشكيلة اتسمت بالمغامرة في وجود غونزالو هيغواين وباولو ديبالا بجانب رونالدو، لكنه لم يستطع مواجهة ركض لاعبي نابولي المستمر.
وأُلغي هدفٌ سجله رونالدو في الدقيقة الـ53، بداعي تسلل هيغواين في بداية اللعبة، لكن يوفنتوس نجح أخيراً في تسديد كرة على المرمى بالدقيقة الـ62، عندما تصدى الحارس أليكس ميريت بسهولة لمحاولة هيغواين.
وفي الدقيقة التالية نجح نابولي في التقدم. وأبعد تشيزني، حارس يوفنتوس، تسديدة قوية من إنسيني، لكن الكرة سقطت في طريق زيلينسكي، الذي سدد في سقف المرمى.
وسجَّل إنسيني الهدف الثاني من كرة عرضية مررها خوسيه كايخون، لكن رونالدو نجح بعد ذلك في تسجيل هدف يوفنتوس الوحيد عندما حوَّل تمريرة بنتانكور الطويلة إلى الشباك.