يسعى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لشراء نادي نيوكاسل يونايتد أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما قدم عرضاً بقيمة 340 مليون جنيه إسترليني لمايك آشلي مالك النادي الإنجليزي.
وتوقعت صحيفة Mirror اليومية البريطانية أن تثير الصفقة حال إتمامها حالة من الجدل العاصف حول محاولات ولي العهد السعودي المتكررة لغسل سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان من خلال الفعاليات الرياضية، حيث سبق للمملكة استضافة إحدى جولات بطولة العالم في الغولف، وكذلك مباراة على لقب بطل العالم في وزن الثقيل، بخلاف بطولة كأس السوبر الإسبانية ومباراة السوبر الإيطالية.
ومن المقرر أن يقوم ولي العهد السعودي بتمويل عملية الشراء من خلال الصندوق السيادي السعودي المكلف بادارة أصول المملكة، والذي يشرف عليه بن سلمان، حيث ذكرت صحيفة Wall Street Journal الاقتصادية الأمريكية، أنه يمكن خلال الأيام المقبلة التوصل إلى اتفاق نهائي بين بن سلمان ومايك آشلي مالك نيوكاسل الذي كان قد اشترى الفريق مقابل 134 مليون جنيه إسترليني عام 2007، وأقرض النادي 110 ملايين جنيه منذ ذلك الحين.
لكن الصحيفة البريطانية ذكرت أن جمهور نيوكاسل الذي سبق له الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز في شكله الجديد منتصف تسعينيات القرن الماضي، يشعر بحالة من الملل من تكرار الأخبار حول نية آشلي بيع النادي، دون أن ينتهي الأمر لأي شيء.
لكن مالك نيوكاسل يبدو هذه المرة أكثر جدية في عملية البيع، خاصة أن الأمير السعودي أكد عبر ممثليه في المفاوضات التزامه بشرط آشلي في أن يقوم المالك الجديد بتطوير النادي والاستثمار في فريق الكرة لينافس على الألقاب، بعد أن ابتعد عن منصات التتويج لفترة ليست قصيرة.
وقالت Mirror إن وسيطة مالية تدعى أماندا ستيفالي تقوم بالتنسيق بين المالك والمشتري في تلك الصفقة، وقد شوهدت عدة مرات في مدرجات ملعب سانت جيمس بارك الخاص بنادي نيوكاسل في المباريات الأخيرة للفريق، حيث تعكف على تجهيز الصفقة منذ عامين تقريباً لكنها لم تتمكن من إنهائها حتى الآن.
من جهته لم يعلق النادي الإنجليزي أو مالكه مايك آشلي على تلك الأنباء، حيث ذكرت الصحيفة الإنجليزية أن المالك التقى قبل أيام ستيف بروس المدير الفني لفريق الكرة، وناقش معه وضع فريق الكرة واحتياجات بروس لتعزيز صفوفه في الميركاتو الشتوي الحالي.
ويعاني فريق نيوكاسل في البريميرليغ منذ بداية الموسم الحالي، حيث يقبع في المركز الرابع عشر في جدول الترتيب بعد مرور 23 جولة، ويفصله عن المركز الثامن عشر أول مراكز الهبوط للدرجة الأولى، 7 نقاط فقط.
وسبق لولي العهد السعودي محاولة شراء نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، حيث تم الكشف في أكتوبر/تشرين الثاني، من العام الماضي أنه قدم عرضاً بقيمة 3.5 مليار يورو لعائلة غليزر التي تملك بطل الدوري الإنجليزي الممتاز 18 مرة سابقة، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وذكرت وسائل إعلام وقتها أن بن سلمان الذي حاول شراء الريد ديفلز مرتين سابقتين دون جدوى، استغل رغبة كيفين غليزر، أحد مُلاك مانشستر يونايتد في بيع حصته في النادي، والتي تبلغ 13%.
لاحقاً ذكرت صحيفة The Sun البريطانية، أن الوكيل الإسرائيلي بيني زهافي، الذي وظَّفه ولي العهد السعودي لإنهاء الصفقة قبل فترة، أبلغ الأمير مؤخراً بتمسُّك عائلة جليزر بعدم بيع النادي، ما دفعه للتخلِّي عن حلمه بدخول سوق الاستثمار الرياضي في أوروبا بقوة، لينافس عائلة آل نهيان الحاكمة في أبوظبي، التي تملك نادي مانشستر سيتي، ومؤسَّسة قطر التي تملك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، كأبرز مستثمرين عرب في الكرة الأوروبية.
ونقلت الصحيفة عمَّن اعتبرته مصدراً موثوقاً وقريبَ الصلة بالعائلة الأمريكية، أن اثنين من أبرز أعضائها هما آفي وجويل جليزر يقفان وراء رفض الصفقة السعودية، لأنهما ينويان التدخل بشكل أكبر في إدارة النادي الذي يملك أكبر عدد من ألقاب الدوري الإنجليزي في تاريخه.
وكانت عائلة غليزر قد اشترت مانشستر يونايتد قبل عدة سنوات بمبلغ 790 مليون جنيه إسترليني، ما يعني أنها فرطت في الحصول على أرباح ضخمة من الصفقة، رغبة من أفراد العائلة في الابتعاد عن الجدل الإعلامي، واستهجان منظمات حقوق الإنسان في الغرب، بسبب تورط ولي العهد السعودي في مقتل الكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي في القنصلية السعودية.