حالة التفاؤل التي أحاطت بقدوم المدرب كيكي ستين لبرشلونة خلفاً للمدرب المُقال إرنستو فالفيردي لم تستمر طويلاً، بسبب الأداء الباهت لنجوم البارسا في المباراتين اللتين خاضوهما تحت قيادة ستين، حيث فاز الفريق بصعوبة بالغة على غرناطة بهدف من توقيع النجم ميسي، ثم فاز بهدفين لهدف بصعوبة أكثر على إيبيزا من القسم الثالث، في كأس ملك إسبانيا بعدما كان متأخراً بهدف.
وبدأت الصحف الإسبانية في الحديث عن أن ستين الذي تم تقديمه لجمهور البلوغرانا باعتباره امتداداً لفكر الهولندي الراحل يوهان كرويف، والفيلسوف الإسباني بيب غوارديولا، يحتاج لبذل المزيد من الجهد في التدريبات، لتعويد اللاعبين على أفكاره وأسلوب لعبه، خصوصاً مع اعتراف النجم الفرنسي أنطوان غريزمان، عقب مباراة إيبيزا، بأن اللاعبين لم يعتادوا بعد على فكر المدرب الجديد.
المتابعون لتدريبات فريق برشلونة عن قرب قالوا إن المدرب البالغ من العمر 61 عاماً، والذي اعترف في خطابه الأول بعد تولي تدريب نادي برشلونة بأنه "حلم أن يدرب البارسا"، يشبه كرويف في أسلوبه إلى حدٍّ كبير، لأنه طالما تساءل عن لماذا يركض اللاعبون وراء الكرة كثيراً دون أن يحتفظوا بها بين أقدامهم؟ وهذا ما فعله منذ بداية مسيرته التدريبية.
لكن ستين تأثر لاحقاً بأسلوب بيب غوارديولا أكثر، كما ذكرت جريدة El País الإسبانية، خصوصاً عندما سافر عام 2011 بتصريحٍ من نادي لوغو، الذي كان يدربه آنذاك، إلى برشلونة لمدة أسبوعين كي لا يفوِّت تفصيلة واحدة من الطريقة التي يعمل بها غوارديولا.
الشهادة القوية في حق ستين وأسلوبه التدريبي جاءت من نادي يونيون ديبورتيفا لوغرينييس، الذي تشارك ستين في تدريبه مع تاتو أباديّا بين عامَي (2007-2008)، حيث قال المدرب الشريك إن ستين "كان واضحاً للغاية في كيفية اللعب وكان يتمتع بالقدرة على ضبط النفس والشخصية المعتدلة. لقد كان الشخص المناسب ولعبنا ثلاثة أشهر رائعة".
ويعترف أباديّا كذلك بعبقرية ستين قائلاً: "عندما كان لاعباً، كان يوبخك إذا أعطيته تمريرة سيئة.. لديه شخصية قوية. إنه أكثر تشدداً من غوارديولا؛ إذ يتبع أسلوب غوارديولا أكثر من غوارديولا نفسه".
لكنه قبل ذلك ومنذ مهمته الأولى كمدرب مع فريق راسينغ سانتاندير (2001-2002) كان واضحاً أن له أسلوب لعب مختلفاً يعتمد أكثر على الاستحواذ على الكرة، وعن تلك الفترة يقول خافي غيريرو، مهاجم راسينغ سانتاندير آنذاك: "لم تكن فترة سهلة؛ لأننا كنا في مستوى منخفض وكان لدينا لاعبون قدامى على علاقة طيبة مع المدرب السابق، لكن ستين جعل الأمر سهلاً على الفريق خلال وقت قصير".
وأضاف: "لعبنا بشكل جيد للغاية، وبطريقة منظمة وحيوية. كان يقول دائماً إنه إذا استمعنا إليه وأعطينا الأولوية للعبتنا، فسنحصل على أفضل النتائج. ولم يكن مخطئاً". وبعد مرور الوقت، تشاجر ستين مع رجل الأعمال الذي أصبح لاحقاً رئيس النادي، ديمتري بيترمان، وترك النادي.
أما في نادي بوليديبورتيفو إيخيذو في دوري الدرجة الثانية الذي انتقل ستين لتدريبه بعد عامٍ من التوقف، فقد قضى مع لاعبي الفريق كما يقول المدافع السابق كارلوس يورينس "أشهراً جيدة للغاية؛ لأننا كنا نتعلم، ولأنه كان يريد دائماً الاستحواذ على الكرة، ولأننا جميعاً تدربنا على الاستحواذ عليها".
ورغم أن ستين استمر بالكاد لمدة 12 مباراة، لأن الحالة الاقتصادية للنادي لم تكن ملائمة، كما يقول يورينس، فإن الرسالة التي ودّع بها اللاعبين في غرفة ارتداء الملابس: "استمتعوا بكرة القدم".
الموقف الغريب بالفعل حدث للمدرب في نادي ريال بيتيس الذي يعترف أغلب لاعبيه بأن ستين أحدث طفرة في الفريق، وعاش معه أياماً من المجد في ملعب سانشيز بيزخوان وانتصارات في برنابيو، وكذلك في كامب نو.
لكن اللعب الجيد ومتوسط الاستحواذ على الكرة الذي لم يقل عن 70% لم يكونا كافيين لإقناع مشجعي بيتيس بالمدرب. غير أن ستين كان دائماً ستين المعهود.
يقول المدافع جوردي أمات، الذي يلعب حالياً في يوبين البلجيكي: "أرادنا أن نتعامل مع الكرة بأفضل ما يمكننا، وأن نصنع خطوط تمرير ونتحرك وسط الملعب دائماً. كان يريد ويعرف أننا سنفوز في الشوط الثاني؛ لأننا سنتمكن من شق صفوف المنافسين بسبب إنهاكهم".
وأضاف أمات: "لم نمارس تدريبات الركض في أي يوم تقريباً. كانت كلها تمريرات، واستحواذاً، وألعاباً قصيرة" ويضيف: "إنه بسيط للغاية ويتحدث مع الجميع. لكنه لاعب كرة قدم، لقد لعب على مستوى عالٍ ودرَّب العديد من الفرق، لذا فقد لاحظنا أن هناك أوقاتاً يجب أن يكون فيها جاداً قدر الإمكان".