تخلى خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، عن تحفظه المعتاد وهاجم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بسبب الإعلان عن توسيع بطولة كأس العالم للأندية بداية من عام 2021 لتضم 24 فريقاً، كما هاجم الأندية حديثة الثراء في أوروبا التي تفسد أحوال الكرة في القارة العجوز، وتضر بالأندية العريقة مثل برشلونة وريال مدريد وغيرهما.
وقال تيباس الذي أعيد انتخابه لرئاسة رابطة الدوري الإسباني لأربع سنوات جديدة في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلال وجوده في لندن لإطلاق القناة التلفزيونية La Liga TV التي تملكها الرابطة: "أنتقد بشدة كأس العالم للأندية، ولا أفهم موقف الفيفا الذي يفترض أن يكون مجرد هيئة تنظيمية. تصيغ الجداول الزمنية المختلفة عندما نكون بحاجة للعب. وللأسف، بعد أن كانوا ينظمون كأس العالم، يتحدثون الآن عن كأس العالم للأندية، ويفعلونها كل عامين. هذا ليس خياراً لأنه سيغير الوضع الراهن. لا يمكن أن يحدث هذا".
وأضاف: "قبل أسابيع قليلة كان الفيفا يتحدث عن كمية الأموال التي سيتلقاها لو ذهبت البطولة إلى الصين. وكانوا يتحدثون عن إعادة توزيع العائد، لكنهم لم يناقشوا تأثير هذا على الدول المختلفة. دعونا نتخيل الفريقين القادمين من الأرجنتين (اللذين يشاركان في كأس العالم للأندية). سيتقاضى كل فريق مبلغاً ضخماً نظير المشاركة في دورة مثل هذه، لكن فترة استعدادهما للبطولة ثم المشاركة فيها سيكون لها تأثير على الدوري الأرجنتيني. لكن أحداً لم ينظر إلى عواقب هذه البطولات".
وتطرق رئيس الرابطة المثير للجدل والبالغ من العمر 57 عاماً، في تصريحات أبرزتها صحيفة The Guardian البريطانية، لبزوغ نجم عدد من الأندية الغنية الجديدة، مثل باريس سان جيرمان، ومانشستر سيتي، فرأى أنها تمثل "خطراً" على اللعبة، لأنها "تشوه توازن كرة القدم الأوروبية بالكامل"، حسب رأيه.
وأضاف "إحدى أكبر المشاكل في كرة القدم الأوروبية مرتبطة بالمنشطات (المالية). لأنه عندما تمول الأندية بغزارة، فإن هذا يكون له تأثير على المرتبات، ويضر بالأندية في دول أخرى تتبع قواعد مالية صارمة مثل إسبانيا وألمانيا".
ورغم أن الدوري الإسباني الذي يترأسه تيباس يضم أكبر ناديين في عالم كرة القدم من حيث القيمة المالية وفقاً لقائمة ديلويت لأغنى أندية كرة القدم في العالم، لكن إرث برشلونة وريال مدريد يعد أموالاً قديمة، بحسب ما ذكرت الصحيفة البريطانية، وربما هذا ما دفع تيباس للهجوم على الأندية التي تهدد وجود عملاقي إسبانيا في المدى القريب.
وقدم تيباس مزيداً من التوضيح لفكرته بالقول: "لا أعتقد أننا نساعد كرة القدم بأي طريقة عندما نجني ثروة ثم تعود هذه الثروات مباشرة إلى الأندية الكبيرة. وفي النهاية بدلاً من أن يكون لديهم 12 سيارة فيراري، سيكون لديهم 15. إننا نتعامل مع أندية كبرى تجني كميات ضخمة من المال. ولذلك هناك مسؤولية تقع على عاتق المنظمات والمؤسسات، وهي إعادة توزيع الثروة التي نجنيها نحن، وأعني بـ "نحن"، الدوري الإسباني، والدوري الإنجليزي، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم والفيفا".
وتعد الجدلية التي يتناولها تيباس من أجل زيادة العطاء بين أندية النخبة في كرة القدم أمراً جديداً، لكنه لم يطرح آلية واضحة لتنفيذ ما قاله، رغم أن لديه أصداء إيجابية مع الرئيس التنفيذي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندار تشيفرين، الذي تراجع مؤخراً عن مقترحه الخاص بتوسيع نطاق دوري أبطال أوروبا، في تناقض تام مع ما يسعى إليه جياني إنفانتينو رئيس الفيفا.
تيباس محافظ للغاية فيما يتعلق بمعتقداته الشخصية، وربما هذا يفسر تشدده في محاربة أي تغيير في البيئة الرياضية الأوروبية. وهذا ليس دافعاً أيديولوجياً فقط بالطبع، لكنه مناسب لمصالح الدوري الإسباني. ولذا أطلق القناة التلفزيونية الخاصة به، وربما خدمات بث مباريات كرة القدم مباشرة عبر الجوال، معتبراً أن الميزة الأساسية في التطبيق هي أنك تعرف مستخدميك وسلوكياتهم.
وأضاف: "لدينا تطبيق بث الآن عليه 600 ألف مشترك يشاهدون كل شيء بداية من رفع الأثقال وحتى المبارزة. إننا نحلل سلوكهم… وكيف نؤثر عليهم ليستمروا في مشاهدة الرياضات المختلفة معنا. ولا أستبعد إمكانية بث كرة القدم على هذه المنصة". وهذا في عالم مسؤولي الرياضة أصحاب الخطط يتعلق بمحاولة إقناع هؤلاء المشاهدين.
وكان تيباس قد أعيد انتخابه لرئاسة رابطة الدوري الإسباني في الثالث والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي لأربع سنوات، للمرة الثالثة على التوالي، بسبب عدم ترشح أي منافس آخر.