انتصارات متتالية حققها ريال مدريد في الفترة الأخيرة سواء في الدوري، أو كأس السوبر الذي فاز به الميرينغي كأول لقب يحققه الفريق مع زيدان منذ عودته لتدريب الفريق قبل عدة جولات من نهاية الموسم الماضي.
لكن أهم ما يلفت الانتباه في ريال مدريد في تلك المباريات، ليس الفوز الذي تحقق عن جدارة أحيانا، ودون استحقاق في مباريات أخرى، ولكن في قدرة لاعبي زيدان على العودة في كل المباريات، سواء تأخر في في النتيجة أو غاب عنه أي عدد من اللاعبين، بمعنى آخر تمكّن ريال مدريد من التغلب على الإصابات، والعقم التهديفي، ولحظات الشك والانتقادات.
ويمثل الفوز الأخير للميرينغي على إشبيلية 2-1 نموذجا لريال مدريد الجديد بحسب ما ذكرت صحيفة Marca الإسبانية، حيث غاب كل من سيرخيو راموس، وفالفيردي، وإدين هازارد وغاريث بيل، حتى كريم بنزيما لم يشارك سوى في النصف ساعة الأخيرة من اللقاء، وأخفق المهاجمون في التسجيل، لكن الميرينغي تمكن من الفوز.
لم يستحوذ فريق زين الدين زيدان كثيراً على الكرة، ولكن اللاعبين كانوا ملتزمين بأدوارهم الدفاعية وتراجعوا للخلف لغلق المساحات أمام أجنحة إشبيلية سيرخيو ريجيلون وخيسوس نافاس.
كما وجد الملكي سبلاً جديدة لتسجيل الأهداف. حتى إنه منذ هدف بنزيما الذي اقتنصه في الثواني الأخيرة أمام فالنسيا، سُجلّت جميع أهداف الفريق من لاعبين لا تتوقع منهم التسجيل.
فقد سجل رافاييل فاران ولوكا مودريتش أمام خيتافي، وسجل توني كروس وإيسكو ومودريتش أمام فالنسيا، وأخيرا سجّل كاسيميرو ثنائية أمام إشبيلية.
افتقار ريال مدريد لتسجيل الأهداف في غياب بنزيما أمر واضح، ولكن أحد أكبر مزايا زيدان أنه استطاع تحفيز فريقه بالكامل للمساهمة في مهمة تسجيل الأهداف.
ويعد زيدان الخيار الأمثل بالنسبة للريال، فلا يوجد مدرب أفضل منه يدرك فلسفة النادي الذي طالما تألق بقميصه عندما كان لاعبا، وكرر نفس الأمر عندما انتقل لمقعد المدير الفني، وذلك رغم الشكوك التي كانت تحيط في البداية حول خبرته التدريبية وقدراته الخططية، إلا أن رد المدرب الفرنسي جاء عمليا داخل المستطيل الأخضر بحصد الألقاب الواحد تلو الآخر وأهمها 3 تتويجات متتالية بدوري أبطال أوروبا.
بطريقة ما أو بأخرى، لا يمكن لأي عاشق لكرة القدم ألا أن يثني على إنجازات الأسطورة الفرنسي الذي رفع 10 ألقاب مع الريال في فترة وجيزة، ما بين الليغا وثلاثية دوري الأبطال المتتالية التاريخية، وكأس السوبر الإسباني، وكأس السوبر الأوروبي، ومونديال الأندية.
كما أن زيدان كان له نظرة ثاقبة عندما راهن على لاعب الوسط الأوروغوياني الشاب فيديريكو فالفيردي الذي لم يخيب ظن مدربه وحجز سريعا مكانا له في تشكيل الفريق رغم صغر سنه (21 عاما).
وتحول اللاعب الشاب لبطل بالنسبة للجماهير الملكية بعد أن قام بتدخل على ألفارو موراتا، مهاجم أتلتيكو مدريد، من الخلف خلال مباراة الفريقين في نهائي كأس السوبر، ليمنعه من الانفراد وجها لوجه بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا في وقت قاتل من اللقاء، ويساهم بقوة في تحول دفة الكأس من ملعب (واندا ميتروبوليتانو)، إلى قلعة (البرنابيو).