قدمت سياسية إسبانية ما يمكن أن يطلق عليه درساً في المساواة بين الجنسين عندما ظهرت في حفل تسليم جوائز كأس العقب مباراة النهائي التي جمعت بين فريق العاصمة الإسبانية ريال وأتلتيكو مدريد، في مدينة الملك عبد الله الرياضية، يوم الأحد 12 يناير/كانون الثاني، حاسرة الرأس بعدما رفضت ارتداء غطاء حجاب.
وأدهشت إيزابيل دياز أيوسو، رئيسة إقليم مدريد (محافظ مدريد) وعضو الحزب الشعبي الإسباني، بحسب ما ذكر صحيفة Euro Weekly News الإسبانية، آلاف المتفرجين المحتشدين في الملعب بعدما انضمت لحفل تسليم الجوائز على الملعب في نهاية المباراة. حيث كانت ترتدي فستاناً أنيقاً، لكنها أثارت تساؤل الكثيرين حول سبب عدم ارتدائها غطاءً للرأس أو الوجه -وهو العرف الشائع بين السيدات في المملكة السعودية التي لديها تقاليد صارمة، وتعاني منذ عقود من غياب المساواة بين الرجال والنساء.
وتشجعت إيزابيل دياز أيوسو للحديث عن قرارها من خلال نشر رسالة عبر حساباتها على الشبكات الاجتماعية، قالت فيها: "فخورة برؤية كيف اتخذت السعودية خطوات نحو تحقيق المساواة"، مشيرة إلى حقيقة أنَّ النسخة الحالية من كأس السوبر في السعودية هي المرة التي تنضم فيها نساء إلى الرجال في استاد كرة قدم في السعودية.
ونالت مبادرتها استحسان زملائها السياسيين في إسبانيا وكذلك العديد من الأشخاص والمؤسسات الخيرية حول العالم الذين يدافعون عن حقوق المرأة، والذين أعربوا أيضاً عن شكرهم لتسليط الضوء دولياً على معاناة النساء. فكتب أحدهم: "نشكرك للحديث باسمنا إيزابيل. آلاف السيدات في السعودية يُجبَرن على ارتداء الحجاب بموجب القوانين القاسية في مملكة معادية للنساء".
وقبل المباراة، قالت إيزابيل دياز أيوسو إنَّ استضافة السعودية لكأس السوبر الإسباني هي حدث "تاريخي". وأكدت رئيسة إقليم مدريد: كم من الجيد رؤية النساء يشاركن في جميع الميادين والأحداث الرياضية. وقالت: "توضح المباريات، ومنها نهائي كأس السوبر أنَّ الدول مثل السعودية أصبحت تشتهر الآن بعكس ما كان معروفاً عنها سابقاً. حان الوقت الآن لفتح الباب أمام مستقبل واعد".
وأضافت أنَّ كأس السوبر الإسباني ستوضح أنَّ المجتمعات تعمل نحو تحقيق المساواة بين الرجال والنساء من خلال منافسة دخلت التاريخ شهدت "السماح أخيراً للنساء بدخول الملاعب الرياضية في جدة".
وسُمِح النساء في السعودية مؤخراً بممارسة حريات جديدة بفضل قرار تاريخي اتخذته القيادة الملكية السعودية برفع القيود المفروضة عليهن. وفي العامين الأخيرين، استفادت النساء السعوديات من حزمة من التغييرات، التي أثبتت أهميتها لتحرك المملكة نحو تحقيق المساواة. فبالإضافة للسماح لهن بقيادة السيارات، أصبح متاحاً لهن الحصول على جوازات سفر والسفر للخارج من دون الحصول على موافقة وصي ذكر، ويمكنهن أيضاً تسجيل المواليد وتوثيق الزواج والطلاق.