يعتقد البعض أنه بإعلان إدارة نادي برشلونة عن تعيين المدرب الإسباني كيكي ستين مديراً فنياً للفريق خلفاً للمدرب المقال أرنستو فالفيردي، بعقد يمتد لصيف 2022، يكون النادي الكتالوني قد أسدل الستار على فترة سيئة من تاريخ النادي، لكن الحقيقة أن ما حدث يتوقع له أن يكون بداية للأزمات وليس نهايتها.
أولى الأزمات المتوقعة هي الشرخ الذي سيحدث داخل البيت الكتالوني في الشهور المقبلة، بعدما وقع رئيس برشلونة جوزيب بارتوميو عقداً لمدة موسمين ونصف الموسم مع ستين، متجاهلاً الكلام المبدئي بين نجم الفريق السابق تشافي وبين أبيدال المدير الرياضي للنادي، خلال لقائهما مؤخراً في الدوحة، والذي تفاهما خلاله على أن يتولى مدرب السد الحالي مهمته مع البارسا بعد نهاية الموسم الحالي.
ومع التقارير السابقة التي تحدثت عن سوء العلاقة بين بارتوميو وتشافي والتي يتردد أنها كانت أحد أسباب رحيل القائد السابق للبلوغرانا صوب قطر لختام مشواره الكروي هناك، يتوقع أن يزداد العداء بين الاثنين خصوصاً مع ما قيل قبل أيام عن دعم تشافي للجبهة المعارضة لبارتوميو، وبالتالي يمكن تخمين أن يعيش النادي الكتالوني حالة من التوتر الزائد حتى موعد انتخابات رئاسة النادي في العام المقبل.
الأزمة الثانية المتوقعة تتعلق بلسان المدرب الجديد كيكي ستين حيث يعرف الرجل بصراحته الزائدة وجرأته في انتقاد المدربين الآخرين، حتى بات يملك رصيداً هائلاً من الأعداء مثلما ذكرت صحيفة Marca الرياضية الإسبانية.
ورغم الاتفاق شبه الكامل بين كل وسائل الاعلام الإسبانية على جدارة ستين فنياً لقيادة البارسا، خصوصاً أن أسلوب اللعب الذي يفضله يناسب جداً قدرات لاعبي البارسا وأسلوب لعب التيكي تاكا الذي اشتهروا به، إلا أن التخوف الكبير على الفريق من المشاكل التي يمكن أن يجرها عليه لسان كيكي ستين.
فقد سبق للمدرب البالغ من العمر 61 عاماً انتقاد الطريقة الدفاعية للأرجنتيني سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، حيث التقاه خلال مباراة جمعت الروخي بلانكوس بفريق لاس بالماس الذي كان يدربه ستين عام 2016، فقال له الأخير أنه يعتقد ان سيميوني يؤدي عملاً جيداً لكنه لا يحب أسلوب اللعب الذي يتبعه مع أتلتيكو.
بدوره رد سيميوني على ستين بشكل علني خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة، حيث قال إن المدرب لا يجب أن يدير فريقه كما يحلو له، وإنما بالطريقة التي تكفل تحقيق الأهداف التي يسعى إليها النادي، وبالتالي فإنه لا يعمل من أجل المتعة وإنما من أجل كسب رزقه من التدريب وعليه أن يلتزم بما يريده النادي وإدارته.
كما انتقد ستين كثيرين آخرين منهم كانزاريس الحارس الأسطوري السابق لفريق فالنسيا، وماوريسيو بيليغرينو مدرب ليغانيس وغوسيب إتشبيريا وخوسيه بوردالاس مدرب خيتافي، وهو ما يعني أن مدرب برشلونة سيضع نفسه وفريقه في مرمى النيران مع كل مؤتمر صحفي له قبل أو بعد أي مباراة ما قد يؤدي لتشتيت تركيز اللاعبين.
عموماً بانتظار القادم اتسم التدريب الأول لفريق برشلونة تحت قيادة مدربه الجديد، بالكثير من المرح والروح الإيجابية التي قد تكشف عن عدم رضا أغلب اللاعبين عن المدير الفني المقال فالفيردي، الذي كان حريصاً بدوره على الحضور لتوديع اللاعبين.
وبعدما انتهى فالفيردي من توديع اللاعبين والموظفين بالنادي، حضر ستين وجهازه الفني الجديد المكون من: إيدر سارابيا (مدرب ثان) وجون باسكوا (مدرب حراس مرمى) وفران سوتو (معد بدني).
وبالإضافة لمشاركة جميع اللاعبين المتاحين بالفريق الأول، شارك لاعب الوسط البرازيلي آرثر ميلو في جزء من المران حيث يقترب من التعافي بشكل كامل من إصابته.
كما حضر المران أيضاً عدد من لاعبي الصف الثاني مثل إينياكي بينيا، رونالد أراوخو، ريكي بويج، كارليس بيريز وأنسو فاتي، حيث يستعد الفريق لمواجهة غرناطة الأحد القادم في كامب نو بالجولة الـ20 من الليغا، التي يتقاسم صدارتها مع ريال مدريد.
وكان النادي قد أصدر بياناً أعلن فيه إقالة المدرب إرنستو فالفيردي من منصبه بعد عامين و8 أشهر عنونه "شكراً وحظاً سعيداً".
ورغم تسريب إدارة النادي لخبر إقالة المدرب الباسكي والتعاقد مع كيكي ستين، المدير الفني السابق لريال بيتيس، قبل ساعتين على الأقل من الإعلان الرسمي، إلا أن مشاكل في البنود الخاصة بفسخ العقد، الذي كان يمتد حتى نهاية الموسم الجاري، أجلت القرار حتى منتصف الليل.
وجاء في بيان النادي الكتالوني المرسل لوسائل الإعلام "توصلت إدارة نادي برشلونة لاتفاق مع إرنستو فالفيردي لفسخ العقد الذي يربط الطرفين. النادي يعرب علانية عن شكره للمدرب على الاحترافية والتفاني والالتزام والمعاملة الإيجابية باستمرار، وحالة القرب التي أظهرها دائماً لكل المنتمين لعائلة البلوغرانا. نتمنى له التوفيق والنجاح في المستقبل".
وذكر النادي الكتالوني أن فالفيردي قاد الفريق منذ مايو/أيار 2017 في 163 مباراة، حيث حقق الفوز في 108 مباريات (66.25%)، مقابل 35 تعادلاً (21.47%)، و20 هزيمة (12.26%).
وتوج المدرب الباسكي مع البارسا بلقب الليغا آخر موسمين، بالإضافة لكأس الملك (2017-18)، وكأس السوبر الإسباني (2018).