تحولت غرف المسؤولين في إدارة نادي برشلونة الإسباني إلى خلايا نحل طوال الساعات الماضية بحثاً عن مدرب يتولى تدريب الفريق الأول بدلاً من المدرب إرنستو فالفيردي الذي لم يعد أحد يرغب في استمراره.
تلقت الإدارة الصدمة الأولى من تشافي هيرنانديز، قائد البلوغرانا السابق ومدرب نادي السد القطري في الوقت الحالي، والذي التقى كلاً من إريك أبيدال المدير الرياضي للنادي الكتالوني، والمدير التنفيذي أوسكار غراو، في العاصمة القطرية الدوحة، ورغم تصريحات تشافي المشجعة جداً، التي أبدى فيها أمنيته بأن يدرب البارسا، إلا أنه اعتذر عن تولي المهمة على الفور بحسب ما تسعى إدارة برشلونة، عارضاً أن يبدأ عمله مع الفريق في الصيف المقبل ليتسنى له خوض فترة الإعداد واختيار اللاعبين.
وقالت صحيفة Marca الإسبانية إن تلك كانت خطة إدارة برشلونة بقيادة الرئيس جوسيب بارتوميو من فترة، حيث كان قد ألمح إلى عدم استمرار فالفيردي بعد نهاية الموسم الحالي الذي سيكون الثالث له في قيادة حامل لقب الليغا الإسبانية في الموسمين الماضيين.
لكن تسارع الأحداث وانتشار الغضب من التراجع اللافت في مستوى الفريق منذ بداية الموسم الحالي رغم التدعيمات، ثم الهزيمة الأخيرة من أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، جعل استمرار فالفيردي قراراً غير صائب، وبالتالي بدأت الإدارة بالتفكير في استبداله فوراً.
التواصل مع تشافي لم يكن الطريق الوحيد الذي سلكته إدارة البارسا، حيث تواصلت في نفس الوقت مع مدافع الفريق السابق، الهولندي رونالد كومان مدرب منتخب هولندا، الذي اعتذر عن عدم تولي المهمة فوراً كما ذكرت الصحيفة الإسبانية، وعرض أن يبدأ عمله في الصيف أيضاً بعد أن يقود منتخب بلاده في نهائيات أمم أوروبا 2020 باعتبارها فرصة جيدة لصنع تاريخ تدريبي يسجل له، خصوصاً أن منتخب الطواحين أحد المرشحين البارزين لنيل اللقب.
وتسابق إدارة بارتوميو الزمن حالياً للاستقرار على اسم مدرب وإعلانه ليتولى المهمة بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم بدلاً من فالفيردي في أقرب وقت ممكن، حيث يبرز اسم تشافي غارسيا مدرب الفريق الرديف للبارسا كمرشح محتمل لشغل المنصب.
هناك أيضاً كلك كيكي شتين مدرب ريال بيتيس ولاس بالماس السابق، الذي ربطته تقارير سابقة بتدريب برشلونة، حتى قبل مجيء فالفيردي لشغل المنصب قبل 3 مواسم، وذلك بسبب أسلوب لعبه الهجومي الذي يمنح اللاعبين الفرصة لاستعراض مهاراتهم الفنية مع دمجها في قالب تكتيكي يخدم الفريق.
وما يجعل شتين خياراً مثالياً لشغل مهمة المدرب المؤقت أنه بلا عمل في الوقت الحالي بعدما تمت إقالته من تدريب ريال بيتيس عقب نهاية الموسم الماضي الذي حل فيه الفريق الأندلسي في المركز العاشر.
وكشفت تقارير صحفية عن أسماء أخرى مرشحة لتولي المنصب بشكل مؤقت منها الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام السابق، الذي تربطه علاقة قوية مع رومان بلانيز المسؤول التقني في نادي برشلونة، وهناك أيضاً الإيطالي ماسيمليانو أليغري مدرب يوفنتوس السابق، لكن المشكلة التي قد تحول دون قبول الاثنين للمهمة، أنهما يملكان اسماً كبيراً في عالم التدريب يجعل من الصعب على أي منهما القبول بعقد مؤقت قصير الأجل، وإن كانت هناك إشارات إلى أن بلانيز أسرّ إلى بوكيتينو بأنه يمكنه الاستمرار في تدريب البلوغرانا إذا نجح في قيادة الفريق للفوز بالدوري ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهو أمر محتمل جداً من وجهة نظر بلانيز بالنظر إلى قدرات وشخصية المدرب الأرجنتيني.
كذلك ذكرت الصحيفة الإسبانية أن هناك أسماءً أخرى على طاولة إدارة البارسا منها إيريك تين هاغ مدرب أياكس أمستردام الذي نجح في تقديم توليفة من اللاعبين الشبان أبهر بهم أوروبا في الموسم الماضي، وهو لن يمانع في تولي المهمة ولو بشكل مؤقت لأكثر من سبب منها أن تدريب برشلونة سيمثل نقلة في مسيرته المهنية، كما أن أياكس ابتعد عن الأضواء فيما تبقى من الموسم الحالي بعد خروجه المفاجئ من مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
وهناك أيضاً روبرتو مارتينيز مدرب منتخب بلجيكا في مونديال روسيا الأخير الذي قاد الأحمر للمركز الرابع في المونديال بعدما قدم عروضاً مميزة.
كما يبرز اسم الأرجنتيني مارسيلو غاياردو الذي قاد ريفر بليت للفوز بكأس ليبرتادوريس في الموسم الماضي، وبلغ نهائي الموسم الحالي قبل أن يخسر أمام فلامنغو البرازيلي بعد أن كان متقدماً بهدف حتى الدقائق الأخيرة من اللقاء.
أما إذا أراد النادي الكتالوني البحث في قائمة لاعبيه السابقين، فهناك اسمان بارزان يدوران في الفلك هما الفرنسي تييري هنري مهاجم البارسا في عصره الذهبي، ومدرب فريق مونتريال إمباكت الكندي الحالي، والذي لن يتردد في تولي المهمة التي ستنقله إلى مكانة مختلفة في عالم التدريب.
وهناك أيضاً الأرجنتيني جابرييل ميليتو مدافع الفريق السابق ومدرب فريق استوديانتس المحلي، وهو أيضاً لن يمانع الانتقال إلى برشلونة إذا وقع عليه الاختيار.