لا حديث في برشلونة هذه الساعات يعلو على حديث إقالة المدرب إرنستو فالفيردي، الذي لم يعد مرحَّباً به في كامب نو بعد الإخفاق الاخير.. والجديد.. أمام أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني، وفقدان بطولة جديدة من البلوغرانا.
وانتشر في الساعات الماضية خبر، مفاده أن لاعب برشلونة السابق، ومدرب نادي القطري الحالي تشافي هيرنانديز، مرشح بقوة لتولي تدريب الفريق الكتالوني، ومن المتوقع الإعلان عن ذلك خلال الساعات القليلة القادمة، بعد أن وصلت علاقة فالفيردي مع لاعبي الفريق وجماهيره إلى مرحلة لم يعد من الممكن معها استمرار المدرب في منصبه.
صحيفة Marca الإسبانية حددت في تقرير لها، 8 مهام عاجلة تواجه تشافي لدى عودته إلى كامب نو، مدرباً للفريق هذه المرة بعدما رحل قبل 5 سنوات صوب العاصمة القطرية الدوحة، متخلياً عن قيادة الفريق لزميله إنييستا.
أولى هذه المهام إدارة علاقته مع زملائه السابقين في برشلونة، حيث يوجد 8 لاعبين في الفريق الحالي للبلوغرانا، زاملوا تشافي حينما كان قائداً للفريق، منهم 5 لاعبين يلعبون بشكل أساسي وبلا مشاكل هم: الملهم والأسطورة ليونيل ميسي، ومعه جيرار بيكيه وتير شتيغن وجوردي ألبا ولويس سواريز، في حين تحوم الشكوك حول أدوار لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس والكرواتي إيفان راكيتيتش، بجانب اللاعب الحائر بين مركزَي الظهير الأيمن وخط الوسط، سيرجي روبرتو.
سيكون على تشافي إدارة علاقته مع كل هؤلاء ومع اللاعبين الجدد الذين لم يعاصروه لاعباً في البارسا، بشكل عملي يفيد مصلحة الفريق أولاً ودون الوقوع في براثن ترضية خواطر الزملاء القدامى على حساب مصلحة الفريق.
استعادة أسلوب برشلونة
أحد أهم الأسباب التي أسهمت في سوء علاقة فالفيردي مع لاعبي وجماهير البارسا، جرأته على تغيير أسلوب اللعب الممتع لفريق برشلونة، والذي يعتمد على اللعب الحر واستعراض مهارات لاعبي البارسا في التمرير الأرضي والأمامي والتحرك السريع من دون كرة.
وما يرفع التوقعات الفنية لجماهير البارسا من تشافي، أنه كان أحد رموز الفريق في فترة التيكي تاكا التي بلورها المدرب السابق بيب غوارديولا، بعدما كان المدرب الراحل، الهولندي يوهان كرويف، قد وضع أسسها في النادي الكتالوني حينما تولى تدريب الفريق في تسعينيات القرن الماضي.
ومثلما طبّق غوارديولا التلميذ فلسفة أستاذه كرويف حينما جلس على كرسيه نفسه، ينتظر الجمهور من تشافي التلميذ أن يطبق فلسفة أستاذه غوارديولا هذه المرة.
تحسين علاقته مع بارتوميو
ليس سراً أن تشافي كان أحد الأسلحة التي يعدها منافسو الرئيس الحالي جوسيب ماريا بارتوميو في انتخابات رئاسة النادي المقبلة، والمقرر أن تجري في العام المقبل، خصوصاً أن علاقته مع بارتوميو لم تكن جيدة منذ أن جاء الأخير الى رئاسة النادي في 2014.
لكن مع عودة القصير المكير الى كامب نو مدرباً للفريق، سيكون عليه إدارة علاقته مع الإدارة الحالية بشكل أكثر حكمة، وعلاج الرواسب التي قد تكون عالقة نتيجة وقوفه مع المنافسين.
التعاقد مع مهاجم
خروج برشلونة من نصف نهائي كأس السوبر بالهزيمة أمام أتلتيكو مدريد لم يكن الخبر الحزين الوحيد لمحبي البارسا في تلك الليلة، وإنما هناك إصابة المهاجم الوحيد، الأوروغوياني لويس سواريز، والأخبار التي تتداول عن احتياجه لجراحة عاجلة في ركبته، وهو ما يترك الفريق الباسكي دون مهاجم صريح وهو مقبل على خوض ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا التي يحلم كل البرشلونيين بالفوز بها، بجانب استمرار الفريق في صراعه الشرس مع ريال مدريد على صدارة الدوري المحلي.
من ثم، سيكون أول وأهم تحدٍّ لتشافي بعد الإعلان عن توليه تدريب برشلونة، التعاقد مع مهاجم سوبر خلال الميركاتو الشتوي الحالي، يكون قادراً على تلبية طموحات الجماهير.
إدماج غريزمان
رغم أن أرقام المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان، المنتقل في بداية الموسم الحالي من أتلتيكو مدريد، ليست سيئة مع البلوغرانا في مجملها، فإن مستواه الفني الذي يقدمه في كامب نو ليس على قدر التوقعات المنتظرة منه، ولا يناسب ما كان يقدمه مع الروخي بلانكوس.
ويأخذ كثيرون على فالفيردي فشله في إدماج غريزمان مع بقية اللاعبين في نسيج برشلونة، مثلما فشل من قبلُ في إدماج البرازيلي كوتينيو، وتسبب ذلك في إعارة اللاعب إلى بايرن ميونيخ؛ ﻹعفائه من صفارات الاستهجان في كامب نو.
أحد أهم التحديات التي تواجه تشافي في برشلونة هي القدرة على استخراج أفضل ما لدى المهاجم الفرنسي وتعظيم الاستفادة منه بدلاً من تركه يجوب الملعب جيئة وذهاباً دون فائدة.
دور فيدال
يمثل التشيلي أرتورو فيدال معضلة مهمة تنتظر تشافي حينما يتولى تدريب برشلونة، فمن ناحيةٍ قدَّم اللاعب التشيلي مستوى يؤهله للحصول على دور أكبر في الفريق خلال الفترة القادمة، خصوصاً مع التراجع الواضح في مستوى الكرواتي إيفان راكيتيتش.
لكن في الجانب المقابل، فإن طريقة لعب فيدال التي تعتمد على القوة البدنية والحماسة القتالية لا تناسب التكتيك الكلاسيكي للبارسا، الذي يعتمد بالأساس على اللعب الممتع والمهاري، ومن ثم سيكون البحث عن دور لفيدال معضلة حقيقية تواجه تشافي.
إفساح المجال أمام خريجي لاماسيا
واحدة من أبرز المهام التي تنتظر تشافي هي إعطاء مساحة أكبر في الفريق لخريجي أكاديمية برشلونة الكروية الشهيرة باسم لاماسيا، حيث ينتظر منه الجميع أن يمنح الفرصة لعديد من أبناء لاماسيا بالفريق، في محاولة لاستنساخ الفريق الذهبي الذي أبهر العالم مع المدرب غوارديولا، بقوام من اللاعبين أغلبهم من خريجي أكاديمية النادي.
وإلى جانب إعطاء أدوار أكبر للاعبين الذين سبق أن شاركوا مع الفريق الأول مثل كارليس بيريز وانسو فاتي، سيحتاج تشافي البحث عن دور للاعب الوسط ريكي بويغ، الذي لم يشارك مع فالفيردي إلا في مرات نادرة، وكذلك استعادة كارليس إلينيا المعار إلى ريال بيتيس.
إلهاب حماسة الجماهير
أصيبت جماهير برشلونة خلال الموسمين ونصف الموسم التي قاد فيها فالفيردي الفريق، بحالة من فقدان الحماسة، نتيجة أسلوب اللعب الممل للفريق تحت قيادته.
ولم يشفع للمدرب "العابس دائماً" فوز الفريق بالليغا موسمين متتاليين، لأن جماهير كامب نو لا تنظر إلى الألقاب بقدر اهتمامها بالكرة الممتعة التي يقدمها الفريق.
وغنيٌّ عن القول أن كل جماهير برشلونة في جميع أنحاء العالم تنتظر من تشافي استعادة المتعة الكروية مع الفريق، حيث يستطيع إلهاب حماسة الجماهير مجدداً.