حالة من الحماسة الزائدة أثارها السويدي زلاتان إبراهيموفيتش خلال مشاركته الأولى بقميص ميلان في مباريات الدوري الإيطالي، حيث حظي باستقبال حافل قبل بداية مباراة الروسونيري أمام ضيفه سامبدوريا في الجولة الثامنة عشرة، مثيراً حالة من الجنون بمدرجات ملعب سان سيرو الشهير في مدينة ميلان التي امتلأت تقريبا ربما لأول مرة هذا الموسم في مباراة يلعبها ميلان.
ورغم أن مشاركة إبرا في الشوط الثاني من المباراة لم يغيّر نتيجتها لصالح ميلان حيث انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، إلا أن شكل الفريق تغير وحاصر سامبدوريا في نصف ملعبه بعد نزول اللاعب الملقب بـ "السلطان".
وعلق ستيفانو بيولي، المدير الفني لفريق الميلان، بأن ما حدث يؤكد أن إدارة النادي منحته "هدية عظيمة" بضم إبراهيموفيتش إلى الفريق، "ليستثمره بالطريقة الصحيحة".
ويعاني ميلان هذا الموسم تردي النتائج والمستوى الفني الذي يقدمه، حيث أنهى الفريق الدور الأول من السيري A في المركز الثاني عشر برصيد 21 نقطة فقط من 17 مباراة، مبتعداً عن جاره وغريمه في المدينة، نادي إنتر ميلان المتصدر بـ21 نقطة كاملة.
لكن بيولي، الذي يعيش تحت التهديد بالإقالة بسبب عدم قدرته على وضع الفريق في الاتجاه الصحيح، سعيد برؤية النجم السويدي يعود إلى الميلان، قائلاً إن إبرا سيوفر للفريق "الحماسة والخبرة" المطلوبة.
وقال لجريدة Gazzetta dello Sport الإيطالية: "إبراهيموفيتش لاعب لا يشبع، ولديه حضور ولم يتوقف قط عن تطوير وتحديث لعبه". وأضاف: "سيوفر للفريق حماسة وخبرة ورغبة عظيمة".
واستكمل: "لقد أهداني النادي ورؤساؤه هدية عظيمة، الآن لا بد أن نستغل إبرا بالطريقة الصحيحة، ولا نستخدمه باعتباره درعاً، مثلما قال (مدير كرة القدم في النادي، الكرواتي زفونيمير بوبان".
واعترف المدير الفني في تصريحات نشرها موقع Football Italia، بأنهم بحاجة للتعافي من الخسارة الفظيعة أمام أتالانتا بخمسة أهداف مقابل لا شيء، قبل إجازة أعياد الميلاد.
وأضاف: "إننا بحاجة إلى تغيير جذري لننسى الهزيمة السيئة أمام أتلانتا، لكن من المهم إدراك أن لا أحد يفوز بمفرده. إبراهيموفيتش هو إبراهيموفيتش، لكننا يجب أن نتعلم أن نكون الميلان".
وقال: "نحتاج اكتساب الإيمان والتصميم الذي نفتقده في كثير من الأحيان. يبدو أن إبرا مشحون. لقد تحدثنا وسنستمر في الحديث، فالأفكار والحلول تأتي من الحوار".
من جهة أخرى قال دكتور كاساسكو مدير هيئة الطب الرياضي الأوروبي، إن ما يفعله زلاتان بالبقاء في الملاعب رغم بلوغه الثامنة والثلاثين ليس عجيباً من وجهة نظر الطب الرياضي، مشيراً إلى أن هناك عشرات من متسلقي الجبال يحاولون وينجحون في بلوغ قمة إيفرست الشهيرة في سن الأربعين أو الخامسة والأربعين، كما أن هناك السبّاحة دارا توريس التي فازت بميدالية في أولمبياد بكين بعمر الحادية والأربعين، بخلاف لاعب التنس السويسري روجيه فيدرر، الذي لا يزال محتفظاً بمستواه التنافسي في عمر 38 عاماً.
وقال كاساسكو إن العمر بالنسبة لكثير من الرياضيين مجرد رقم لا يعني الكثير، لأن العبرة دائماً تكون بالقدرات البدنية والذهنية التي يملكها الرياضي وليس بعمره، فهناك مثلاً رياضيون لا يستطيعون تقديم أفضل مستوياتهم، وهم في بداية الثلاثينيات من أعمارهم، وهناك من يبقون في القمة رغم تقدم أعمارهم، مؤكداً أن الأمر يختلف من شخص إلى آخر.
أمر آخر يتعلق بعودة إبرا إلى ميلان وهو الخاص برقم القميص الذي اختاره السويدي لنفسه مع فريق الروسونيري وهو رقم 21، حيث ذكر معلق مباراة ميلان وسامبدوريا على قنوات biEn sport نقلا عن أحد الهواة من مشجعي النادي الإيطالي، أن أولاد زلاتان هم من اختاروا الرقم، بعدما وضع أمامهم ورقة تحمل كل الأرقام المتاحة في الفريق، لكنهم اختاروا رقم 21.