نجح نادي ليفربول من التتويج بلقب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه بعد الفوز على فلامنغو البرازيلي، بهدف نظيف، خلال اللقاء الذي جمعهما مساء اليوم السبت، في المباراة النهائية التي جرت على ملعب خليفة الدولي بالدوحة، أحرزه البرازيلي روبرتو فيرمينو في الدقيقة 99 بالشوط الأول من الوقت الإضافي، بعدما انتهى الوقت الأصلى بالتعادل بدون أهداف.
ويعد هذا التتويج بمثابة هدية رأس السنة، ليُنهي الفريق الأحمر عام 2019 بثلاثة ألقاب ثمينة، أبرزها الظفر ببطولة دوري أبطال أوروبا خلال شهر يونيو/حزيران الماضي بمدينة مدريد الإسبانية، عقب الفوز على توتنهام هوتسبير بالنهائي، ثم كأس السوبر الأوروبية على حساب تشيلسي.
في الوقت الذي توج خلاله الدولي المصري محمد صلاح لاعب ليفربول بجائزة أفضل لاعب في مونديال الأندية، لأدائه المميز في المباراتين وخاصة الأولى أمام مونتيري المكسيكي في نصف النهائي، حيث صنع هدفاً وشارك في الثاني، ليصبح أول لاعب مصري وعربي ينال هذه الجائزة المرموقة.
فيما حصد برونو هنريكي لاعب فلامنغو جائزة ثاني أفضل لاعب بعدما سجل هدفاً وصنع آخر في البطولة، ونال كارلوس إدواردو لاعب الهلال الجائزة البرونزية.
ونستعرض لكم في الأمور الفنية الآتية، أسباباً جعلت ليفربول يفوز بالمباراة ويصبح بطل العالم للأندية هذا العام ولأول مرة في تاريخه.
شخصية البطل
بكل تأكيد ظهر اليوم مرة أخرى شخصية قوية للفريق الإنجليزي الأحمر الشهير، شخصية البطل كانت أبرز سماته اليوم، فظهر لاعبوه ثقيلين على الكرة واثقين من أنفسهم ولا يستعجلون الفوز، حتى رغم امتداد المباراة للأوقات الإضافية، واحتفظوا بثباتهم الانفعالي والذهني العالي، حتى تمكنوا من قتل المنافس بهدف رائع في الوقت المناسب يطلق عليه "رصاصة الرحمة"، ويتوج الفريق البطل عن استحقاق وجدارة بهذه البطولة الكبيرة.
تلك الشخصية التي ظهرت خلال مباريات عديدة هذا الموسم للريدز، رغم أنه لم يكن في أفضل أحواله ولكنه يخرج فائزاً، هذه الشخصية تؤكد العمل الكبير الذي يبذله المدرب يورغن كلوب مع لاعبيه وحالة النضج الفني والذهني الكبيرة التي وصل لها الفريق، ما أدى لفوزهم بكل تلك البطولات المستحقة مؤخراً.
اللياقة البدنية وتعامل كلوب
ظهر بلا شك قوة ليفربول في آخر ربع ساعة من الشوط الثاني، والعمل البدني الكبير الذي يتمتع به لاعبوه، والتي أهدتهم تفوقاً كاملاً على الفريق البرازيلي المفتقد لتلك اللياقة البدنية والإيقاع والرتم الكبير والسريع الذي يميز فريق كلوب بالفترة الأخيرة، ويجعل من الصعب لأي فريق مجاراته به طوال 90 دقيقة أو أكثر، ما يمنحه أفضلية دائمة حتى في آخر دقائق المباريات ويكسبه لقاءات عديدة بنفس الطريقة القاتلة.
تلك الجاهزية البدنية الكبيرة لا يتمتع بها سوى الفرق العالمية في المستوى الأول بأوروبا والعالم أجمع، تجعله لديه أفضلية على أي فريق آخر طوال مدة المباراة وليس فترة كبيرة منها أو معظمها، كما أن تعامل كلوب مع التغييرات والمباراة على أجزاء كان له الفضل في تفوق الريدز في النهاية على جيسوس ولاعبيه في فريق فلامنغو.
تألق برازيلي
دائماً ما تحسم تلك المباريات بمهارات خاصة لنجوم أحد الفريقين، كان موعدنا هذه المرة مع النجم البرازيلي فيرمينو، الذي نجح في تسجيل هدف قاتل أمام مونتيري في نصف النهائي قاد به الفريق للنهائي، وكرر الأمر بعد تمريرة رائعة من ماني وقبله هندرسون، ليمنح الليفر هدفاً غالياً بطعم الفوز باللقب بلمحة فنية برازيلية خالصة، ساهمت في قتل المباراة تماماً وإهداء الفوز واللقب للريدز.
فيرمينو الذي تغلب سحره على سحر الفريق البرازيلي كروياً، منح بطل أوروبا اللقب الأول في مسيرته مع كأس العالم للأندية، ومنح جماهير الريدز السعادة والانتصار بهذه البطولة الكبيرة من قلب الدوحة عاصمة دولة قطر المستضيفة لهذا الحدث العالمي الكبير.