بينما يترقَّب محبو كرة القدم في جميع أنحاء العالم موعد "كلاسيكو الأرض" بين برشلونة وريال مدريد مساء الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول في معقل البارسا كامب نو، ينظر البعض إلى تلك المواجهة المثيرة بعيون فاحصة لمتابعة 5 مواجهات جانبية على هامش المباراة، سيكون لكل منها دور مهم في حسم الكلاسيكو لصالح أي من الغريمين.
فالفيردي – زيدان
لا يبدو أن مدرب برشلونة يحتمل خسارة جديدة، خصوصاً إذا كانت أمام ريال مدريد بعد أن نفد رصيده بالكامل لدى جماهير كامب نو، لكن المشكلة أن تاريخه في مواجهة زيدان لا يسعفه.
فالمواجهتان الوحيدتان اللتان خسرهما فالفيردي مع برشلونة في الكلاسيكو كانتا أمام زيدان، الذي لا يعرف بدوره الهزيمة في كامب نو كمدير فني، حيث فاز مرتين وتعادل مرة.
فالفيردي يصل للمواجهة ومازالت أصداء الهزيمة الصادمة أمام ليفربول في نصف نهائي التشامبيونز ليغ الموسم الماضي برباعية نظيفة تؤرقه، فقد كانت لحظة قاسية جعلت الكثيرين يتخلون عن مؤازرته، لكن النجم ليونيل ميسي لم يتخلّ عنه، وكذلك الإدارة التي أبقت عليه في منصبه.
ويقود فالفيردي هذا الموسم فريقاً أكثر خللاً على مستوى الأداء والنتائج، لكنه يتصدر جدول الليغا بفارق الأهداف عن الريال، كما اجتاز دور المجموعات بدوري الأبطال كمتصدر فريق قوي في ملعبه، لكنه يتعرض لنتائج سلبية بعيداً عن كامب نو، وفي تطور منذ أن استعاد أفضل لاعب في العالم ميسي مستواه بعد إصابته في مستهل الموسم.
في المقابل، عاش زيدان فترة تحت الانتقاد في بداية الموسم، لكن بمجرد أن سمع اللاعبون اسم جوزيه مورينيو يتردد كخليفة له تغير أداؤهم لتكون الهزيمة أمام مايوركا هي الأخيرة ويواصلوا تحقيق النتائج الإيجابية دون خسارة طوال آخر شهرين، ليعود "زيزو" ليستحق عن جدارة منصب المدير الفني لريال مدريد الذي يودع عاماً للنسيان.
تير شتيجن – تيبو كورتوا
يصل مارك أندريه تير شتيجن، حارس برشلونة، للكلاسيكو وهو في أسوأ أحواله، بعدما كانت الجماهير تصفه بأنه الأفضل في العالم بعد انطلاقته الرائعة للموسم. لكن يبدو أن الحارس الألماني أصيب بالإرهاق من الذود عن شباك برشلونة في أوقاته السيئة، وارتكب العديد من الأخطاء البعيدة عن مستواه المعروف، فقد أخطأ أمام مايوركا في كامب نو وعاد ليرتكب أخطاء باهظة أخرى، منها خطآه أمام ريال سوسييداد في سان سباستيان.
في المقابل، عادت الابتسامة إلى وجه تيبو كورتوا، الحارس البلجيكي الذي لم يظهر بالشكل المأمول منذ بداية الموسم لتستمر الانتقادات الموجهة للتعاقد معه وبيع الكوستاريكي كيلور نافاس، حتى إنه واجه صافرات استهجان من الجماهير أمام كلوب بروغ البلجيكي في دوري الأبطال، ووصل الأمر إلى وجود مطالب بالدفع بأريولا مكانه بعد تعرضه لإصابة بسيطة.
إلا أن كورتوا نجح مؤخراً، عبر تدخلاته الرائعة، في إجبار عشاق مدريد على احترامه، ليفي بالمطلوب منه، وليبدأ مرحلة من الأداء المتزن.
جيرارد بيكيه – سرخيو راموس
الاثنان شكَّلا أفضل ثنائي دفاعي بين المنتخبات وقادا إسبانيا للعديد من الألقاب، أبرزها مونديال 2010، وكمتنافسين يعد كل منهما أيقونة في ناديه، وهما أيضاً بطلان للعديد من المناوشات داخل أرض الملعب، لكنهما يحظيان بعلاقة جيدة خارجه. كلاهما يعشق الجدل والتصريحات المثيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي. بيكيه يصل للموقعة كلاعب لا غنى عنه في هيكل برشلونة، وفي المقابل يعد راموس القائد والزعيم رقم واحد للريال.
سيواجه بيكيه مهمة صعبة، وهي الرقابة على كريم بنزيمة، الذي يقدم مستويات رائعة هذا الموسم بتحركات مستمرة ولعب جماعي هجومي، أما راموس فسيتعين عليه مجدداً التعامل لمنع تفوق المهاجم المشاغب دائماً أمام المرمى، لويس سواريز، في مواجهات سيكلف فيها أي عدم تمركز جيد ولو لنصف متر الكثير لأي من الفريقين.
بيكيه وراموس يعدان أيضاً أسلحة هامة لفريقيهما هجومياً في الكرات الثابتة، كما أن راموس يمتاز في تسجيل ركلات الترجيح.
بوسكيتس – كاسيميرو
مواجهة جديدة بين اثنين من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، مواجهة قد لا تجذب أنظار الكثيرين بالتأكيد في الكلاسيكو، ولكنها سيكون لها الكثير من الأهمية في سير اللقاء وكذلك بالنسبة للاعبين هما أفضل من يفهم الجانب الخططي ويطبقه في المستطيل الأخضر، خاصة أن اتزان كل من الغريمين سيعتمد عليهما بشكل أساسي.
بوسكيتس يصل للمواجهة بعيداً عن مستواه المعهود في المواسم الأخيرة، ورغم مرور السنوات وبدء الحديث عن معاناته بدنياً إلا أن ذكاءه يبقى دائماً على مكانه كأساسي سواء مع برشلونة أو المنتخب الإسباني.
أما أهمية كاسيميرو فظهرت جلية في ملعب ميستايا، حيث كان الريال في أشد الحاجة إليه، لكن زيدان لم يخاطر بالدفع به خشية تعرضه لبطاقة صفراء تتسبب في غيابه عن الكلاسيكو، وهو لاعب جاهز دائماً للمعركة، فهو خير ممثل لكفاح المدريديين ومن أجل الخروج بنتيجة طيبة من كامب نو.
ليونيل ميسي – كريم بنزيمة
هي مواجهة بين هدافي الليغا ورمزي الهجوم في كل فريق، فميسي يقدم أداء مبهراً منذ أن استعاد رونقه بعد تعرضه للإصابة في بداية الموسم ليقود برشلونة إلى مرحلة الاتزان على مستوى النتائج محلياً وأوروبياً، أما بنزيمة فأضحى خليفة البرتغالي كريستيانو رونالدو داخل القلعة البيضاء بعدما نجح في زيادة معدلاته التهديفية ليصبح المهاجم الأبرز للفريق، وسط تذبذب مستوى الويلزي غاريث بيل وتكرار إصاباته ومواقفه الجدلية مع إدارة وجماهير الريال، وإصابة البلجيكي إدين هازارد.
أما ميسي فهو ليس فقط أهم لاعب في برشلونة وإنما في العالم، وهو الوحيد الذي ينجح في خلخلة دفاعات أي خصم بانطلاقاته بالكرة، كما أنه علامة مميزة للبلوغرانا في الكرات الثابتة والتسديد من خارج المنطقة، لتصبح الأهداف أسهل شيء يقوم به، وهو الهداف التاريخي في مواجهات الكلاسيكو (26 هدفاً).