من المعروف أن أي مباراة بكرة القدم تستغرق في المعتاد 90 دقيقة، وهناك مباريات ببطولات الكؤوس تصل إلى ساعتين في حالة التعادل بين الفريقين، ويمكن أن تزيد نصف ساعة أخرى في حالة الوصول إلى ركلات الترجيح.
لكن أن يمتد زمن مباراة كرة إلى 8 سنوات ونصف السنة فهذا غير المعقول، ولكنه حدث بالفعل في الدوري الإسباني وتحديداً المباراة التي جمعت بين ليفانتي وريال سرقسطة والتي بدأت في شهر مايو/أيار من عام 2011 ولم تنتهِ سوى يوم الإثنين الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
فقد أصدرت محكمة فالنسيا حكمها بتبرئة 36 لاعباً و6 من الطاقمين الفنيين للفريقين -بينهم المكسيكي خافيير أغيري مدرب منتخب مصر السابق- وردت أسماؤهم بقائمة المدانين بتهمة التلاعب في المباراة التي أقيمت ضمن الدوري الإسباني بموسم 2010-2011.
حازت القضية بحسب ما ذكر موقع ABC شهرة إعلامية كبيرة، لكونها أول قضية تتعامل مع جريمة محتملة تتعلق بالفساد الرياضي في كرة القدم الإسبانية.
أكد مكتب المدعي العام إلى جانب ادّعاءات الليغا ونادي ديبورتيفو لا كورونيا خلال القضية، أن نادي سرقسطة دفع 1.7 مليون يورو (نحو 1.9 مليون دولار) لرشوة لاعبي نادي ليفانتي، وأنه في تلك المباراة الأخيرة من الموسم، لم يكن أحد يلعب بجدية وفاز فيها سرقسطة، وهو ما سمح له بالاستمرار في الدوري الإسباني للدرجة الأولى، على حساب ديبورتيفو لا كورونيا الذي هبط إلى الدرجة الثانية.
المدَّعي العام بابلو بونس، وصف المباراة بأنها "عملية احتيال"، قائلاً إن لاعبي سرقسطة قد سحبوا من حساباتهم المصرفية 765 ألف يورو (845.99 ألف دولار) نقداً، وهذا مُؤيّد بوثيقة موقعة من الكابتن غابي فرنانديز، كأقساط تحفيزية، و965 ألف يورو (1067169 دولاراً) في تحويلات مختلفة للاعبين وطاقم التدريب، وأنهم أعدّوا لاحقاً كشوفاً زائفة للتغطية على تلك النشاطات المصرفية.
وأوضح نائب رئيس رابطة الدوري الإسباني آنذاك، خافيير تيباس، في إفادته كشاهد، أنه قدم الشكوى التي أدت إلى القضية في مارس/آذار 2013، عندما ذهب لاعب سابق في سرقسطة إلى مكتب المحاماة الخاص به، للحصول على المشورة القانونية.
ووفقاً لروايته، اعترف له الموكِّل -الذي رفض الكشف عن هويته- بمخططات النادي وطلب منه الذهاب إلى المحكمة، وهو ما فعله في النهاية.
لهذا السبب، طالب دفاع المتهمين ببطلان المحاكمة، مدعياً أن تيباس قد خان السرية المهنية كمحامٍ. كما طالب ببراءتهم على أساس أن الأدلة ليست كافية للإدانة.
في أقوالهم تعيّن على لاعبي ليفانتي أن يبرروا تغيُّر حركة حساباتهم البنكية بعد خسارة المباراة، وقد أنكروا التلاعب طوال الوقت. ومن بينهم، قائد الفريق السابق سيرخيو باييستيروس، باعتباره همزة الوصل المحتملة مع نادي سرقسطة.
روايات متضاربة
كانت روايات قيادات ريال سرقسطة واللاعبين السابقين متضاربة، فقد اتّفق بعض اللاعبين والمدرب السابق، خافيير أغيري، على أن المالك السابق للنادي، أغابيتو إغليسياس، دعاهم لإخبارهم بأنه يحتاج أموال نقدية لدفع التذاكر والحافلات لنقل المشجعين إلى المباراة في فالنسيا، وأنهم قاموا بتسليمه المبالغ المدخلة في حساباتهم.
واتهم غابي، كابتن الفريق آنذاك، نادي سرقسطة بـ "خداعه" بعدما طلبوا منه توقيع الوثيقة التي استخدمها النادي لتبرير خروج الأموال من خزائنه.
يرفض اللاعبون رواية مديري سرقسطة آنذاك، الذين يقولون إن هناك مكافأة "خاصة" جرى الاتفاق عليها كتحفيز للاعبين قُدِّمت نقداً قبل المباراة، بسبب عدم ثقة اللاعبين بأن النادي يمكن أن يسدد هذه المبالغ، بسبب وضعه المالي السيئ.
وكان مكتب المدعي العام قد طالب بتطبيق عقوبة السجن عامين لجميع المتهمين، والحرمان 6 سنوات من الممارسة الرياضية، وغرامة قدرها 3.4 مليون يورو (3.75 مليون دولار) على كل منهم، كما يتهم قيادات نادي سرقسطة الثلاثة بجريمة تزوير في وثيقة تجارية، ويطالب بعامين آخرين من السجن الإضافي لهم.
بالنسبة لنادي سرقسطة، يطالب المدعي العام بتغريمه غرامةً قدرها ألف يورو (نحو 1100 دولار) يومياً مدة عامين.