ألقى الهاتريك الذي سجله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مرمى ليتوانيا، مساء الخميس الماضي، مزيداً من الشكوك حول مستقبله "الدون" مع ناديه الإيطالي يوفنتوس، ومدربه المثير للجدل ماوريسيو ساري، الذي ادّعى قبل بدء فترة التوقف الدولي أن قائد منتخب البرتغال مصاب وغير جاهز للعب مع منتخب بلاده.
وادَّعى ساري أن هداف فريقه يعاني إصابة في الركبة منذ فترة طويلة، بعد استبداله في الدقيقة 55 خلال مواجهة ميلان، التي فاز بها يوفنتوس على أرضه بهدف نظيف، يوم الأحد الماضي 10 نوفمبر/تشرين الثاني.
وخرج رونالدو غاضباً بعد استبداله للمباراة الثانية على التوالي، وأفادت التقارير أنه غادر الملعب قبل نهاية المباراة.
وبعد المباراة، أعرب ساري عن قلقه بشأن اللياقة البدنية لنجم فريقه، وقال إنه كان يخشى أن تتفاقم إصابة اللاعب الذي تعاقد معه اليوفي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 99 مليون جنيه إسترليني (127.78 مليون دولار أمريكي)، إذا شارك مع منتخب بلاده أمام ليتوانيا.
ويبدو أن الطريقة التي تحدَّث بها المدرب الإيطالي كانت سبباً في استفزاز نجم مانشستر يونايتد وريال مدريد الأسبق، الذي لم يُضع الوقت لإحراج مدربه بإحرازه هاتريك خلال المباراة التي انتهت بفوز منتخب بلاده بسداسية نظيفة على ليتوانيا.
في تقريرها عن القضية قالت صحيفة The Sun البريطانية، إن مدافعي ليتوانيا لم يكونوا وحدهم الذين يشعرون بالحرج بعد الثلاثية التي أحرزها كريستيانو رونالدو في مرماهم، خلال المباراة التي جمعت بين المنتخبين البرتغالي والليتواني، يوم الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني، ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة يورو 2020.
إذ أصبح ماوريسيو ساري المدير الفني لنادي يوفنتوس الإيطالي أيضاً في موقف محرج، بعد ادّعائه الأسبوع الماضي أن لاعبه البرتغالي مصاب وغير جاهز للعب مع منتخب بلاده.
وبعد إطلاق صافرة نهاية المباراة، عانق رونالدو المدير الفني للمنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس، ليشكره على دعمه المتواصل له، ولتوجيه رسالة غضب إلى ساري أيضاً.
لم تتوقف الأمور عند هذا الحد فحسب، بل أبدت كاتيا أفيرو شقيقة رونالدو رأيها حول الواقعة بطريقة أكثر غموضاً، بعد أن نشرت صورة لشقيقها مرتدياً زي المنتخب البرتغالي على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلَّقت عليها قائلةً: "يقولون إنه انتهى! تخيلوا لو لم يكن كذلك. فخر الأخت! فكِّر الآن!".
ومن الواضح أن كاتيا أرادت إثبات أن شقيقها البالغ من العمر 34 عاماً لا يزال النجم الأول لناديه ومنتخب بلاده، ووجهت انتقاداتها لكل من يعتقد أن النجم البرتغالي لم يُعد في أفضل حالاته، أو لم يعُد قادراً على اللعب بهذا المستوى.
من جانبه، قال سانتوس: "لم تكن لدي أي شكوك قط حول حالته، كان أشخاص آخرون هم من لديهم شكوك، كريستيانو لا يفاجئني بما يقدمه".
ورفع رونالدو رصيده إلى 98 هدفاً دولياً، وقد يصبح ثاني لاعب يتخطَّى المائة هدف إذا سجل في مرمى لوكسمبورغ الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني، كما بات على بُعد 11 هدفاً فقط من أسطورة المنتخب الإيراني علي دائي، متصدر ترتيب هدافي منتخبات العالم برصيد 109 أهداف.
سجل رونالدو هدفه الأول من ركلة جزاء في الدقائق الأولى من المباراة، قبل أن يضيف الهدف الثاني عن طريق تسديدة رائعة من خارج منطقة الجزاء، ثم أحرز كلٌّ من بيتزي وجونسالو باسيينسيا وبرناردو سيلفا جناح مانشستر سيتي ثلاثة أهداف، قبل أن يحرز رونالدو هدفه الثالث ويختتم السداسية.
ويُعد هذا الهاتريك رقم 9 لرونالدو مع منتخب بلاده، أحرز سبعة منها بعد بلوغه الثلاثين من العمر، وهذا هو أكبر عدد من الأهداف يحرزه رونالدو مع منتخب البرتغالي خلال سنة ميلادية، برصيد 13 هدفاً -أحرزها جميعاً في مبارياته السبع الأخيرة- في تكرار لرقمه عام 2016.
وأحرز رونالدو 34 هدفاً في 57 مباراة لعبها بقميص اليوفي، ومع ذلك ما زال ساري لا يمنحه قدره.
بالطريقة نفسها، لم يقدِّر ساري قيمة الجناح الإنجليزي الشاب كالوم هودسون أودوي والعديد من اللاعبين الآخرين في تشيلسي، الموسم الماضي.
فقد أقحم مدرب نابولي السابق نفسه في معركة مع مشجعي البلوز ولاعبيه في الموسم الماضي، والوحيد الذي تولى فيه القيادة الفنية لفريق العاصمة الإنجليزية، ثم خسر في النهاية، وهي نهاية قد يصل إليها ساري مرة أخرى في يوفنتوس إذا استمرَّ على عناده فيما يتعلق برونالدو.