بينما يختلف المدربون عادة مع بعضهم البعض خارج خطوط الملعب، خصوصاً تجاه قرارات حكام المباريات، فقد اجتمعوا هذه المرة على انتقاد تقنية حكم الفيديو المساعد الـ"VAR" التي بدأ تطبيقها على نطاق واسع في عدد كبير من المسابقات المحلية في أوروبا، وكذلك في دوري أبطال أوروبا.
وأثارت التقنية الجديدة الكثيرَ من الجدل، سواء فيما يتعلق بمدى تحقيقها للعدالة المنشودة بين الفرق المختلفة، أو في اختلاف الحكام في الالتزام بالعودة إليها في الألعاب المختلَف عليها، أو حتى في أنها تقتل المتعة الكروية، حين تقرر مثلاً الغاء هدف بعد أن يكون اللاعبون والجمهور قد احتفلوا به لدقائق طويلة.
وذكرت صحيفة Marca الإسبانية، أن عدداً من أفضل مدربي أوروبا أعربوا عن قلقهم بشأن استخدام الـ"VAR"، وذلك خلال مشاركتهم في منتدى مدربي أندية النخبة الأوروبية الذي عُقد الإثنين، 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.
شارك في المنتدى الذي أقيم في نيون، سويسرا، زين الدين زيدان، الممثل الوحيد من أندية الدوري الإسباني، إلى جانب بيب غوارديولا، ويورغن كلوب وكارلو أنشيلوتي، وأوناي إيمري، وماوريسيو ساري، وماسيميليانو أليغري، ورودي غارسيا، وميرتشا لوتشيسكو، وباولو فونسيكا، وإريك تين هاج، وتوماس توخيل.
وأعرب المدربون عن قلقهم بشأن استخدام التقنية، وقال رودي غارسيا، المدير الفني لفريق ليون الفرنسي بوضوح، إنه يدعم أن يكون الحكم هو المسؤول بشكل كامل عن قرارات المباراة.
وقال غارسيا: "نريد أن يظل الحكم هو سيد المباراة، وأن تكون تقنية الـ VAR مجرد أداة لتحسين كرة القدم".
وقال جورجيو ماركيتي، مدير المسابقات في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إن تقنية "الـVAR" تحتاج إلى التحسّن.
وأكّد: "إنها لا تزال أداة حديثة، وسوف تتطور وتتحسن مع الوقت، وهي "شيء ما" قد يساعد اللعبة على التحسّن".
وأضاف: "من الواضح أنها يجب أن تكون مثالية واستخداماتها واضحة تماماً".
واتفق الألماني يورغن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول مع ماركيتي. وأشار إلى أن التقنية الحديثة لن تساعد في القضاء على حالة الجدل المثار حول القرارات التحكيمية.
وقال كلوب: "بالتأكيد قد تكون هناك بعض التحسينات على تقنية الـ"VAR" خلال المرحلة المقبلة، ولكنها لن تكون كافية لتوفير الدقة اللازمة عليها بنسبة 100%، والجميع يعلم ذلك بكل تأكيد".
وأضاف: "لا تزال هناك بعض الأخطاء التي تسببت فيها تقنية الفيديو حتى الآن، لأن هذا الأمر يتحكم فيه البشر بشكل كبير، ولا يوجد بيننا شخص كامل بكل تأكيد، وبالتالي هامش الخطأ لا يزال موجوداً، في الوقت الذي يريد فيه الجميع القرارات الصحيحة فقط".
وأثار المدربون أيضاً قضية ضرورة توضيح متى تحتسب لمسة اليد على المدافع ركلة جزاء أم لا.