يواجه نادي ليفربول الإنجليزي معضلة غريبة من نوعها خلال الشهر المقبل، حيث إنه مطالَب بلعب مباراتين ضمن منافسات مسابقتين مختلفتين في قارتين مختلفتين خلال أقل من 24 ساعة، بعد أن وافقت رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على طلب النادي إقامة مباراته بربع نهائي كأس كاراباو أمام أستون فيلا في موعدها المحدد مسبقاً يوم 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأشار الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، إلى أن هذا القرار اتُّخِذ تحت ضغط لكنه كان أفضل حل متاح، ودعا بسخرية خصمه أستون فيلا في كأس الرابطة إلى مواجهته في قطر قبل مونديال الأندية.
وكان كلوب قد هدد بانسحاب ليفربول من المسابقة، بسبب تعارض موعد المباراة مع موعد مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية، ورفض فكرة خوض المباراتين بفريقين مختلفين، وأصر على موقفه حتى يوم الجمعة الماضي، الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
ثم طلب ليفربول إقامة مباراته مع أستون فيلا في موعدها المحدد مسبقاً يوم الثلاثاء 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل، أي قبل يوم من مباراة الريدز الأولى ضمن منافسات كأس العالم للأندية المقامة في قطر.
وأعلنت الرابطة، مساء الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أنها وافقت على هذا الاقتراح، لتجنب تأجيل مباريات نصف نهائي البطولة ومباريات كأس الاتحاد الإنجليزي ومباريات الدوري الإنجليزي الممتاز المقبلة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ليفربول قد تعرض لضغوط من الفيفا ورابطة الأندية الإنجليزية للموافقة على هذا الجدول الاستثنائي، أجاب كلوب لصحيفة The Guardian البريطانية قائلاً: "نوعاً ما. هل تريدونني أن أقع في مشكلة مع الفيفا؟ لا. هل تريدونني أن أقع في مشكلة مع الرابطة؟ على الأرجح لا. لا يمكنك المشاركة في كأس العالم للأندية إلا إذا فزت بدوري أبطال أوروبا وهذا لا يحدث كثيراً في حياتك. عليك أن تنتهز الفرصة".
وخاض ليفربول محادثات مع الرابطة على مدار شهور عدة، وأعلن بطل أوروبا التزامه للرابطة بإشراك لاعبين في ربع نهائي كأس كاراباو، "يتماشون إلى حد كبير مع اللاعبين الذين شاركوا في الجولات الأولى من المسابقة" و "يستوفون شروط المسابقة للاعبين المشاركين".
وأشرك كلوب خمسة لاعبين من فريق الشباب، للمرة الأولى على ملعب أنفيلد، في مباراة الجولة الرابعة من المسابقة، التي انتهت بفوز ليفربول على أرسنال بركلات الترجيح، لكنه أشرك أيضاً لاعبين أساسيين مثل جيمس ميلنر وديفوك أوريغي وجو غوميز ونابي كيتا وأليكس أوكسليد تشامبرلين وآدم لالانا، الذين من المتوقع أن يسافروا مع الفريق إلى قطر.
وقد يخوض ليفربول مباراة أستون فيلا بتشكيلة مماثلة، على أن يسافر اللاعبون الأساسيون عقب المباراة إلى قطر، لخوض ثاني مباريات الفريق في كأس العالم للأندية يوم 21 ديسمبر/كانون الأول المقبل. لم يُتخَذ القرار النهائي بشأن تشكيلة الفريق أو ما إذا كان كلوب سيدير المباراتين، على الرغم من أن هذا مستبعد.
وقال كلوب مازحاً: "سألنا أستون فيلا ما إذا كان بإمكانهم المجيء إلى قطر، لنخوض المباراة هناك. لدينا فكرة حول الطريقة التي سنتَّبعها للتعامل مع الوضع، لكن من السابق لأوانه أن نتحدث عنها. اتخذنا هذا القرار، لأن جميع البدائل الأخرى كانت بمثابة مشكلات أكثر من كونها حلولاً. هكذا يمكننا التعامل مع الوضع بأفضل طريقة ممكنة لنا. وخلال الأسبوعين المقبلين، سنتخذ قراراً بشأن طريقة تعاملنا مع الوضع بالضبط، ولكنهم في النهاية سيواجهون ليفربول بالتأكيد".
وقال ديف كوكسون، مدير خدمات كرة القدم في رابطة الأندية الإنجليزية: "ترى الرابطة منذ وقت طويل أن هذه البطولة توفر للأندية المشاركة ذات الموارد الكبيرة فرصةً لاستغلال كل لاعبيها، مع العلم بأن الأندية التي ترغب في النجاح بهذه المسابقة يجب أن تكون مستعدة لخوض عدد كبير من المباريات على مدار الموسم".
وأضاف: "لذلك، وفي هذه الظروف الاستثنائية، اتُّخَذ القرار بعد تلقي تأكيدات واضحة من النادي بأنه سيلتزم معايير اختيار اللاعبين المشاركين، وهو أمر مهم لضمان الحفاظ على النزاهة. نحن ندرك التحديات التي يواجهها ليفربول في هذا الصدد ونقدِّر الجهود التي بذلوها للوصول إلى حل عملي".