في واقعة تكشف إلى حد كبير عن أحد أهم أسباب نجاح منتخب الجزائر في الفوز بكأس الأمم الإفريقية الأخيرة عن جدارة، كشف جمال بلماضي مدرب محاربي الصحراء عن واقعة حدثت قبل البطولة الإفريقية واضطرته لحرمان قائد المنتخب ونجم مانشستر سيتي رياض محرز من ركوب حافلة المنتخب مع زملائه.
وقال بلماضي في حوار مع شبكة BEin Sport الرياضية القطرية يذاع خلال الأيام القادمة أن رياض تأخر في النزول من غرفته لثواني قليلة ربما لم تزد عن 30 ثانية، لكنها كانت كافية لأن يستقل هو وباقي أعضاء المنتخب من اللاعبين والجهاز الفني الحافلة التي كانت ستقلهم إلى ملعب التدريب.
وأكمل بلماضي "ظهر محرز وهو يتجه نحو الحافلة، وقال لي زملاؤه إنه قادم، لكنني أمرت السائق بأن ينطلق بالحافلة نحو ملعب التدريب، وترك رياض حتى يكون ذلك درساً له في الالتزام بالمواعيد المقررة، حتى لو كان التأخير لدقائق معدودة".
ما حدث بعد ذلك أن محرز الذي يعد أبرز وأشهر نجوم المنتخب الجزائري استقل سيارة أجرة ولحق بالمنتخب في ملعب التدريب، لكنه هناك وجد قراراً تأديبياً آخر من بلماضي بأنه ممنوع من المشاركة في الحصة التدريبية، ليجلس في المدرجات يتابع التدريب".
يكمل المدرب الوطني الجزائري روايته للواقعة فيقول إنه كان يختلس النظر لرياض وهو جالس في المدرجات ليرى ردة فعله، ووجد أنه يتابع ما يجري في الملعب بمنتهى الحماس وكأنه يتحفز للمشاركة.
وعقب نهاية المران جلس بلماضي مع قائد المنتخب ليتحدثا فيما فعله، ووجد المدرب أن محرز متفهم تماماً لوجهة نظره ومعتذراً عن تأخره.
واستخلص المدرب من الواقعة عبرة مهمة ساهمت في فرض الانضباط في صفوف محاربي الصحراء، وهو ما قادهم لاحقاً لتقديم عروض مبهرة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، ثم الفوز باللقب في النهاية.
وقال بلماضي إن قراره بعقاب محرز قائد الفريق وتقبل اللاعب للقرار والالتزام به كان درساً مهماً لكل لاعبي المنتخب أنه لا يوجد لاعب أكبر من الفريق، وأن كل من يخرج على القواعد سيتعرض للعقاب حتى لو كان رياض محرز، وهو أمر ساهم في فرض الهدوء والالتزام، والأهم شعور كل اللاعبين بالعدالة والمساواة.
وعلق مدرب منتخب قطر السابق على رياض محرز فقال إنه نموذج للاعب المحترف الذي يعرف واجباته قبل حقوقه، وهو نموذج غير منتشر في الملاعب العربية بشكل عام، ما يجعل من نجم مانشستر سيتي لاعباً استثنائياً، ويسهل تفهم نجاحه الكبير في الملاعب الإنجليزية باعتباره اللاعب العربي الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي توج مرتين بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.