مع وصول الفرنسي المخضرم أرسين فينغر مدرب أرسنال التاريخي لعامه الـ70 في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيكون بذلك قد انقضى 527 يوماً منذ آخر مباريات أرسنال تحت إدارته، يواجه البروفيسور مستقبلاً غامضاً ما بين تدريب أندية كبرى في أوروبا وبين عشقه الأبدي للغانرز وما بين تدريب المنتخبات في نهاية مسيرته التدريبية بالفترة القادمة.
فبعد الحقبة التي تولّى خلالها الإدارة الفنية لنادي أرسنال، التي امتدت لـ22 عاماً وانتهت بفوز بهدف مقابل لا شيء على هدرسفيلد، انقسم المؤيدون حول ما إذا كان من الأفضل استبداله قبل ذلك بسنوات واتفقوا على تحية الرجل الذي جلب لهم الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات، وكأس الاتحاد الإنجليزي سبع مرات، وحقق لهم موسماً "لا يُقهر" خالياً من الهزائم.
وبالنظر إلى هذه الجوائز وغيرها توقع كثيرون أن ينتقل فينغر إلى وظيفة كبيرة أخرى، وظلت الاستنتاجات والشائعات تأتي وتذهب حول ريال مدريد وبايرن ميونيخ وإيفرتون وفرنسا، وكلما تردد أن فينغر قريب من مثل هذه المناصب، جاء شخص آخر ليحصل على المنصب.
وعندما سئُل مؤخراً عما يمكن أن يكون خطوته المنتظرة منذ عهد طويل، قال لمجلة Four Four Two البريطانية: "كانت لدي الفرصة للعمل في إنجلترا؛ لكنني رفضتها، وإنه بقي مرتبطاً بشدة بالأرسنال، وإن سجله الحافل بالالتزام بالعقود واحترام الاتفاقات يعني أنه لم يكن على الأرجح ليتولى إدارة أي ناد من هذه الأندية".
وبينما يوشك أن يتم 18 شهراً بعيداً عن المستطيل الأخضر وبداية عقده الثامن، قد ينظر إليه البعض على أنه لم يعد الرجل الذي يُمكن اللجوء إليه لقيادة نادٍ كبير، بدلاً من هذا، يدعي فينغر أنه عُرض عليه منصب كبير في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فيبدو أن الاتحاد الدولي يضعه في الحسبان لتأدية دور مهم.
وقال في آخر فعالية حضرها في لندن، حيث مُنح لقب "أسطورة كرة القدم" من منظمة نوردوف روبنز: "إنه منصب مدير تطوير كرة القدم في العالم، وسيُتخذ هذا القرار قريباً جداً، إنهم يبحثون عن أشخاص يمتلكون خبرات كبيرة ومعرفة باللعبة، ممن تعلموا الكثير. أريد فقط أن أشارك ما تعلمته، وأرد جميل اللعبة بطريقة مختلفة، لست متأكداً من أنني سأتوقف عن التدريب أيضاً؛ لأن الشيطان لا يزال هناك، لكن يجب أن أرى هل أحب ذلك؟ وهل يمكنني أن أكون كفؤاً؟".
ومن شأن مثل هذا المنصب أن يجعل فينغر مسؤولاً صورياً بدلاً من عودته مرة أخرى إلى تولي زمام الإدارة الفنية لأحد الأندية أو المنتخبات، ولكن هل سيدغدغه الحنين إلى الإدارة مرة أخرى؟
ففي أي وقتٍ يصبح فيه منصب المدير الفني في أي ناد أوروبي كبير شاغراً، لا يزال اسم فينغر يظهر ضمن الأسماء المذكورة بوصفه الاسم المفضل -حتى مع ارتباطه بنادي مانشستر يونايتد في الأسابيع الأخيرة- وهو أمر ليس من المرجح أن ينتهي قريباً، سواء حصل على وظيفة الفيفا أو لم يحصل عليها.