يبدو أن لاعبي توتنهام الإنجليزي وصلوا إلى مستوى لم يعد بالإمكان معه التزام القواعد الراسخة المعروفة في الكرة الإنجليزية، والتي تمنع اللاعبين من انتقاد مدربهم أو لومه بشكل علني.
وبعد التعادل المخيّب مع واتفورد بهدف لمثله في الجولة التاسعة للدوري الإنجليزي الممتاز، في المباراة التي أقيمت على ملعب توتنهام الجديد، السبت 19 أكتوبر/تشرين الأول، كشفت تقارير أن لاعبي توتنهام يلومون مدربهم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو على نتائجهم السيئة هذا الموسم، بعد أن زاد من كثافة الحصص التدريبية للفريق.
ورصدت صحيفة The Mirror البريطانية أقاويل بأن الفريق تأثر بالتكهنات حول مستقبل بوكيتينو، إذ ارتبط اسم المدرب بتدريب ريال مدريد ومانشستر يونايتد في الآونة الأخيرة، إلى جانب الضغوط التي يتعرض لها بسبب سوء النتائج.
تأثر أيضاً الفريق بشائعات انتقال عدد من لاعبيه مثل الدانماركي كريستيان إيريكسن والبلجيكي يان فيرتونخن ومواطنه توبي ألدرفيريلد، وجميعهم في السنة الأخيرة من عقودهم مع توتنهام.
لكن بعض اللاعبين يلقون اللوم في تراجع أدائهم، على أساليب بوكيتينو في التدريب، حسبما ذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن اللاعبين غير راضين عن زيادة كثافة الحصص التدريبية وطول مدتها، وقلة أوقات الراحة.
وقالت الصحيفة إن الثلاثاء الماضي (15 أكتوبر/تشرين الأول) كان أول يوم راحة كامل لعديد من اللاعبين منذ عام 2015.
أما بالنسبة للاعبَي المنتخب الإنجليزي هاري وينكس وهاري كين اللذين كانا عائدين من فوز منتخب بلادهم على بلغاريا بسداسية نظيفة ليلة الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول، فلم يكن يوم الثلاثاء راحة بالفعل، إذ لم يصل اللاعبان من شرق أوروبا إلا في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم.
من ناحية أخرى، قيل إن نقطة الخلاف الأخرى في توتنهام هي مبنى الإقامة الجديد بملعب تدريبات الفريق.
فمنذ افتتاح المبنى في مايو/أيار 2018، قرر بوكيتينو إقامة اللاعبين مدة ليلة بعد الرحلات الأوروبية، ثم إجراء تمارين الإحماء في اليوم التالي.
وذكرت الصحيفة أن يوم الراحة القادم المقرر للاعبي توتنهام هو يوم الإثنين 28 أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الذي يلي مواجهة الفريق مع ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي، في ملعب أنفيلد.
ويبتعد توتنهام عن صدارة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 12 نقطة، مرشَّحة للزيادة في حال فوز ليفربول، اليوم الأحد، على مضيفه مانشستر يونايتد، كما أن الفريق حصل على نقطة واحدة فقط من مباراتيه الافتتاحيتين في دوري أبطال أوروبا، وخرج بشكل مهين من منافسات كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، بركلات الترجيح بعد نهاية مباراته بالتعادل السلبي، والتي خاضها ضد فريق كولشستر يونايتد، الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي.
وفي مباراة السبت التي انتهت بالتعادل مع المضيف واتفورد، تأخر السبيرز بهدف مبكر بهدف الفرنسي عبدولاي دوكوري بعد تمريرة جميلة من الهولندي داريل يانمات (6)، قبل أن يمنحه لاعب الوسط ديلي آلي هدف التعادل في الدقيقة الـ86، وهو الأول للاعب منذ يناير/كانون الثاني.
وتعاظمت مشكلات فريق شمال لندن منذ سقوطه أمام ضيفه بايرن ميونيخ الألماني (2-7) في دوري أبطال أوروبا، ثم خسارته على أرض برايتون (صفر-3) بالدوري، وهو ما وضعه في مركز سابع مخيب بعد أن حلَّ وصيفاً بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
ولم يفز سبيرز سوى 3 مرات في أول 12 مباراة هذا الموسم بمختلف المسابقات.
عقب المباراة، قال آلي الذي ألغت تقنية حكم الفيديو المساعد "Var" هدفه في بادئ الأمر بعد خطأ في التنسيق بين حارس واتفورد ودفاعه: "صعَّبنا الأمور على أنفسنا. سيطرنا على المباراة واستحوذنا، لكن النتيجة جاءت مخيبة".
وتابع: "نعرف مدى قوة تشكيلتنا، لكن يجب أن نُظهر ذلك على أرض الملعب".
من ناحيته اعترض مدرب واتفورد، الإسباني كيكي فلوريس، على "موضوعية" تقنية الفيديو، لعدم احتساب خطأ على المهاجم هاري كين في هجمة الهدف.
أما بوكيتينو نفسه فقد رأى أن الشوط الأول كان ضعيفاً، "لكن في الثاني كنت فخوراً. قاتلنا وخاطرنا وكوفئنا بالهدف.. هذه هي الخطوة الأولى لإعادة بناء ثقتنا".