سيكون العالم على موعد استثنائي غداً الثلاثاء الخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول حينما يلتقي منتخبا كوريا الشمالية والجنوبية في مباراة تاريخية ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 لكرة القدم، بعاصمة الجزء الشمالي، بيونغ يانغ.
وتعد المباراة التي ستقام في الثامنة والنصف صباح غد بتوقيت غرينتش هي الأولى منذ ثلاثة عقود، لكنها لن تذاع على الهواء مباشرة، ومن المقرر أن تقام على ملعب كيم إيل-سونغ الذي سبق واستضاف لقاء ودياً وحيداً بين الجارتين في أكتوبر/تشرين الأول 1990.
ويأتي اللقاء بين البلدين اللذين يعتبران في حالة حرب من الناحية الفنية منذ خمسينيات القرن الماضي، ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثامنة للمرحلة الثانية من التصفيات.
وتتشارك الكوريتان صدارة المجموعة ولكل منهما ست نقاط، وإن كانت كوريا الجنوبية تتفوق بفارق الأهداف.
الطريف إنه منذ إجراء قرعة التصفيات في يوليو/تموز الماضي، والتي وضعت الكوريتين في مجموعة واحدة، لم يعلم اتحاد كوريا الجنوبية عن أن لقاء الذهاب يمكن أن يقام في بيونغ يانغ إلا في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث كانت الجارة الشمالية قد طلبت خوض كل مبارياتها الرسمية أمام النصف الجنوبي في الصين.
ومنذ ذلك التوقيت، لم يستطع اتحاد كوريا الجنوبية الحصول على أي معلومات لوجيستية من الجانب الشمالي بخصوص المباراة، وذلك بالتماشي مع السياسة المتشددة التي تتعامل بها بيونغ يانغ مع الجنوب منذ أوائل العام الجاري.
ورغم التقارب الذي شهدته علاقات البلدين في عام 2018، فإن المباراة ستقام في ظل أجواء مخيبة للآمال بعدما اختارت كوريا الشمالية تشديد موقفها مع الجارة الجنوبية نظراً لعدم تقدم المفاوضات حول ملف نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ مع الولايات المتحدة الأمريكية وفشل القمة الثانية التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في فبراير/شباط الماضي.
ومنذ الربيع، بعث نظام كيم جونغ أون برسائل عديدة ينتقد من خلالها حكومة كوريا الجنوبية لعدم الضغط من أجل تغيير موقف واشنطن، كما أجرى العديد من تجارب الأسلحة.
وأصدرت كوريا الشمالية تأشيرات دخول فقط للاعبين والجهاز الفني لمنتخب كوريا الجنوبية، ولم تسمح بدخول أي من الجماهير أو الصحفيين أو فرق النقل التلفزيوني الخاص بالجارة الجنوبية.
كما أن عدم الرد على الأمور اللوجيستية أجبر المنتخب الكوري الجنوبي الذي يقوده المدرب البرتغالي باولو بينتو على السفر إلى الصين للحصول على التأشيرات ثم السفر مجدداً من بكين إلى بيونغ يانغ.
ويعني هذا السفر لمدة يومين بدلاً من الانتقال جواً أو براً في غضون سويعات إلى الجارة الشمالية.
كروياً يقف التاريخ إلى جانب كوريا الجنوبية، حيث فازت في سبع من أصل 16 مواجهة أمام الجارة الشمالية، بينما انتهت 8 مباريات بالتعادل فيما بينهما، وحققت كوريا الشمالية انتصاراً وحيداً في اللقاء الودي الذي استضافته في بيونغ يانغ عام 1990.