من الصعب ألا يكون النجم الجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي الإنجليزي في التشكيلة الأساسية لفريقه أمام دينامو زغرب الكرواتي في دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول، أو أمام ولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي يوم الأحد المقبل 6 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أدائه المذهل أمام إيفرتون في الدوري يوم السبت الماضي الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول.
في تلك المباراة كان هناك الكثير من الإعجاب بأداء رياض محرز، لكن في وسط العديد من التفاصيل المبهرة التي قدمها قائد منتخب الجزائر، كان هناك شيء واحد هو أكثر ما أعجب المدرب الإسباني بيب غوارديولا وفريق المحللين بالنادي الإنجليزي.
ففي الدقيقة 78 من المباراة، لم يقدم قائد المنتخب الجزائري تمريرة ساحرة أو مراوغة ناجحة أخرى، ولم يحرز أو يصنع هدفاً أو يبدأ إحدى هجماته الواعدة لفريقه، التي قدم صانع الألعاب الجزائري الكثير منها.
بل شهدت هذه الدقيقة، حسبما ذكرت صحيفة The Telegraph البريطانية، جانباً آخر من رياض محرز عمل غوارديولا وطاقمه على إخراجه من لاعب ليستر سيتي السابق الذي حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين عام 2016 بعدما قاد ليستر لتحقيق المعجزة والفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى في تاريخ النادي.
انتُقِد محرز في موسمه الأول مع سيتي بسبب عدم عودته إلى الخلف لتقديم المساندة الدفاعية وعدم التحرك في المساحات، لكنه في الدقيقة 78 من مباراة السبت الماضي، عاد إلى الخلف للضغط على الظهير الأيمن الأيرلندي لفريق إيفرتون شيموس كولمان ثم مضايقة المهاجم الإيطالي مويز كين.
قبل أن ينجح في استخلاص الكرة من لاعب الوسط الآيسلندي غيلفي سيغوردسون عند خط منتصف الملعب ويبدأ هجمة جديدة لمانشستر سيتي في المباراة التي انتهت بفوز الأخير 3-1.
قد يكون رياض محرز أحرز هدف سيتي الثاني من ركلة حرة متقنة في الدقيقة 71 وأسهم في الهدفين الأول والثالث خلال هذا الفوز المهم على فريق إيفرتون، وقدم النجم الجزائري بشكل عام أداءً مثيراً للإعجاب. لكن غوارديولا أشاد بالأداء الدفاعي للاعبه الجزائري.
قال المدرب عقب المباراة: "إنه (محرز) يقدم أداءً رائعاً في هذا الموسم حتى الآن. إحرازه للهدف الثاني وإسهامه في الهدفين الأول والثالث، وخاصةً هدف رحيم ستيرلينغ، والتزامه الدفاعي".
وأضاف: "لقد كان أفضل لاعب في الدوري في إحدى السنوات؛ لذا فهو لاعب استثنائي. أنا سعيد من أجله؛ لأنه يقدم مستوى رائعاً".
على الرغم من إحراز الجناح البرتغالي برناردو سيلفا ثلاثة أهداف في مباراة واتفورد، جلس على مقاعد بدلاء سيتي في ملعب غوديسون بارك، ربما في محاولة لاحتواء الغضب واتهامه بالعنصرية بسبب تغريدته المثيرة للجدل عن زميله بالفريق الفرنسي بنجامين ميندي، ليستغل رياض محرز هذه الفرصة، كما استغل غياب الجناح الألماني ليروي ساني بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي.
في الهدف الأول للسيتي، تجاوز محرز الفرنسي لوكا دين، الظهير الأيسر لإيفرتون، بشكل جميل قبل أن يمرر الكرة لزميله البلجيكي كيفن دي بروين الذي أرسل عرضية رائعة حولها المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس برأسه إلى داخل المرمى.
كذلك، مرر رياض محرز تمريرة متقنة بين قدمي لاعب وسط إيفرتون الإنجليزي فابيان ديلف ضرب بها الدفاع، وكان بإمكان سترلينغ إنهاؤها بشكل أفضل أمام المرمى.
وأشار غوارديولا في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن الشيء الوحيد الذي كان
رياض محرز بحاجة إلى العمل عليه هو أن "يكون أكثر هدوءاً عندما لا يلعب"، إذ لم يتردد اللاعب الجزائري في إبداء غضبه سراً من عدم اللعب بشكل كافٍ. لكن رد فعله تجاه عدم مشاركته في مباراة توتنهام بعد أداء رائع في المباراة الافتتاحية أمام ويستهام كان مثالياً.
ويعتقد غوارديولا أن فوز محرز بكأس الأمم الإفريقية مع الجزائر كان له تأثير بالغ على اللاعب، الذي تسبب هدفه من ركلة حرة في الدقيقة الأخيرة من المباراة قبل النهائية، التي خاضها منتخب بلاده أمام نيجيريا، في تأهل الخضر إلى المباراة النهائية.
وقال غوارديولا: "أعتقد أن كأس الأمم الإفريقية جعلته يؤمن بقدراته. إنه يعرف قدراته، لكنني أعتقد أن الفوز بهذا النوع من الألقاب مع منتخب بلاده يساعده أيضاً. كان أمراً مهماً للغاية بالنسبة له".
وأضاف مدرب برشلونة السابق: "من البداية، عاد محرز إلى سيتي بعد البطولة بعقلية مذهلة. أصبح لديه الشعور بأنه عندما يحصل على الكرة في مكان قريب من منطقة جزاء المنافس، فإنه يمكنه تشكيل خطورة على المرمى. إنه شعور أعتقد أن جميع المتفرجين يمكنهم أن يشعروا به تجاهه؛ لأن لديه موهبة ولديه شيء مميز".
قدم سيتي أداءً جيداً للغاية في أول 25 دقيقة من مباراة إيفرتون، الذي كان يبدو أنه على موعد مع مواجهة عصيبة على أرضه ووسط جماهيره، لكن فريق المدرب البرتغالي ماركو سيلفا لم يستسلم.
وكان غوارديولا في نهاية الأمر مديناً لتألق حارسه البرازيلي إديرسون وبراعة محرز في الهجوم، بعد أن واجه الثنائي الدفاعي المكون من الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي والبرازيلي فيرناندينيو -في ظل إصابة قلبَي الدفاع الفرنسي إيمريك لابورت والإنجليزي جون ستونز- صعوبة في التعامل مع هجمات إيفرتون.
واستقبل إديرسون (8 تسديدات) من إيفرتون أكثر مما استقبله سيتي من أي فريق آخر في الدوري الإنجليزي طوال عهد غوارديولا مع سيتي (3 سنوات حتى الآن).
ونجح الحارس البرازيلي في تصديين رائعين لكرتين رأسيتين من مدافع إيفرتون الكولومبي ييري مينا، وخرج من مرماه بسرعة ليمنع المهاجم الإنجليزي دومينيك كالفيرت ليوين من إحراز الهدف الثاني والتعادل لإيفرتون بعد فترة قصيرة من هدف محرز.
وعلق ريتشارليسون، مهاجم إيفرتون، على أداء مواطنه وزميله بالمنتخب البرازيلي قائلاً: "قدم إديرسون أداءً مذهلاً، وأثبت أنه من أفضل ثلاثة حراس مرمى في العالم. لقد صنع الفارق وكان عنصراً حاسماً في فوز سيتي".