تجدد الجدل المغربي الجزائري في الأيام الماضية، ولكن هذه المرة لم يكن الجدل حول موقف الدولتين من قضية الصحراء المغربية، أو مشاكل الحدود بين البلدين، وإنما على لاعب بوردو الفرنسي ياسين بن رحو الذي اختار اللعب لمنتخب أسود الأطلس بدلاً من الدفاع عن شعار محاربي الصحراء.
ونقلت عدة وسائل إعلامية في الأيام الماضية أن ياسين بن رحو الذي يلعب في خط الوسط حسم أمره وقرر قبول دعوة الجامعة المغربية لكرة القدم لارتداء الزي الأحمر والأخضر الذي يميز منتخب أسود الأطلس.
وكان ياسين بن رحو مؤهلاً للانضمام الى أي من منتخبات الجزائر كون والدته جزائرية، أو المغرب الذي ينتمي له والده، وكذلك منتخب فرنسا باعتبار أن لاعب الوسط الذي يبلغ من العمر 20 عاماً يحمل الجنسية الفرنسية.
وكشفت قناة "علاش تي في" المغربية نقلاً عمن وصفتهم بمصادر خاصة أن صاحب الـ20 عاماً قرر حمل ألوان أسود الأطلس، نزولاً عند رغبة والده.
ومن المتوقع أن يتواجد ياسين بن رحو في معسكر المنتخب المغربي المقرر أن يقام في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والذي يواجه من خلاله كلاً من منتخبي ليبيا والغابون.
ويعد ﺑﻦ ﺭﺣﻮ أحد أهم المواهب الكروية الصاعدة في فرنسا، وسبق أن طالبت وسائل الإعلام الفرنسية بضم اللاعب إلى صفوف منتخب الديوك للاستفادة من قدراته الفنية المميزة.
كما كشفت صحيفة هسبريس المغربية أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تفوقت هذه المرة على نظيرها (الاتحاد الجزائري)، وتمكنت من إقناع اللاعب بالانضمام إلى صفوف المنتخب المغربي الأول، والدفاع عن القميص الوطني في الاستحقاقات الكروية المقبلة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة بها إن الاتحاد الجزائري كان يحاول الاستفادة من خدمات بن رحو، على غرار ما حدث مع إسماعيل بن ناصر، لاعب إيه سي ميلان الإيطالي، الذي كان مرشحاً للدفاع عن ألوان المغرب، غير أن المسؤولين المغاربة تسببوا في تغيير وجهته بعدما اقترحوا عليه اللعب رفقة المنتخب الأوليمبي بدلاً من المنتخب الأول.
وأوضحت المصادر التي تحدثت مع الصحيفة المغربية أن والدة اللاعب الجزائرية حاولت تحفيز ابنها كثيراً لقبول دعوة تمثيل المنتخب الجزائري، غير أن اللاعب فضّل المغرب بعد أن تمكن والده من إقناعه.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه سبق للاتحادين المغربي والجزائري أن تنافسا بقوة من أجل كسب خدمات إسماعيل بن ناصر، لاعب ميلان الإيطالي، الذي اختار في آخر المطاف تمثيل الألوان الجزائرية.
ويعد بن راحو ثاني لاعب محترف يختار اللعب للمغرب بدلاً من الجزائر، حيث سبقه المدافع الشهير مهدي بنعطية لاعب بايرن ميونيخ ويوفنتوس السابق، ومدافع الدحيل القطري حالياً.
واختار بنعطية اللعب للمغرب رغم كون والدته جزائرية، لكنه صرح من قبل بأنه لم يفكر يوماً في اللعب للمنتخب الجزائري، وأنه طول الوقت يشعر بأنه مغربي الهوية.
جدير بالذكر أن الحاج محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية السابق ونائب رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" السابق أيضاً، كان من أوائل المسؤولين في دول المغرب العربي الذين ركزوا على ملف استعادة اللاعبين المولودين في المهجر.
ومنذ أكثر من عقد من الزمان نجح روراوة الذي كان يوصف بالرجل القوي في الكاف، في إقناع أكثر من لاعب بارتداء قميص محاربي الصحراء أبرزهم النجم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، وياسين براهيمي لاعب بورتو، وفوزي غلام ظهير أيسر نابولي الإيطالي، وإسحاق بلفوضيل لاعب بارما السابق.
بعد ذلك سار على نفس النهج مسؤولو الجامعة المغربية للاستفادة من خدمات اللاعبين المغاربة الذين يلعبون في أندية أوروبية ويحملون جنسيات أوروبية لكنهم ينحدرون من أصول مغربية.