وسط أجواء ملبدة بالاستعداد الأمني فيما يبدو، للتعامل مع من ينوون الاستجابة لدعوة المقاول والممثل محمد علي للنزول فيما أطلق عليه مليونية 20 سبتمبر/أيلول، يقام مساء غدٍ الجمعة لقاء القمة الكروية في مصر بين الأهلي بطل الدوري والزمالك بطل الكأس على كأس السوبر المحلي.
اللفتة الطريفة الوحيدة فيما يحيط لقاء القمة أو مباراة الغد التي ستقام على ملعب برج العرب بعيداً عن العاصمة المصرية التي تشهد تعزيزات أمنية غير مسبوقة في الفترة الأخيرة، أن المباراة لا تخص الموسم الذي انتهى قبل أيام بفوز الزمالك على بيراميدز في نهائي كأس مصر، وإنما تخص موسم 2017-2018، أي إنها تقام بعد أكثر من عام وبضعة أشهر على نهاية المسابقتين المحليتين!
غير ذلك علمت "عربي بوست" أن المباراة التي عادة ما تمثل بمفردها عبئاً ثقيلاً على كاهل الأمن المصري، بسبب ما يصاحبها من سجالات قد تصل لحد الشغب، باتت مصدراً للقلق المضاعف هذه المرة، بسبب تزامنها غير المقصود مع دعوة المقاول والممثل المصري محمد علي، صاحب الفيديوهات الشهيرة لما أُطلق عليه مليونية 20 سبتمبر/أيلول.
ومع حالة الطوارئ التي فرضتها وزارة الداخلية المصرية بين ضباطها في جميع المحافظات لمواجهة أي محاولات لخروج متظاهرين يوم الجمعة، أصبح لقاء القمة الذي يجمع الأهلي والزمالك مشكلة غير قابلة للحل.
أول ما فكرت فيه الأجهزة الأمنية تأجيل المباراة لأجل غير مسمى، وهو ما قوبل بالرفض من جهات عليا في الدولة تم استئذانها في قرار التأجيل، لأن ذلك -بحسب وجهة نظرها- سيكون إعلاناً رسمياً من الدولة بالقلق من المظاهرات المحتملة، في وقت يحرص فيه الإعلام الرسمي على إظهار دعوة المقاول المهاجر إلى إسبانيا كأنها لم تتم.
وأمام رفض الجهات السيادية العليا تأجيل المباراة أو إلغاءها، تقرر بالاتفاق مع اللجنة المكلفة إدارة اتحاد كرة القدم المصري بدلاً من المجلس الذي استقال عقب فشل المنتخب الوطني في كأس الأمم الإفريقية الماضية، على تقديم موعد اللقاء من الثامنة إلى السابعة مساء، ليكون ذلك مبرراً أمام مسؤولي ناديي الأهلي والزمالك لتبكير موعد سفر جماهير الفريقين من القاهرة إلى الإسكندرية، لتكون قبل صلاة الجمعة بدلاً من بعدها.
وتهدف تلك الخطوة، حسبما أفادت مصادر أمنية، إلى مواجهة أكثر من احتمال، أوله ضمان عدم اختلاط تلك الجماهير مع أي تجمعات قد تظهر عقب صلاة الجمعة، وثانياً وصول الحافلات إلى الإسكندرية مبكراً؛ ومن ثم عدم وجودها على الطريق بين المدينتين في حال احتاجت الشرطة إغلاقه أو إقامة كمائن متحركة في أكثر من موقع على طول الطريق.
زاد من تفاقم المشكلة موافقة الأمن في وقت سابق، على حضور 10 آلاف مشجع للمباراة لأول مرة في مباراة محلية منذ سنوات، بواقع 5 آلاف مشجع لكل فريق.
وعكفت أجهزة أمنية في الأيام الماضية، مع مسؤولي الناديين على مراجعة كيفية بيع أو توزيع تذاكر المباراة على جماهير كل ناد، لضمان عدم تسلل عناصر من الأولتراس أو شباب مندفع أو غير معروفة خلفياته السياسية إلى داخل ملعب المباراة؛ ومن ثم الإقدام على تصرفات أو الهتاف بعبارات ضد النظام، وهو ما يعقد الأمور خصوصاً أن المباراة يشاهدها الملايين داخل مصر وخارجها.
وتعد مباراة الجمعة المواجهة السادسة بين قطبي الكرة المصرية في بطولة كأس السوبر، حيث يتفوق الأهلي على الزمالك في المواجهات المباشرة ببطولة السوبر، بعدما تُوِّج بـ4 ألقاب على حساب غريمه التقليدي في أعوام 2003 و2008 و2014 و2015.
في المقابل، لم ينجح الزمالك في التتويج بلقب السوبر المصري على الأهلي سوى مرة وحيدة في عام 2016، عندما انتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليتفوق الزمالك بركلات الترجيح 3-1.
وتقابَل الأهلي والزمالك أول مرة في بطولة السوبر عام 2003، وانتهى اللقاء بفوز الفريق الأحمر بركلات الترجيح 3-1 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.
وكانت ثاني المواجهات في عام 2008، وحقق الأهلي اللقب على حساب الزمالك أيضاً ولكن بهدفين نظيفين.
وفي موسم 2014، واصل الأهلي تفوقه على الزمالك في السوبر بعدما تفوق بركلات الترجيح بنتيجة 5-4، عقب انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.
وفي موسم 2015، استمر تفوق الأهلي بنتيجة 3-2، في مباراة أقيمت على ملعب هزاع بن زايد بالإمارات، لأول مرة تقام فيها بطولة السوبر خارج الأراضي المصرية.
وفي عام 2016، على الأراضي الإماراتية أيضاً تفوق الزمالك عندما انتهت المباراة بالتعادل السلبي، ليتفوق الفارس الأبيض بركلات الترجيح 3-1.