في حلقة جديدة من سلسلة ارائه الصادمة في الأيام الماضية أو ربما تكون تبريرا لصداماته المجانية مع نجوم الوسط الرياضي الإنجليزي، اعترف مايكل أوين، لاعب ليفربول ومنتخب إنجلترا السابق، أنه كان قريبا جدا من الطلاق بعد اعتزاله اللعبة. وكشف أوين (39 عاماً) عن توجهه لاستشارة متخصص من أجل حماية زواجه، وأنَّه يعتقد الآن أنَّه زوجٌ وأبٌ نموذجي.
ويقول أوين الأب لأربعة أولاد، إنَّ الأمور تأزمت بعد عامٍ من تقاعده، بعد مسيرة نجوميةٍ شهدت لعبه لأندية ريال مدريد، ومانشستر يونايتد، ونيوكاسل، قبل أن يُنهي مسيرته المهنية باللعب في نادي ستوك سيتي.
وتسبب أوين في سلسلة أزمات مع أشخاص كثر في الأيام الماضية، بعد سلسلة من التصريحات الصادمة التي كشف فيها كرهه لزميله في منتخب إنجلترا ديفيد بيكهام، لأنه خذل إنجلترا في مونديال 1998 حين تلقى بطاقة حمراء بمباراة الأرجنتين أسهمت في خسارة منتخب الأسود الثلاثة وخروجه من المونديال.
كما انتقد مايكل أوين بقسوةٍ، مدربه في نيوكاسل الإنجليزي والمهاجم الفذ السابق آلان شيرار، الذي اتهمه قبل فترة بأنه يلعب لحساب نفسه أكثر مما يلعب لصالح الفريق.
وشرح أوين لصحيفة Daily Mail البريطانية ما حدث معه بقوله: "فوجئت عندما وجدت نفسي أقف على حافة هاويةٍ في عام 2014 وهو ما دفعني إلى السعي للحصول على مساعدةٍ متخصصة. رغم مقاومتي لأيّ نوع من علم النفس خلال مسيرتي المهنية".
ويعترف أوين بأنَّه كان "شخصاً شديد التركيز ومندفعاً للغاية" لدرجة أنَّ "البعض قالوا إنَّهم رأوا في داخلي ظُلمةً باردة. الحقيقة هي أنَّني كنت أثور من الداخل في بعض الأوقات".
وأردف: "في أيام المباريات، لم يجرؤ أحدٌ على أن يُوجِّه كلمةً إلي. ستخبرك لويز زوجتي بذلك. ستخبرك بأنَّها وعائلتي تحمَّلوا نصف ما ألقيته عليهم، واستمروا مع ذلك في دعمي في واحدةٍ من أكثر أمثلة الحب غير المشروط التي أعرفها عمقاً. وتابع مايكل أوين، الذي كان يلقب بالفتى الذهبي في بداية مسيرته الكروية، قائلاً: "لا شك في أنَّ التركيز الهوسي على النجاح دفعني خلال مسيرتي المهنية. فبالإضافة إلى قدراتي في كرة القدم، كانت هذه القوة المظلمة هي ما تقودني إلى النجاحات التي وصلت إليها.
وأشُكُّ في أن أحداً من دوائري القريبة قد يقول إنَّني كنت شخصاً يسهل التعايش معه على الإطلاق. لكن الحقيقة الصادقة أنَّني كنت قلقاً، إذ كنت مايكل أوين الذي يفعل ما يتوجب عليه فعله".
لكن بالتزامن مع صراع أوين ضد الحياة بعد كرة القدم؛ بدأ في الاهتمام بزوجته لويز، التي وقع في غرامها منذ أيام الطفولة.
وقال: "في صيف 2014، بعد عامٍ من التقاعد، وصلت الأمور إلى مرحلةٍ أصبح من الواضح فيها أنَّ العقلية اللعينة للطريقة التي سلكت بها مسيرتي المهنية في كرة القدم لم تكن متماشيةً مع الوضع الطبيعي، ومع الحياة الأسرية. وكما يقولون: يجب تغيير شيءٍ ما".
ويضيف: "كنتُ أتعمَّد أن أكون قاسياً جداً مع لويز في مواضيعٍ أعرف أنها أكثر ما يُثير أعصابها، ومن بينها علاقتها المقربة مع ابنتنا جيما. رغم أنني أحب كليهما من كل قلبي، لكنني كنت أصبُّ غضبي كله على لويز، وأتهمها بقضاء وقتها كله مع أكبر أبنائها، وتجاهل بقية الأطفال. ولم يكن ذلك حقيقياً على الإطلاق".
ويقول أوين، الذي يعمل حالياً محللاً بقنوات BT ،Sport إنَّ الأمور وصلت إلى نقطةٍ كارثية خلال إجازةٍ عائلية، وعندها اضطر إلى طلب مساعدةٍ متخصصة من أجل الحفاظ على علاقته الزوجية، ولجأ إلى طبيب فريق مانشستر يونايتد الذي أخبره بأنّه يحتاج مشورة.
"تضخمت المشكلة إلى أقصى حدٍ في أثناء إجازةٍ بدبي ذلك العام. كنت أنتقد أشياء تافهة، وكنت مزعجاً لكن لم أستطع إيقاف ذلك. وفي حين كنت أحدق في هاويةٍ تدعى الطلاق، اتصلت بستيف ماكنالي، طبيب مانشستر يونايتد وكنت أُقدِّر رأيه للغاية، وكانت وجهة نظره أنَّ علينا استشارة متخصصٍ في أقرب وقت ممكن".
"وبعد عودتنا من دبي بفترة قصيرة، ذهبت أنا ولويز إلى المشورة، وكنا معاً في البداية، وبعدها خضعت أنا لجلسات إضافية بمفردي. وكانت العملية بأكملها ملهمةً. ولم يمر وقتٌ طويل إلا وبدأت في الشعور بأنَّني شخصٌ جديد، كأنَّني أزلت حِملاً ضخماً. لقد احتجت فقط أن أتحدث إلى شخصٍ ما، وأن يُظهِرَ لي ما كان أمامي مباشرة طوال الوقت، إنني أحب زوجتي بعمق، وأحب عائلتي بإخلاص".
واستطرد: "وحالما تصالحت مع هذا الفهم البسيط للغاية، زال عني كل الغضب والاستياء الذي شعرت به وهو يتراكم مع الوقت. وبدأت في الشعور بأنَّ بإمكاني رؤية بقية حياتي بعيونٍ جديدة".
في كتابه الجديد، Reboot، قال أوين إنَّه الآن رجلٌ مختلفٌ تماماً منذ تجربة المشورة، وإنَّه يركز على أن يكون أباً وزوجاً مخلصاً.
وقال: "مع اختفاء فكرة الانفصال عن لويز، وعائلتي، التي غيرت حياتي في 2014؛ فأنا متأكدٌ من أنَّ كل واحدٍ يعرفني سيقول إنَّني الآن شخصٌ مختلفٌ تماماً بأفضل طريقة ممكنة".