حالة ناجحة مقابل 6 حالات فشلت.. أبناء النجوم لا يستطيعون “غالباً” العيش خارج جلابيب آبائهم

من الغريب فعلاً أن يمتد التوريث إلى كرة القدم باعتبارها لعبة تحتاج توافر مجموعة من المقومات المهارية والبدنية، ولا تعترف بأن هذا اللاعب نجل نجم كبير

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/13 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/12 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش

من الغريب فعلاً أن يمتد التوريث إلى كرة القدم ويسعى أبناء النجوم ليكونوا نجوماً بدورهم.. ذلك لان اللعبة تحتاج توافر مجموعة من المقومات المهارية والبدنية، ولا تعترف بأن هذا اللاعب نجل نجم كبير

يسعى أغلب الآباء لتوريث أبنائهم مهنتهم، حيث يلحُّ الأطباء على أبنائهم للالتحاق بكليات الطب، وكذلك المهندسون، كما أن في بلدان العالم الثالث بإمكان رؤساء الدول أيضاً توريث الحكم لأبنائهم مثلما رأينا في دول عربية.

ومؤخراً ظهر شابان ضمن منتخبات بلديهما، أولهما الإيطالي فيدريكو كييزا نجل إنريكو لاعب منتخب إيطاليا في تسعينيات القرن الماضي، والثاني يانيس هاجي نجل جورج هاجي أحد أهم لاعبي كرة القدم في تاريخ رومانيا.

الأداء الذي قدمه اللاعبان أظهر أن الموهبة لا تورث بالفعل، فرغم الجهد المبذول من كليهما فإن ما قدماه لا يرتقي بحال إلى سمعة أبويهما الكبيرة في كرة القدم، والمفارقة أن حالة فيدريدو ويانيس ليست سوى استمرار لحالة أبناء النجوم الذين لم يستطيعوا العيش خارج جلابيب آبائهم، وظلوا مجرد أشباح حاضرة لماضٍ عظيم.

في هذا التقرير نرصد حالات لبعض أبناء النجوم الذين حاولوا السير على خطى آبائهم وحصد نجومية كرة القدم، فنجح قليلون جداً وفشل الأغلبية.

جوردي كرويف:

ربما كان أحد أهم العوامل المؤثرة في فشل تجارب كريف الابن مع كرة القدم، أن أباه لم يكن مجرد لاعب كرة جيد، أو نجم معروف وإنما ارتقى في كثير من كتابات من عاصروه داخل الملاعب إلى درجة الأسطورة.

فقد كان يوهان كرويف المهندس الحقيقي لتكتيك الكرة الشاملة الذي أذهل العالم في سبعينيات القرن الماضي عبر فريق أياكس الهولندي أولاً، ثم منتخب الطواحين بعد ذلك، وفي الحالتين كان كرويف هو المهندس والقائد.

لهذا كانت التوقعات كبيرة جداً وربما أكبر من أن يتحملها جوردي، الشاب الذي وجد نفسه في وسط دائرة الضوء، ورغم أنه لم يكن سيئاً فإنه كذلك لم يكن أسطورياً مثل والده.

ومن برشلونة حيث حفر والده إرثاً كروياً يصعب نسيانه، هرب جوردي إلى مانشستر يونايتد الذي لم يلعب فيه يوهان، ومع ذلك ظل الابن مطارَداً بفكرة أنه نجل الأسطورة الهولندية، ليخفق من جديد وينتقل إلى سيلتا فيغو الإسباني ثم ألافيس، قبل أن ينحدر للعب في الدوري المالطي ومع فريق بالدرجة الثانية في هولندا، حتى اعتزل الكرة غير مأسوف عليه.

باولو مالديني:

هو الاستثناء الوحيد في هذه السلسلة خاصة ان شهرة الابن فاقت بكثير شهرة والده، فالأب تشيزاري كان أحد ألمع مدافعي نادي ميلان في الخمسينيات والستينيات، كما مثل منتخب إيطاليا كلاعب في مونديال عام 1962، قبل أن يقوده كمدرب في مونديال عام 1998.

لكن باولو جمع المجد من كل اطرافه، ويكفي تصنيفه ضمن افضل المدافعين في تاريخ الكرة العالمية، لعب باولو في ميلان الذي يعد الحديقة الخلفية للعائلة، مدة 24 عامًا بين عامي 1985 و2009، حقق خلالها لقب الدوري الإيطالي سبع مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات، كما مثل منتخب إيطاليا في أربعة نسخ لكأس العالم منها نهائي 1994.

أدينيو بيليه:

اسمه الحقيقي أديسون شولبي دو ناسيمنتو، والأخير هو اسم عائلة اللاعب الأشهر في تاريخ كرة القدم بيليه أو إيدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، الذي أبهر العالم حين تفجرت موهبته وهو في السابعة عشرة من عمره بمونديال السويد 1958.

حاول أدينيو في بداية مشواره الكروي أن يعيش خارج جلباب أبيه، المهاجم الذي يفتخر بتسجيله أكثر من 1000 هدف في مسيرته الكروية، فقرر الابن أن يلعب في مركز حراسة المرمى، ليكون هو من يتصدى لأمثال والده.

ورغم محاولات الأب للنفخ في صورة ابنه، فإن مشوار أدينيو الكروي لم يشهد نجاحات تُذكر مع فريق سانتوس البرازيلي الذي لعب له بيليه نفسه، ولم ينضم أدينيو إلى منتخب البرازيل، لكن الأدهى كان في سلوكه المعوجّ، حيث تورط في قضايا غسل أموال وتهريب مخدرات، وهو ما عرَّضه للسجن، وكلَّفه وظيفته كمدرب لنادي موجي ميريم المملوك للنجم السابق ريفالدو في دوري الدرجة الثانية البرازيلي.

إنزو ولوكا زيدان:

لوكا هو الابن الثاني للفرنسي زين الدين زيدان أحد أساطير الكرة الفرنسية ومدرب ريال مدريد الحالي وأحد كبار نجومه في السابق.

الابن الأكبر إنزو حاول لعب كرة القدم غالباً بتأثير من والده، وانخرط في فرق المراحل السِّنية في ريال مدريد، لكنه لم يثبت قدرته على اللعب في الفريق الأول للنادي الملكي، وتم الاستغناء عنه، لينضم إلى صفوف ألافيس في الدوري الإسباني.

لكن مع مشاركتين فقط في الموسم قبل الماضي، كان منطقياً استغناء النادي عن اللاعب، الذي أصر أبوه على منحه اسم شهرة والدته "فيرنانديز" حتى لا يظلمه لقب زيدان، فظلم هو نفسه بتواضع قدراته المهارية، واستقر في فريق لوزان السويسري منذ بداية الموسم الماضي، دون مشاركة في المباريات أو أي أخبار عن تطور وضعه في الفريق.

الحال نفسه تقريباً عاشه لوكا الذي يلعب في مركز حراسة المرمى، ومن أجل إفساح المجال أمامه طاردت الشائعات زيدان بعد عودته لتدريب الريال، أنه يسعى لإبعاد الكوستاريكي نافاس والأوكراني لونين عن الفريق الملكي، لكن في النهاية تمت إعارة لوكا إلى نادي راسينغ سانتاندير.

كاسبر شمايكل:

رغم أن حارس المرمى الدنماركي أحد النماذج الناجحة بعالم الساحرة المستديرة، خصوصاً بعدما أسهم مع زملائه في فوز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عام 2016، في واحدة من معجزات كرة القدم، فإنه مع ذلك تظل مقارنة كاسبر مع والده بيتر حارس مانشستر يونايتد ومنتخب الدنمارك في التسعينيات، في صالح الأب الفائز مع منتخب بلاده بكأس الأمم الأوروبية 1992، ومع اليونايتد بدوري أبطال أوروبا 1999، وهي إنجازات لم يحققها نجله ولا يتطلع غالباً إلى تحقيقها، خصوصاً في عامه الثاني والثلاثين واقترابه من ثم من اعتزال كرة القدم دون أن يترك البصمة نفسها التي تركها والده.

جاستين كلويفرت:

هو نجل المهاجم الهولندي الفذ باتريك كلويفرت مهاجم برشلونة وأياكس والمنتخب الهولندي.

تعلَّم كرة القدم في فرق المراحل السِّنية لنادي أياكس حيث صنع والده مجده الكروي المبكر، ثم انتقل مؤخراً إلى نادي روما في الدوري الإيطالي، لكن لا يزال غير مؤثر في الفريق، خصوصاً أن المدرب رانييري لا يعتمد عليه في التشكيل الأساسي بأغلب المباريات.

ورغم كونه لا يزال في العشرين من عمره، ورغم اختياره ضمن تشكيلة المنتخب الهولندي الذي يدربه رونالد كومان صديق والده، فإن المؤشرات لا توحي بأن جاستين سيكون علامة مؤثرة في الكرة الأوروبية مثلما كان والده.

تحميل المزيد