في كرة القدم هناك مدربون يتمسكون بلاعب معين أو أكثر يفضّلون وجودهم معهم في كل الفرق وأيضاً كل المباريات، "رجال ثقة" كما يسمّون، وهذا بدا منتشراً في الآونة الأخيرة، خاصة مع سبيشال وان جوزيه مورينيو، الذي اصطحب عديداً من اللاعبين معه في كل الفرق التي دربها مثل ريكاردو كارفاليو على سبيل المثال، وكذلك حال كريم بنزيمة في ريال مدريد، ولكن هذه المرة حدثت في برشلونة رفقة المدرب إرنستو فالفيردي الذي يعاني انتقادات عديدة، لتراجع مستوى ونتائج البلوغرانا تحت إمرته الفنية.
والغريب أنه بعد أن ضم كثيراً من لاعبي الوسط طوال الفترة الماضية، يبقى الكرواتي إيفان راكيتيتش رَجله المفضل دائماً في كل المباريات، الجميع يغيبون ويرحلون ويأتون إلا الكرواتي مع فالفيردي، وهو ما جعل الجميع يتساءل عن سر تمسك وإعجاب المدرب الإسباني بالنجم الكرواتي إلى هذا الحد.
ربما يكون لأسباب فنية وخواص يمتلكها مثل أنه يُسدد من بعيد ويُسجل في مباريات الكلاسيكو عادة، أو لكونه يُمثل تماماً نقطة ضعف فالفيردي، وهي الخط الفاصل بين أن تلعب كرة قدم مع ضغط عالٍ وتكون فعّالاً في منطقة الخصم، وأن تكون رغبتك الأولى والأخيرة هي أن تلعب لامتصاص الخصم وضربه في المرتدات، وفالفيردي يُفضل القصة الثانية، يميل إلى لاعب الوسط الأقل جرأة والأكثر تحفظاً.
في سوق الانتقالات الأخيرة وضع برشلونة راكيتيتش على قائمة المغادرين، وحاول إدخاله في صفقة نيمار، لكن الأخير رفض ذلك بشكل قاطع، ومن هنا بقي برشلونة مع مجموعة كبيرة من لاعبي الوسط: دي يونغ، وبوسكيتس، وآرثر، وفيدال، وريكي بويغ، وألينيا وروبرتو، وتكمن المشكلة الأساسية أن 4 من هؤلاء اللاعبين يحتاجون مزيداً من الوقت للتكيُّف مع الفريق.
لا يريد حرق الشباب
في الموسم الماضي لعب راكيتيتش 2643 دقيقة، في حين لم يتجاوز عدد الدقائق التي حصل عليها آرثر وألينيا وبويغ معاً 2229 دقيقة، ومع اتساع حلقة المداورة حالياً، لا شك في أن راكيتيش الذي يعشقه فالفيردي فنياً، لا يمكن أن يكون خياراً أساسياً بعد الآن، ولا أن يكون خياراً من الأساس وإلا فإن أشياء كثيرة لن تتغير في الفريق الكتالوني، أبرزها أنه سيُضرَب عند كل مفرق بالمرتدات.
التوليفة المثالية
في مباراة أوساسونا ظهر واحد من أفضل خطوط الوسط لبرشلونة منذ فترة طويلة، وذلك حين لعب بوسكيتس ودي يونغ ودخل آرثر في الشوط الثاني، ولعل ما قدمه آرثر في الوقت الذي دخل فيه قدَّم حلاً استثنائياً لفالفيردي يسمح بشطب راكيتيتش من معادلة الفريق بالكامل.
ففي 37 دقيقة سجَّل هدفاً، وقام بتمريرتين مفتاحيتين وخلق فرصة كبيرة، وكانت دقة تمريراته 96%، وقام بـ4 مراوغات صحيحة وفاز بـ6 ثنائيات، ولم يكتفِ آرثر بهذا فقط، بل فرض إيقاعاً جديداً في المباراة بمجرد دخوله، وهو تحديداً ما كان ينقص برشلونة، الذي وإن استحوذ بنسبة 76% في الشوط الأول من المباراة فقد افتقد عنصراً أساسياً مع غياب الضغط العالي الذي قدمه أمام بيتيس، ويتمثل هذا العنصر بصانع اللعب في الثلث الأخير والقادر على رفع الإيقاع.
يعد الوسط الأفضل لبرشلونة أن يكون آرثر أعلى الملعب، في حين يعمل دي يونغ بالقرب من بوسكيتس، وليس في مركز متقدم كما استخدمه فالفيردي في المباريات الثلاث الأولى.