صدمة عنيفة تلقاها اللاعب الألماني إيمري كان، لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي، باستبعاده من قائمة البيانكونيري المشاركة في دوري أبطال أوروبا لصالح اللاعبين الجُدد الذين تعاقد معهم النادي في الميركاتو الصيفي الأخير مثل آرون رامسي وأدريان رابيو.
صدمة إيمري كان الذي انتقل إلى يوفنتوس صيف 2017 قادماً من ليفربول الإنجليزي في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع الريدز، سببها أن المدرب الجديد لفريق السيدة العجوز، الإيطالي ماوريسيو ساري، كان قد وعده قبل فترة بسيطة بأن يعتمد عليه بشكل أكبر في الموسم الجديد، وهو ما فسّره اللاعب بأنه سيشغل مركزاً اساسياً في الفريق.
لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً، فلم يكتفِ ساري باستبعاده من التشكيل الأساسي والاكتفاء بمنحه بضع دقائق في بعض المباريات، مثلما كان حال الدولي الألماني السابق مع يوفنتوس في الموسمين الماضيين، وإنما أكمل المدرب الإيطالي مفاجآته للاعبه باستبعاده من القائمة الأوروبية، وهو ما يعني في أدبيات لاعبي الكرة أنه بات مصنفاً كلاعب من الدرجة الثانية، أو لاعباً عند الطلب.
أزمة إيمري كان أعادت إلى الأذهان قصص 3 نجوم آخرين تركوا فرقهم سعياً وراء أدوار أكبر في فرقهم الجديدة، أو طلباً للفوز بالألقاب والبطولات، لكنهم لم يجنوا من انتقالهم، كما ذكرت صحيفة Mirror البريطانية، سوى الفشل الذريع والإحباط، ليؤكدوا صحة الحكمة العربية القديمة التي تقول إن من غادر داره قلّ مقداره، وللمصادفة فإن اثنين منهم بجانب إيمري كانوا من فريق ليفربول.
كوتينيو
لاعب الوسط البرازيلي عاش ما يمكن وصفه بأجمل سنوات عمره في جنبات الأنفيلد رود، منذ انتقاله لصفوف الريدز صيف عام 2013 قادماً من نادي فاسكو دا غاما البرازيلي.
وخلال 5 مواسم لعبها كوتينيو مرتدياً قميص ليفربول، نجح في أن يصنع لنفسه شعبية هائلة في المدينة الصناعية الإنجليزية، وبات واحداً من أيقونات الفريق الأحمر ومعشوق الجماهير.
لكن كوتينيو ظل دائماً يعاني من مشكلة هي عدم الفوز بالبطولات الكبيرة مع ليفربول، حيث أخفق الفريق في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990، ولم يفز طوال الفترة التي لعب فيها كوتينيو بأي لقب محلي أو قاري.
هذا الجدب في الألقاب دفع الساحر الصغير -كما يطلق عليه- لهجرة أنفيلد رود ملبياً نداء برشلونة في يناير/كانون الثاني من عام 2018، متجاهلاً نصيحة مدربه الألماني يورغن كلوب الذي قال له إنه لن ينجح مع البلوغرانا مثلما يمكن أن يفعل في أنفيلد، وأن جماهير ليفربول ستصنع له تمثالاً أمام الملعب.
بالفعل لم يوفق كوتينيو في برشلونة، وظل هدفاً لهتافات الجماهير طوال موسم ونصف موسم ارتدى خلالها قميص البارسا، لدرجة أن ميسي قائد الفريق وملهمه اضطر خلال مباراة ليفربول في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا النسخة الماضية للتوجه للجماهير ومطالبتها بعدم الهتاف ضد كوتينيو.
ولم تنتهِ قصة فشل البرازيلي سوى بالرحيل عن كامب نو إلى بايرن ميونيخ على سبيل الإعارة بعدما فشل في الحصول على عرض للشراء الكامل يعوّض البارسا عن المبلغ الذي دفعه النادي للتعاقد مع كوتينيو والذي بلغ 129 مليون يورو بخلاف الحوافز.
نيمار
في صيف عام 2017 صنع البرازيلي نيمار الحدث برحيله الصاخب عن برشلونة قاصداً باريس سان جيرمان مقابل دفع الشرط الجزائي في عقده البارسا والذي قدر بـ 222 مليون يورو، ما جعله أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حتى الآن.
في ذلك الوقت برر نيمار رحيله غير المتوقع بأنه لا يريد أن يبقى ظلاً لميسي في برشلونة، ويبحث عن أن يصبح النجم الأول للفريق الفرنسي.
لكن خلال موسمين لم يصبح نيمار نجماً أول لباريس سان جيرمان، وإنما على العكس تماماً تحول إلى عدو لجماهير نادي العاصمة الفرنسية التي رأت فيه لاعباً مستهتراً وغير مقدّر لقيمة النادي الذي دفع فيه ذلك المبلغ الخرافي.
كما فشل نيمار في قيادة البي إس جي للألقاب الأوروبية، حيث غاب عن مباريات فريقه في دوري الأبطال في الأدوار الحاسمة بسبب الإصابات، وتحولت حياة النجم البرازيلي إلى جحيم حقيقي في باريس.
فرناندو توريس
عند انتقاله من أنفيلد رود إلى العاصمة البريطانية لندن للانضمام لصفوف فريق تشيلسي عام 2011 مقابل 50 مليون جنيه إسترليني في ذلك الوقت، توقع كثيرون أن يستمر توهج الدولي الإسباني مع فريقه الجديد مثلما كان عليه الحال مع ليفربول.
لكن ما حدث أن بريق توريس تلاشى نهائياً في المواسم الثلاثة التي قضاها الولد الشقي في ستامفورد بريدج، لدرجة أنه لم يسجل في 110 مباريات لعبها بقميص البلوز سوى 20 هدفاً، وهو أقل معدل تهديفي له في مسيرته الكروية، وهو إخفاق دفع مسؤولي النادي الإنجليزي لإعارته إلى ميلان الإيطالي في موسم 205/2016.
ورغم عودة توريس لاحقاً إلى ناديه الأول أتلتيكو مدريد، لكن الزمان لم يعد هو الزمان، حيث ظهر نجوم جدد وأصبح توريس صديقاً لدكة البدلاء حتى انتهى به المطاف لاعباً في فريق ساغان توسو الياباني المغمور.