مثل شعر شمشون.. ابتسامة أليكسيس سانشيز سر نجاحه وسبب إخفاقه في مانشستر يونايتد

ماذا حلَّ بأليكسيس سانشيز الذي تشبه الابتسامة بالنسبة له شعر شمشون الذي يستمد منه قوته الجبّارة؟! هذا هو السؤال الذي يطرح منذ انضمام أليكسيس إلى مانشستر يونايتد

عربي بوست
تم النشر: 2019/09/03 الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/03 الساعة 14:12 بتوقيت غرينتش

بعد انتقاله رسمياً إلى نادي إنتر ميلان الإيطالي، يتطلَّع مشجعو كرة القدم في تشيلي إلى طفلهم المدلل، أو المعجزة كما يحبون أن يلقّبوا المهاجم أليكسيس سانشيز، ليعرفوا إن كانت فترة خسوفه في مانشستر يونايتد عارضة بسبب فقدانه القدرة على الابتسام، أم أنها كانت بداية النهاية لمشواره الكروي الحافل؟!

ماذا حلَّ بهذا الفتى المبتسم السعيد، الذي تشبه الابتسامة بالنسبة له شعر شمشون الذي يستمد منه قوته الجبّارة؟! هذا هو السؤال الذي يطرحه كل مشجع في تشيلي منذ انضمام أليكسيس إلى مانشستر يونايتد، في يناير/كانون الثاني من العام الماضي 2018، والذي حاولت الإجابة عنه صحيفة The Guardian البريطانية.

أليكسيس سانشيز

فبعدما قضى اللاعب فترةً رائعةً مع فريق أرسنال، حيث كان يُمنح حرية التصرُّف بالكرة حين تصل إليه، عانى سانشيز في تجربته مع مانشستر يونايتد. رغم أنه انتقل إلى الشياطين الحُمر للمنافسة على البطولات والفوز بالألقاب، لكنَّ المطاف انتهى به إلى فقدان جوهره الحقيقي.

فبعد انتقاله إلى مانشستر يونايتد، لعب سانشيز أولاً تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ثم المدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير. 

والمفارقة أن كلا المدربين رغم اختلاف شخصيتهما طلبا منه تأدية المزيد من الأدوار الكريهة، مثل الركض وراء المدافعين، أو اللعب في مركز الجناح الذي لا يحبه، لكن يبدو أنَّه لا يتمتَّع بهذه المهام إذا لم يُسمح له بالتعبير عن نفسه بطُرُقِه الطبيعية المرحة.

أليكسيس سانشيز

يُذكَر أنَّ سانشيز لعب للمرة الأولى مع فريق كوبريلوا التشيلي، حين كان يبلغ من العمر 16 عاماً، واضطر إلى أن ينضج بوتيرةٍ أسرع من اللازم. وربما يكون هذا قد أخفى بداخله شخصيته الطفولية، التي كانت بحاجةٍ إلى رعاية ومحبة. 

وقد يكون هذا هو السبب في أنَّه مغرمٌ جداً بكلبيه، أتوم وهامبر؛ فالحيوانات لا تعرف شيئاً عن مشكلات حياة الناضجين، وتستقبل أصحابها دائماً عند باب المنزل بسعادةٍ واشتياق. 

المدرب الإسباني بيب غوارديولا أدرك ذلك جيداً، فمنذ عدة سنوات، حين كان بيب مدرباً لفريق برشلونة وبَّخ سانشيز بعد إصابة اللاعب في الدقيقة الأخيرة من إحدى المباريات، مثل والد يوبِّخ ابنه الذي كسر شيئاً في المنزل، لكنَّ غوارديولا كان يعرف كذلك كيف يتعامل مع روح سانشيز الطفولية، ويجعله يشعر بأنَّه محبوبٌ ومطمئن. 

تجدر الإشارة إلى أنَّ سانشيز أو "الطفل المعجزة" كما يُطلق عليه في تشيلي، مع أنَّ عمره بلغ 30 عاماً تقريباً، جاء من بيئةٍ سيئة، وفعل كل ما بوسعه لمنح أسرته حياة أفضل، ولعل هذا هو أفضل مثال على كيفية استجابته للتحديات الكبيرة. 

كذلك لم يرفّ له جفنٌ حتى قبل تسجيل ركلة الترجيح الحاسمة على طريقة بانينكا في مباراة منتخب بلاده ضد نظيره الأرجنتيني في نهائي بطولة كوبا أمريكا عام 2015، فهو يعرف كيف يتعامل مع الضغط حين تكون الكرة بحوزته، ويلعب ببساطة كما لو كان في الملعب الترابي بمدينة توكوبيلا.

أليكسيس سانشيز

في شهر مايو/أيار الماضي، أصدر سانشيز فيلماً يحكي سيرته الذاتية في تشيلي. ويحمل الفيلم عنوان Mi Amigo Alexis أو "صديقي أليكسيس"، ويعرض بداياته حين كان طفلاً مبتسماً دائماً، يركل كرة في ملعبٍ ترابيٍّ في مسقط رأسه بمدينة توكوبيلا في شمال تشيلي، إذ كان مثل شخصية جوكر الخيالية، يحمل ابتسامةً دائمة على وجهه.

بالنسبة له، لا يمكن أن يكون الوضع الجديد في إيطاليا أسوأ ممَّا كان عليه في مانشستر؛ إذ سيحظى في فريقه الجديد إنتر ميلان بزملاء من أمريكا الجنوبية، لمساعدته على الاستقرار (مع أنَّ نادي مانشستر كان يضم لاعبين من أمريكا الجنوبية أيضاً).

كما أن هناك المدرب أنطونيو كونتي، الذي كان يريده دائماً. أي أنَّ الكرة الآن صارت في ملعب سانشيز ليُعيد اكتشاف الفتى المبتسم داخل طيّات نفسه.

تحميل المزيد