كشفت وسائل الإعلام الإسبانية أن اجتماع قمة عُقد في الإمارة الفرنسية موناكو بين رئيسَي برشلونة جوزيب ماريا بارتوميو وباريس سان جيرمان ناصر الخليفي، لحسم صفقة إعادة البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى النادي الكتالوني قبل موعد إغلاق الميركاتو الصيفي مساء الإثنين الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.
وذكرت صحيفة Marca الإسبانية أن الاجتماع المرتقب الذي لم يُكشف عن أي تفاصيل حوله، يمكن أن يحسم أمر الصفقة بشكل نهائي، رغم الأنباء التي سبق تسريبها صباح الخميس 29 أغسطس/آب 2019، حول رفض النادي الفرنسي عرض برشلونة الذي تقدم به مندوبوه يوم الثلاثاء الماضي.
ويعد الاجتماع الذي يُعقد على هامش وجود الرئيسين في الإمارة الفرنسية، لحضور قرعة مرحلة المجموعات لدوري أبطال أوروبا والتي تجري الخميس، هو الأول من نوعه على هذا المستوى، في ظل تقارير متعددة طوال الفترة الماضية عن سوء علاقة الناديين، منذ الانتقال الصاخب للجناح البرازيلي إلى باريس سان جيرمان قبل موسمين، دون موافقة إدارة برشلونة اعتماداً على دفع الشرط الجزائي في عقد نيمار والذي بلغ 222 مليون يورو.
ورغم التسريبات الكثيرة حول رفض النادي الفرنسي فكرة تضمين لاعبين من برشلونة في الصفقة مقابل تخفيض المبلغ المالي، وكذلك إصرار وكيل أعمال اللاعب الفرنسي عثمان ديمبيلي على أنه لن يرحل عن برشلونة، فقد ذكرت الأنباء الواردة من موناكو أنه من المتوقع أن يعرض بارتوميو على الخليفي لاعبين مع مبلغ مناسب، وسط تكهنات بأن يقبل الخليفي العرض هذه المرة، لرغبته في إغلاق ملف نيمار بشكل نهائي، بسبب آثاره السيئة على تركيز بقية لاعبي حامل لقب الدوري الفرنسي.
وطرحت Marca أسماء 4 لاعبين يمكنهم أن يحلوا الانسداد الواضح في مفاوضات إتمام صفقة استعادة نيمار، حيث ذكرت الى جانب ديمبيلي وراكيتيتش اللذين تردد اسميهما كثيراً طوال المفاوضات، لاعبين جديدين هما الدولي البرازيلي أرتور ميلو، والناشئ جين كلير توديبو.
ويمكن أن يشكل أرتور ميلو إغراء جيداً للنادي الفرنسي، الذي يبحث عن لاعب وسط بمواصفات هجومية، لتعويض رحيل لاعبه رابيو الى يوفنتوس، خصوصاً أن البرازيلي الموهوب لا يزال صغير السن، لكنه لا يحظى بثقة المدرب أرنستو فالفيردي، الذي نادراً ما يعتمد عليه ضمن التشكيل الأساسي للبلوغرانا.
وكانت شبكة "RMC Sport" قد أفادت في وقت سابق من اليوم، بأن إدارة باريس سان جيرمان قررت ممارسة مزيد من الضغوط على برشلونة في المفاوضات بشأن انتقال نيمار، بعدما رفضت عرض النادي الكتالوني الذي يتضمن مبلغاً مالياً ولاعبين، وجددت تأكيد أنها لن تتخلى عن اللاعب إلا بدفع القيمة التي يطلبها مقابل الاستغناء عن المهاجم البرازيلي.
وأضافت الشبكة الإسبانية نقلاً عن مصدر من نادي العاصمة الفرنسية، أن مسؤولي البارسا يعرفون ما يريده سان جيرمان من البداية، و "ما زالوا بعيدين حتى الآن".
وأوضح أنه مع الأخذ في الاعتبار أن فترة الانتقالات ستنتهي الإثنين المقبل، فإن باريس سان جيرمان ليس لديه وقت حرفياً لإبرام اتفاقين مع اللاعبين المقترحين من قِبل البارسا مقابل نيمار (27 عاماً).
فهذان اللاعبان، وبالأخص الفرنسي عثمان ديمبيلي، لا يريدان الرحيل عن صفوف برشلونة.
ومن ثم أصبحت الرسالة الموجهة إلى برشلونة الآن: إما أن يدفع المبلغ المطلوب من النادي الفرنسي، وإلا فسيبقى البرازيلي بصفوف الـ "بي إس جي"؛ فعقده ما زال ممتداً ثلاثة مواسم أخرى.
وكانت ردود الفعل الأولى في باريس لدى تلقِّي مقترح البلوغرانا تتسم بتفاؤل حذر، ولكن مع علامة استفهام كبيرة بخصوص ديمبلي (22 عاماً).
ووفقاً لما ذكرته الصحافة الفرنسية، فقد عرض برشلونة دفع 130-140 مليون يورو مع الاستغناء عن لاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش (31 عاماً)، واللاعب الشاب توديبو، وكذلك إعارة الجناح الفرنسي الدولي عثمان ديمبيلي مدة موسم، مقابل الحصول على نيمار.
وقُدرت القيمة الإجمالية لهذا العرض بـ200 مليون يورو، وهو ما يقترب من مبلغ 222 مليوناً الذي دفعه باريس سان جيرمان في صفقة انتقال قياسية عام 2017.
لكن في خطوة يمكن أن تؤدي إلى حلحلة الموقف المعقد، كشفت صحيفة Mirror البريطانية أن الألماني توماس توخيل، مدرب باريس سان جيرمان، بادر باتخاذ خطوة مهمة بالاتصال بالجناح الفرنسي الشاب الذي يعرفه جيداً منذ أن لعب تحت قيادته في بروسيا دورتموند موسم 2016-2017. ولم تستبعد الصحيفة البريطانية أن تسهم المكالمة الهاتفية التي جرت أمس الأربعاء 28 أغسطس/آب، بين المدرب واللاعب الفرنسي، في كسر الجمود بموقف ديمبيلي الذي كان ملتزماً رفض مناقشة أي فكرة تقضي برحيله عن البارسا.