يبدو أن مصير أحد الأندية الإنجليزية العريقة انحصر بين شقّي رحى، إما أن يشتريه أحد الأثرياء لينقذه، مثل الحال مع أندية مانشستر سيتي وأستون فيلا وشيفيلد يونايتد، أو أن يُترك للمصير المجهول والصعب؛ الإفلاس، وهو ما أطلقت عليه الصحافة الإنجليزية مصطلح "الشبح الملعون"، وهو أخطر الأمور على تلك الأندية العريقة في الكرة الإنجليزية.
نادي بوري الإنجليزي العريق أُوصدت أبوابه بشكل نهائي بسبب تراكم الديون عليه، وأشهر إفلاسه، بعد 134 عاماً من اللعب في الكرة الإنجليزية، فلم يشفع تاريخه الكبير ولا أمجاده السابقة له من هذا الغلق، وبات أمراً واقعاً مريراً على كل محبيه.
بوري الذي تُوج بلقب الدوري الإنجليزي عام 1894 وفاز مرتين بكأس الاتحاد الإنجليزي عامي 1900 و1903، كان يلعب في الدرجة الثانية بإنجلترا في المواسم الأخيرة، وتم إغلاقه، واستُبعد من المسابقة هذا الموسم، بعد فشله في إيجاد مستثمر جديد يُنقذه من ديونه التي أدت إلى خصم 12 نقطة من رصيده مع بداية الموسم.
ليصبح بذلك نادي بوري هو النادي الأول الذي يتم غلقه، بسبب إفلاسه، في الكرة الإنجليزية، منذ نادي ميدستون في 1992، ليستكمل الدوري الإنجليزي الدرجة الثانية بـ23 فريقاً فقط، على أن يهبط 3 فرق إلى الدرجة الأدنى بدلاً من 4.
وكشفت BBC البريطانية، أنه عندما وصلت أخبار إغلاق النادي إلى الملعب الخاص به، بدأ عدد كبير من الجماهير في البكاء بشكل كبير، إما أملاً في المساعدة، أو لعدم التصديق، الجماهير ابتعدت بعينين تملأهما الدموع، والبعض الآخر جلس على الأرض (غير مصدق).
فيما قال ديبي غيفانز، المدير التنفيذي لدوري البطولة الإنجليزية (EFL) "إنه واحد من أسود الأيام في تاريخ الدوري.. أتفهّم حقيقة أنه سيكون هناك غضب كبير ووقت مروع من جانب لاعبي النادي والعاملين فيه وجماهيره، وعلى نطاق أوسع كذلك" .
وكانت رابطة دوري البطولة الإنجليزية قد منعت النادي من لعب أول 6 مباريات في المسابقة، إلى حين إيجاد دليل قوي على قدرتهم على دفع ديونهم والحصول على تمويل جيد لاستمرار موسمهم، ولكن مع عدم مقدرة النادي على اتخاذ خطوة فعلية تُصلح من موقفه المتهاوي أعلنت الرابطة استبعاد النادي "مع ندم عميق على ذلك"، بحسب البيان.
وبذلك أصبح بوري، الذي تأسَّس عام 1885، أول نادٍ في تاريخ الكرة الإنجليزية يتوج بكأس الاتحاد ثم يتم إغلاقه بسبب الديون.