قبل أيام قليلة من إغلاق الميركاتو الصيفي في معظم دول أوروبا، لا تزال هناك العديد من المعضلات غير المحلولة على مائدة النرويجي أولي غونار سولسكاير، المدير الفني للشياطين الحمر، تهدد الفريق بمزيد من الانهيار الفني والنفسي خلال الجولات المقبلة.
وبدأ اليونايتد الموسم الجديد كأفضل ما يكون، بالفوز برباعية نظيفة على تشيلسي المجدد، بقيادة مدربه الشاب فرانك لامبارد، لكن الريد ديفلز سرعان ما عادوا إلى هوايتهم بإهدار النقاط في المواسم الماضية، عبر التعادل مع ولفر هامبتون وولفز بهدف لمثله، قبل السقوط المدوّي في الأولد ترادفورد أمام كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف.
صحيفة Mirror البريطانية ذكرت أن سولسكاير أنفق في الميركاتو الصيفي، الذي أغلق في إنجلترا في السابع من أغسطس/آب الحالي، قبل بداية الموسم الجديد، ما يوازي 150 مليون يورو فقط، أكثر من نصفهم (95 مليوناً) على التعاقد مع مدافع ليستر سيتي السابق هاري ماغواير، ومعه الظهير الأيمن وان بيساكا، والمهاجم الشاب دانييل جيمس.
وقالت الصحيفة إن المدرب النرويجي يواجه في الفترة الحالية 3 معضلات مهمة، يحتاج لحسمها بشكل سريع في الساعات المقبلة، قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا، في الثاني من سبتمبر/أيلول المقبل، حتى يساعد فريقه على الاستقرار، ويبتعد عن شبح الانهيار الفني الذي بات يلوح بشدة أمام جماهير النادي الأكثر تتويجاً بالدوري الإنجليزي في تاريخه.
الرقم 9
أولى تلك المعضلات هو مركز قلب الهجوم، أو اللاعب الذي يشغل المركز رقم 9 الذي رحل عنه البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إنتر ميلان الإيطالي، دون أن يتعاقد سولسكاير مع بديل له.
ويفضل النرويجي الاعتماد على ماركوس راشفورد، والفرنسي أنتوني مارتيال في هذا المركز، رغم أنهما غير معتادين على شغله، لكن سولسكاير يراهن على تكرار التغيير الفني الذي قام به السير اليكس فيرغسون قبل 13 عاماً، مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، وقت أن كان يلعب مع اليونايتد.
في ذلك الوقت تخلى فيرغسون عن مهاجمه الهولندي الفذ رود فان نيستلروي، ومنح الفرصة للبرتغالي الشاب ليشغل مركز قلب الهجوم الصريح، وهو ما رفع المعدل التهديفي لرونالدو بشكل مذهل.
لكن إصابة مارتيال جدَّدت المخاوف من أن يطول غيابه، خاصة أنه خلال الموسمين الماضيين قضى في العيادة الطبية وقتاً أطول بكثير مما قضاه داخل أرض الملعب، وبالتالي لم يعد سولسكاير يملك سوى راشفورد دون بديل، وهو أمر غير مقبول لفريق يسعى بجدية لدخول المربع الذهبي في الموسم الجديد، والعودة من جديد لدوري أبطال أوروبا.
سانشيز الحائر
المعضلة الثانية تتعلق باللاعب التشيلي اليكسيس سانشيز، الذي تعاقد معه جوزيه مورينيو حينما كان مدرباً لليونايتد قبل موسمين، ومنحه أعلى أجر بين لاعبي الفريق، دون أن يستفيد منه بأي شيء في المقابل.
وخلال الصيف الذي شارف على الانتهاء، انتشرت الأخبار بأن المدرب النرويجي لا يريد سانشيز في الفريق، وربطته تقارير عديدة بالانتقال إلى أندية مختلفة، آخرها إنتر ميلان الإيطالي، ليلحق بزميله السابق لوكاكو هناك.
لكن مرت الأيام ولم يُحسم موقف سانشيز حتى الآن، ففي الأسبوع الماضي كان في مدينة ميلان الإيطالية لإجراء الكشف الطبي، تمهيداً للانتقال إلى النيراتزوري، ثم في الأسبوع الحالي عاد اللاعب إلى مجمع كارينغتون، الذي يُجري فريق مانشستر يونايتد تدريباته فيه.
بالتأكيد وضع سانشيز غير المستقر يمنح بقية اللاعبين دافعاً كبيراً للتشتت وفقدان الحماس، فلا هو يفيد الفريق ولا يتوقف عن تقاضي راتب أسبوعي يفوق بكثير ما يتقاضاه أهم نجوم الفريق.
وتسربت أخبار من داخل النادي الإنجليزي العريق، تقول إن سولسكاير أبلغ إدارة مانشستر يونايتد برغبته في بقاء سانشيز، خصوصاً في ظل إصابة مارتيال وعدم التيقن من موعد عودته، وكذلك لعدم وجود مهاجم صريح للفريق، حيث أخفق جيسي لينغارد في إثبات جدارته باللعب أساسياً، مع التباين الشديد في مستواه بين مباراة وأخرى، كما أن دانييل جيمس لا يزال صغيراً قليل الخبرة.
اللاعب المختفي
المعضلة الثالثة تتعلق بوضع لاعب الوسط الصربي نيمانيا ماتيتش، الذي كان اللاعب المفضل في محور الوسط الدفاعي أيام البرتغالي مورينيو، لكنه منذ قدوم سولسكاير اختفى، لدرجة أن كثيرين من مشجعي اليونايتد لا يعرفون إن كان لا يزال في قائمة الفريق أم غادر النادي.
وتفيد التقارير القادمة من إنجلترا أن اللاعب الصربي ملَّ طول البقاء على مقاعد البدلاء، ويريد التحدث مع المدرب النرويجي في أسرع وقت لحسم موقفه، والرحيل عن أولد ترادفورد، إذا استمرَّ سولسكاير في تجاهله لصالح الاسكتلندي الشاب ماكتوميناي.