لا يعرف القاصي والداني من جماهير مانشستر يونايتد ما الحل لعودة الفريق لسابق عهده المثمر كما كان قبل 6 سنوات من الآن، فبعد اعتزال السير أليكس فيرغسون المدرب الأسطوري للفريق غابت شمس التألق والبطولات الكبرى عن الفريق باستثناء بطولة الدوري الأوروبي مع البرتغالي المتمرس جوزيه مورينيو، فتعاقب المدربين الكبار والصغار وجاء ورحل عديد النجوم العالمية، ولم يعد المان يو كما كان مع السير، حتى جاء ابنه البار النرويجي أولي غونار سولسكاير منتصف الموسم الماضي وقدم مستويات جيدة.
وتوقع الكثيرون عودة لمعان اليونايتد واستعادته لبريقه مع إقصائه لباريس سان جيرمان الفرنسي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتراجع كل هذا التألق ويعود الفريق لنتائجه المخيبة وينهي المسابقة في المركز السادس، ومع بداية الميركاتو الصيفي ابتهج المشجعون مرة أخرى بصفقات مدوية أبرزها ضم هاري ماغواير من ليستر سيتي كأغلى مدافع في التاريخ، والظهير الأيمن وان بيساكا المتألق بالمواسم الأخيرة.
ومع انطلاقة ولا أروع بالفوز على تشيلسي برباعية نظيفة في أولد ترافورد، توقع الأغلبية عودة يونايتد السير من جديد مع أحد أبناء جيله الذهبي سولسكاير، ولكن عادة المان يو غلبت كل تلك التوقعات، ليعود الفريق لدوامة النتائج الضعيفة من جديد أمام منافسين ليسوا بالأقوياء، لتتكرس العقدة لجماهير الفريق الأحمر الشهير ويتسرب لهم اليأس والإحباط من جديد بعد كل بداية جيدة.
ولذلك نرصد في السطور القادمة، أبرز العوامل التي أدت لذلك التراجع بالتعادل 1-1 مع ولفرهامبتون ثم الخسارة على أرضه من كريستال بالاس 1-2، ومتوقع أن تسبب أزمة للفريق في قادم المواعيد.
بوغبا بلا روح وفائدة
وضح للجميع رغبة الفرنسي بول بوغبا في الرحيل عن الفريق صوب ريال مدريد هذا الصيف، ولكن مع إصرار يونايتد على بقائه ورفض العروض لضمه، أحبط اللاعب وقدم مستوى ومردوداً ضعيفاً للغاية في آخر مباراتين وكان سبباً رئيسياً في فقدان اليونايتد لنقاطهما، فأضاع ركلة جزاء أمام ولفز كادت تهدي الفوز للمان يو.
وقدم مستوى سيئاً للغاية أمام بالاس وكان سبباً رئيسياً في هدف الفوز لهم بخطأ ساذج في منتصف الملعب تحول لهجمة مرتدة وهدف الفوز بكريستال في آخر دقائق المباراة، بول يلعب بدون روح ولا يقدم أي فائدة للفريق وكأنه يقول اتركوني أرحل وبات يمثل عبئاً على الفريق لا يد عون له.
انسجام مفقود
كون سولسكاير تشكيلته بناء على قناعاته الخاصة وأيضاً رحيل نجوم مثل لوكاكو وسانشيز إلى الإنتر، وظهر الفريق جيداً في خلق الفرص في أغلب الأشواط الأولى لكافة مبارياته، ولكن دون وجود مهاجم صريح يحول تلك الفرص لأهداف، فمارتيال وراشفورد لا يلعبان بهذا المركز ويضطر للعب بأحدهما فيه فيظهر بمستوى أقل من إمكانياته، الفريق تحسن دفاعياً بالصفقتين الجديدتين ولكن مشاكل نصف الملعب والهجوم واضحة وثغرة في صفوف الفريق، ما يؤدي لعدم وجود انسجام وتناغم بين الخطوط ويظهر كل خط في وادٍ منفصل وبالتالي ضياع وحدة الفريق وقوته وهويته أيضاً.
دكة ضعيفة
بعد التفريط في نجمين مؤثرين في هجوم الفريق، لم يضم أولي سوى جيمز من سوانزي في هذا الشق، ومع تراجع مستوى لينجارد وماتا الذي يبقى على دكة البدلاء، لا يجد سولسكاير أحداً بجانبه قادراً على تغيير واقع المباراة إذا احتاج له، سوى الشابين غرينوود وأندريس بيريرا، فأصبحت دكة يونايتد فارغة من الأسماء الكبيرة القادرة على تحويل دفة المباريات لصالح الفريق، وبالتالي غياب العون والإمداد في الشوط الثاني وبالتالي تراجع الأداء مع انخفاض المستوى البدني، وهو ما جعله يبدأ أول تغيير بالفريق عادة بعد الدقيقة 75 من المباراة لأنه لا يجد بجانبه من يصنع الفارق، فماذا عن باقي مباريات الموسم الطويلة والصعبة بإنجلترا؟.
أولي مرتبك
بدأ سولسكاير الموسم بطريقة 4-3-3 أمام تشيلسي، ثم تحولت في آخر مباراتين إلى 4-2-3-1، وكأنه أراد تغيير السيستم الذي انتصر به برباعية على منافس قوي مثل البلوز، وبالفعل تعثر الفريق في المباراتين عندما غير واقعه التكتيكي، وأيضاً قام بتغيير أندرياس بيريرا لاعب الوسط واستبداله بجيمز الجناح ليضفي صبغة هجومية أكثر على حساب تماسك خط الوسط الموجود به بوغبا خارج الخدمة وماكتوميناي وحيداً يواجه خطوط الخصوم، لا يعرف أولي كيف يعيد الأمور لنصابها وبدا مرتبكاً كثيراً أمام كريستال بالاس، وفقد المدرب الهادئ بطبعه السيطرة على المباراة وعلى لاعبيه، وكأن الفريق يلعب بلا مدرب في أرضية الميدان.
وإذا استمر المدرب النرويجي بهذا النسق في قادم المباريات، فسيكون مصيره هو الإقالة رغم نجوميته الكبيرة كنجم سابق للمان يو، لأن جماهير يونايتد لم تعد قادرة على تحمل مثل هذه النتائج لفترة طويلة قادمة مرة أخرى.