وسط أنباء شبه مؤكدة عن رفض جديد من إدارة نادي باريس سان جيرمان لعرض نادي برشلونة استعارة البرازيلي نيمار لمدة موسم مع خيار الشراء في نهايته، تبدو مسألة عودة الابن الضال الى كامب نو مجدداً محفوفة بالعديد من الألغام نرصد منها 4 فقط في هذا التقرير:
أول تلك الألغام ضعف الموقف المالي لبرشلونة بعد أن أنفق النادي ما يزيد على 250 مليون يورو في الميركاتو الصيفي الحالي، بينما لم يحصد من بيع لاعبيه سوق أقل من ربع هذا المبلغ.
وبالتالي فإن إدارة بارتوميو في مأزق حقيقي؛ لأنها لا تملك المال الكافي لتمويل صفقة استعادة نيمار، الذي حدد نادي باريس سان جيرمان مبلغ 200 مليون يورو للتفاوض حول الاستغناء عنه، كما أنها حتى في حال قدرتها على توفير المبلغ بطريقة ما ستواجه أزمة أخرى تتمثل في مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
اللغم الثاني سوء العلاقة بين إدارتي برشلونة وباريس سان جيرمان للدرجة التي تجعل الثقة بين الطرفين في أدنى مستوى يمكن أن تصل إليه علاقة بين ناديين.
فمنذ الانتقال الصاخب للجناح البرازيلي قبل موسمين من كامب نو إلى حديقة الأمراء، مقابل دفع الشرط الجزائي في عقده مع البارسا، لم تتوقف التصريحات العدائية بين الناديين عبر وسائل الإعلام، وهذه الروح العدائية ساهمت بشكل كبير في تصعيب المفاوضات حول انتقال نيمار.
وترى صحيفة Le Parisien أن فرضية إعارة نيمار إلى البارسا مع توفر خيار لشرائه بحلول نهاية الموسم، ليست مقبولة في باريس سان جيرمان.
وترى الصحيفة أن هذا صعب؛ لأن مثل هذا النوع من الصفقات يتطلب ثقة بين الناديين المعنيين، وهو أمر غير متوفر بين برشلونة وباريس سان جيرمان.
اللغم الثالث ظل ريال مدريد، صحيح أن كل المعطيات الفنية تشير إلى أن النادي الملكي الإسباني لا يريد ولا يحتاج نيمار، في ظل وجود وفرة من اللاعبين الموهوبين في مكانه منهم هازارد وأسوسنيو وفينيسيوس جونيور وماريانو دياز، وبالتالي عدم الحاجة الفنية لنيمار، خصوصاً في ظل حقيقة أن اللاعب لم يقدم أفضل مستوياته منذ انتقاله إلى فريق العاصمة الفرنسية.
لكن تبقى الفرصة الوحيدة لتفكير الريال في ضم البرازيلي هي وجود فلورنتينو بيريز الذي يعشق الصفقات الدعائية، وهو له سوابق عديدة في هذا السياق في السابق مثل ضم بيكهام ولويس فيغو ورونالدو لتكوين ما أطلق عليه فريق الأحلام.
ومع العلاقة الجيدة التي تربط بيريز بناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان، والثقة الواضحة المتبادلة بينهما فإن دخول ريال مدريد إلى ملعب المفاوضات لشراء نيمار سيغير الكثير من قواعد اللعبة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة Marca الإسبانية فإن بيريز وإدارة ريال مدريد تلعب لعبة الانتظار، حتى ترى كيف ستنتهي المفاوضات بين باريس سان جيرمان وبرشلونة قبل أن تتدخل في الوقت الأخير قبل ساعات من إغلاق الميركاتو الصيفي، في وقت تكون فيه كل الأطراف قد أصيبت باليأس وتكون أكثر مرونة في التفاوض.
اللغم الرابع يتعلق بنيمار نفسه ومستواه الفني الذي تراجع بشكل واضح في العامين الماضيين منذ انتقاله للبي إس جي، حيث تعامل اللاعب باستهتار شديد مع الفريق مستغلاً حالة التدليل التي منحته إياها إدارة الفريق الفرنسي.
وطوال الموسمين لم يقدم الدولي البرازيلي ما يثبت به أنه يستحق أن ينافس على لقب أفضل لاعب في العالم، وبدلاً من قيادة فريقه الجديد لتحقيق الطموحات التي جاء من أجلها وأهمها على الإطلاق الفوز بدوري أبطال أوروبا، دخل نيمار في سلسلة من المشكلات وارتكب سلسلة من التصرفات غير المسؤولة التي دفعت ناصر الخليفي إلى التفكير في التخلص منه بسبب تأثيره السلبي على زملائه.
هذا أدى بالطبع لفتور حماس إدارة برشلونة لاستعادة اللاعب خصوصاً في ظل المقابل المادي الضخم الذي يطلبه باريس سان جيرمان، ولهذا فإن إدارة النادي الكتالوني تخوض المفاوضات مع الجانب الفرنسي لاستعادة لاعبها السابق، وهي تقدم رِجلاً وتؤخر الأخرى.
ويرى بعض المحللين أن حالة الشك في قدرة نيمار على استعادة أفضل مستوياته مجدداً، هي التي دفعت مسؤولي البارسا للتفكير في عرض استعارة اللاعب لمدة موسم مع تفعيل خيار شرائه بعد نهاية الموسم، وذلك لتفادي دفع المبلغ الكبير فوراً ثم اكتشاف عدم قدرة اللاعب على استعادة مستواه، ويكونون بذلك قد دفعوا ثمن السمك كاملاً بينما هو لا يزال في الماء.