تسبَّب النجم المصري محمد صلاح في حالة من الانقسام في الرأي العام المصري؛ بسبب تصريحاته الصادمة لقناة CNN الأمريكية في حوار حصري أجرته معه باللغة الإنجليزية، بينما أشار خبير في علم النفس إلى أن لغة جسد "مو" خلال الحوار تُدينه فيما يتعلق بقول الحقيقة.
وقال صلاح خلال الحوار إنه لم يكن مسؤولاً عن عودة زميله عمرو وردة المتهم بالتحرش إلى معسكر المنتخب بعد قيام اتحاد الكرة المصري باستبعاده، قائلا إنه ليس قائد الفريق ولا المدرب ولا مدير المنتخب، وبالتالي فقرار عودة وردة ليس مسؤوليته، لكنهم حمّلوه المسؤولية.
كما هاجم مهاجم ليفربول الإنجليزي حالة التسيُّب التي تسود معسكرات المنتخب المصري في البطولات المختلفة، وقال إنه مثلما حدث في معسكر المنتخب في مونديال روسيا الأخير، فقد شهد فندق إقامة الفراعنة في بطولة أمم إفريقيا الأخير تواجد عشرات من الجماهير يومياً في المعسكر.
وقال إنه في أحد الأيام اضطر للبقاء في غرفته حتى التاسعة والنصف مساء؛ لأن الجماهير كانت تسد الطرقات داخل الفندق، وبالتالي لم يستطِع الخروج، مضيفاً أن من حقه المطالبة بتوفير الهدوء والراحة، وأن يكون مع اللاعبين وليس مع عشرات وربما مئات من الجماهير.
كما تطرَّق صلاح إلى مسألة اعتزال اللعب الدولي، فقال رداً على سؤال لمذيعة CNN إن القرار صعب؛ لأنه يحب البلد من كل قلبه، وإنه منذ أن غادر مصر للاحتراف في أوروبا وهو في سن التاسعة عشرو كان كل ما يريده أن يكون أيقونة للأطفال في هذا البلد لكي يعطيهم الأمل في أن يكبروا يوماً ويكونوا مثله.
"عربي بوست" استطلعت رأي خبير في علم النفس لتحليل لغة جسد محمد صلاح، خلال الحوار وتقييم مدى صدقه، فقال إن صلاح لم يقُل الحقيقة في تصريحاته حول عمرو وردة، وإنه حاول أن يُرضي الجميع، الغرب الذي يتخذ موقفاً متشدداً للغاية من فكرة التحرش الجنسي، وزملاءه في المنتخب الذين سيغضبون منه إذا هاجم عمرو وردة، والسيدات في مصر اللائي غضبن منه بشدة بعد دفاعه عن زميله المتحرش.
وقال الخبير الذي اختار عدم ذكر اسمه إن صلاح في إجابته على السؤال الخاص بعمرو وردة قام بفرك عينِه بيده أكثر من مرة، وزاغ بصره أكثر من مرة، وهذا انعكاس لتوتره وتفكيره الطويل في الكلمات التي يريد أن يقولها.
وأضاف قائلاً إن مراجعة لقاءات صلاح التليفزيونية في السنوات الماضية تصل بنا إلى قناعة كاملة بأنه لم يكن يقول الحقيقة المجردة في موضوع عمرو وردة، لأن صلاح في الأحوال العادية يتكلم بطلاقة ويواجه الكاميرا دون قلق، وهو ما لم يحدث في اللقاء الأخير.
كذلك فإن اللاعب ركز على أنه ليس مسؤولاً عن المنتخب، وتجاهل أنه أكثر اللاعبين تأثيراً في صفوف المنتخب الوطني، وبالتالي فهو يحاول التراجع عن تغريدته التي دافع فيها عن وردة، مؤكداً أن العلاج وليس المقصلة هو الحل لمشكلة التحرش.
كذلك قال الخبير النفسي إن تصريحات صلاح حول الاعتزال الدولي ومشاكل التسيب في معسكر المنتخب لم تكن ملتزمة بالحقيقة المجردة، والدليل أن اللاعب تفادى في أكثر من مرة مواجهة الكاميرا، كما قام بوضع ساق على ساق على عكس جلسته في بقية أجزاء الحوار.
على الجانب الآخر، توالت ردود الفعل على تصريحات النجم المصري؛ حيث أقام المحامي المثير للجدل سمير صبري دعوى قضائية ضد اتحاد الكرة المصري الذي استقال أعضاؤه بالكامل عقب خروج المنتخب من ثُمن نهائي كأس الأمم الإفريقية.
وطالب صبري، الذي اعتاد إقامة دعاوى مماثلة ضد مشاهير ونجوم المجتمع المصري، بالتحقيق في التصريحات التي أدلى بها نجم منتخب مصر، وطالب بسماع أقوال محمد صلاح ضدهم.
وأوضح سمير صبري، في بلاغه، أن ما صرح به اللاعب يوضح وبجلاء أن هناك أخطاء جسيمة وإهمالاً صارخاً من جانب المبلَّغ ضدهم (اتحاد الكرة) أدت إلى الخسائر الفادحة، سواء المادية أو المعنوية وأكثرها ضرراً ما لحق بسمعة الرياضة المصرية في الأوساط الدولية، مما يحق معه للمبلغ التمسك بطلب سماع أقوال محمد صلاح لكشف الجرائم والأخطاء والإهمال من جانب المبلغ ضدهم لتقديمهم للمحاكمة الجنائية، وقدم صبري حافظة مستندات مؤيدة لبلاغه.
في الجانب الآخر، هاجم أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة المستقيل، صلاح واتهامه الدائم لاتحاد الكرة بالتقصير، قائلاً إنه كان يستأذن إيهاب لهيطة المشرف على المنتخب المصري قبل أن يزور معسكر الفريق، رغم كونه نائب رئيس اتحاد الكرة.
ونفى شوبير ادعاءات صلاح بوجود تسيب وفوضى في معسكر المنتخب، كما هاجم تصريحات صلاح حول عمرو وردة قائلاً إن نجم ليفربول يزامل وردة في المنتخب المصري منذ 4 سنوات، ولم يقُل شيئاً طوال تلك الفترة، ومن غير الطبيعي أن يكون قد اكتشف فجأة حاجة زميله للعلاج بعد الضجة التي حدثت.