يبدو أن الأرض بدأت تهتز تحت قدمي المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي لبرشلونة، بعد موسم مخيب للآمال بالحصول على لقب الدوري فقط وخسارة كأس الملك ودوري الأبطال، استمر المدرب في منصبه على غير قناعة من أغلب جماهير البارسا، ليبدأ رحلة جديدة بموسم جديد مع البلوغرانا ولكن بأزمات فنية عديدة أبرزها انتصار البرتغالي نيلسون سيميدو الظهير الأيمن للفريق عليه في الحرب الباردة تكتيكياً بينهما.
فعاش سيميدو فترة صعبة عقب نهاية الموسم الماضي، حيث سعى نحو التمرد على مدربه نظراً لعدم حصوله على فرصته كاملة، وكان بمثابة الورقة البديلة لسيرجي روبيرتو في مركز الظهير الأيمن، وشارك الموسم المنصرم في 46 مباراة بمختلف المسابقات، وسجل هدفاً وحيداً وصنع 3 أخرى.
وخاض معركة ضروس مع مدربه وإدارة النادي عبر وكيله، للعودة لمركزه الأساسي بالفريق وإلا سيكون الرحيل قراره هذا الصيف، ونجحت مساعيه في نهاية المطاف.
تمرد مُبكر
مع نهاية الموسم الماضي بدأ نيلسون سيميدو أولى خطواته في التمرد، نظراً لعدم رضاه عن الدور الذي يلعبه مع الفريق، بتواجده أغلب الوقت على مقاعد البدلاء.
وبالفعل نقل خورخي مينديز وكيل أعمال سيميدو رغبته لإدارة برشلونة، لاسيما وأن العديد من الأندية الأوروبية أبدت رغبتها في الظفر بخدمات البرتغالي وعلى رأسها أتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي.
ورفضت إدارة برشلونة تماماً فكرة رحيل سيميدو هذا الصيف، وأبلغت اللاعب بأن رغبته مرفوضة، وردت على الأندية المهتمة به بأنه لا مجال للتفاوض وأي نادٍ يرغب في ضمه عليه دفع قيمة الشرط الجزائي في عقده وقيمته 100 مليون يورو، حيث يرتبط بعقد حتى صيف 2022.
وتؤمن إدارة برشلونة بسيميدو، في ظل ندرة البدائل المتاحة في سوق الانتقالات بالوقت الراهن، من ناحية الأسعار والمستوى الذي يتناسب مع تطلعات النادي الكتالوني.
استجابة سريعة
من جانبه أدرك فالفيردي صعوبة الموقف في هذا المركز، لا سيما أيضاً مع عدم رغبة سيرجي روبيرتو في الاستمرار كظهير أيمن، إذ يريد العودة إلى مركزه الطبيعي في خط الوسط.
وجاء الاعتماد على روبيرتو في مركز الظهير الأيمن منذ ولاية لويس إنريكي بعد رحيل داني ألفيس، ورغم ذلك صرح اللاعب مؤخراً أنه يتمنى العودة للعب في خط الوسط مرة أخرى.
وأفادت التقارير مؤخراً، بأن فالفيردي استقر على عودة روبيرتو إلى خط الوسط، وأن يكون سيميدو هو اللاعب الأساسي في مركز الظهير الأيمن، وتم تصعيد السنغالي موسى واجي ليكون بديلاً له، خاصة أنه تألق في المباريات التي شارك بها الموسم الماضي، وكذلك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في مصر هذا الصيف.
أزمة جديدة
بعد الانتهاء من أزمة سيميدو، سيصطدم فالفيردي بأزمة أكبر تتمثل في تخمة اللاعبين في خط الوسط، بعدما انضم لهم سيرجي روبيرتو.
وأصبح خط وسط البارسا يعج بـ9 لاعبين وهم: سيرجيو بوسكيتس، فرانكي دي يونغ، آرثر ميلو، إيفان راكيتيتش، كارليس ألينيا، رافينيا، أرتورو فيدال، وفيليب كوتينيو بجانب روبيرتو.
ومن المتوقع رحيل رافينيا إلى صفوف فالنسيا، مع وجود محاولات للتخلص من كوتينيو هذا الصيف لكن يظل الوضع مُعقداً بالنسبة للنجم البرازيلي.
ولكن أيضاً ستستمر الأزمة أمام فالفيردي الذي قد يضطر للتخلي عن لاعب آخر، حيث ستكون المُفاضلة بين فيدال وراكيتيتش، خاصة أنهما يملكان العديد من العروض.
وبدون شك يضمن بوسكيتس مكانه في التشكيلة الأساسية، ومن المتوقع أن يكون بجواره فرانكي دي يونغ وآرثر ميلو.
وقد يتسبب الأمر في مشكلة لسيرجي روبيرتو الذي سيجد نفسه على مقاعد البدلاء، ويفقد مكانه في التشكيلة الأساسية، وهو ما يرفضه اللاعب، الذي صرح: "عودتي لخط الوسط خبر جيد، لكن إذا لعبت.. إذا لم ألعب، ليس له قيمة".
وسيكون الصراع على أشده في هذا المركز، نظراً لوجود العديد من العناصر المميزة، مما سيضع فالفيردي في حيرة مُفيدة، عليه أن يستغلها جيداً لمصلحة الفريق.